ما الذي علينا فعله تجاه أنفسنا ؟!
الثلاثاء / 13 / ذو القعدة / 1445 هـ الثلاثاء 21 مايو 2024 00:05
وليد الكاملي
إن سؤالاً محمّلاً بالمسؤولية كهذا السؤال حريٌّ بنا أن نمنحه طاقة عالية من التأني والاهتمام، وألا نختزل إجابته اختزالاً كما لو أنه سؤال لاختبار في منهج مدرسي.
إننا حين نقول «أنفسنا» فنحن نعني كينونتنا ووجودنا، وهذا بلا شك يقودنا إلى كل تفاصيل تلك المفاهيم وماهيتها، وبالتالي فنحن أمام مصير يحتّم علينا التعامل بحزم تجاه هذا المصير الذي لا بد وأن له أسبابه ودوافعه وحتماً أدواته التي تقوده إلى النتيجة «المصير»، فإما المصير الذي سيكون محل نجاحاتنا وسعادتنا وتحقيق ذواتنا وإما المصير الذي يمكن اختزاله في كلمة واحدة وهي «الجحيم».
وباعتقادي أن أبرز أدوات النفس التي تحدد مصائرها هي العقل والقلب، وهذه الثنائية بلا شك هي المحرك والصندوق الأسود لكل نفس بشرية رغم تباعدها وتناقضها وميل كل منها إلى مصير أو لنقل توافق كل منها مع مصير، وقد يظن كل من يقرأ هذه الكلمات أنني كشفت سر غموضي هنا، ويقول: لا شك أنك ستقول إن القلب هو محرك النفس الذي يقودها في الغالب إلى مصير الجحيم وعلى النقيض سيقول: إن العقل - وهو ما نرمز له دوماً بالتجرد من العاطفة والمنطق السليم - هو محرك النفس البشرية تجاه مصير النعيم والسلامة، لكنني وفي واقع الأمر لا أعلم أيهما يقود صاحبه إلى أي مصير، بل وأجزم أن علينا جميعاً ألا نعلم وألا نتيقن من الأداة التي لها أن تقودنا لمصير ما.
يقيني بعدم العلم بذلك ودعوتي وادعائي بوجوبية عدم العلم ليس لأنني أعزو مصائرنا لحتمية الأقدار بالضرورة، فنحن كما تعلّمنا في مناهج التعليم مسيّرون ومخيّرون في ذات الوقت بل ومرتهنون إلى التكليف الذي هو الالتزام بمقتضى الشريعة، يقيني بذلك ينطلق من دافع الشفقة على الإنسان الذي جاء لهذه الحياة وهو يحمل في داخله هذه الثنائية العجيبة، يقيني بذلك - أقصد اليقين بعدمية العلم بماهية ضرورة أن العقل نجاة في الغالب، وأن القلب انحدار وانكسار - يأتي انطلاقاً من الغبطة من أولئك الذين يقفون أمام شؤونهم الحياتية وعلاقاتهم الإنسانية متجردين من انكسارات القلب ومنحازين لسلطة العقل دون أيّما حيرة تغتالهم ولا جموح نفسياً وعاطفياً يتسلل إلى مشاعرهم.
منذ أيام شكوت لأحدهم حالة خاصة فافترس كل الأحاديث التي كنت أبثها من أعماق الأعماق واختزل كل الإجابات التي كنت أنتظرها بوصية واحدة، حيث قال: «حكّم عقلك». حينها رددتُ في نفسي: يا الله.. أليس لقلوبنا الحق في أن نسايرها ونمضي بها ومعها حيثما تريد؟! ثم ما هذا العقل الجاف الذي عليّ أن أحكّمه كي يمضي بي إلى النجاة؟! وما هذا القاموس «الإجاباتي» الذي اقتحمنا واستسلمنا إليه؟! وللأمانة، فقد عدَلت عن كل الوصايا التي فكّرت بها بما فيها الوصية التي تلقيت، وشرعت أسأل وكلي جهل بالسؤال: ما الذي علينا فعله تجاه أنفسنا؟! حتى تولّد ما تولّد داخلي من قناعات تجاه هذه النفس التي تحتاج منا لسبر أغوار الأسئلة ودكّ جُلّ - إن لم يكن كل - ما انتهت إليه الإجابات المسكوكة التي أنبتتنا نفسياً هكذا نبات.
إننا حين نقول «أنفسنا» فنحن نعني كينونتنا ووجودنا، وهذا بلا شك يقودنا إلى كل تفاصيل تلك المفاهيم وماهيتها، وبالتالي فنحن أمام مصير يحتّم علينا التعامل بحزم تجاه هذا المصير الذي لا بد وأن له أسبابه ودوافعه وحتماً أدواته التي تقوده إلى النتيجة «المصير»، فإما المصير الذي سيكون محل نجاحاتنا وسعادتنا وتحقيق ذواتنا وإما المصير الذي يمكن اختزاله في كلمة واحدة وهي «الجحيم».
وباعتقادي أن أبرز أدوات النفس التي تحدد مصائرها هي العقل والقلب، وهذه الثنائية بلا شك هي المحرك والصندوق الأسود لكل نفس بشرية رغم تباعدها وتناقضها وميل كل منها إلى مصير أو لنقل توافق كل منها مع مصير، وقد يظن كل من يقرأ هذه الكلمات أنني كشفت سر غموضي هنا، ويقول: لا شك أنك ستقول إن القلب هو محرك النفس الذي يقودها في الغالب إلى مصير الجحيم وعلى النقيض سيقول: إن العقل - وهو ما نرمز له دوماً بالتجرد من العاطفة والمنطق السليم - هو محرك النفس البشرية تجاه مصير النعيم والسلامة، لكنني وفي واقع الأمر لا أعلم أيهما يقود صاحبه إلى أي مصير، بل وأجزم أن علينا جميعاً ألا نعلم وألا نتيقن من الأداة التي لها أن تقودنا لمصير ما.
يقيني بعدم العلم بذلك ودعوتي وادعائي بوجوبية عدم العلم ليس لأنني أعزو مصائرنا لحتمية الأقدار بالضرورة، فنحن كما تعلّمنا في مناهج التعليم مسيّرون ومخيّرون في ذات الوقت بل ومرتهنون إلى التكليف الذي هو الالتزام بمقتضى الشريعة، يقيني بذلك ينطلق من دافع الشفقة على الإنسان الذي جاء لهذه الحياة وهو يحمل في داخله هذه الثنائية العجيبة، يقيني بذلك - أقصد اليقين بعدمية العلم بماهية ضرورة أن العقل نجاة في الغالب، وأن القلب انحدار وانكسار - يأتي انطلاقاً من الغبطة من أولئك الذين يقفون أمام شؤونهم الحياتية وعلاقاتهم الإنسانية متجردين من انكسارات القلب ومنحازين لسلطة العقل دون أيّما حيرة تغتالهم ولا جموح نفسياً وعاطفياً يتسلل إلى مشاعرهم.
منذ أيام شكوت لأحدهم حالة خاصة فافترس كل الأحاديث التي كنت أبثها من أعماق الأعماق واختزل كل الإجابات التي كنت أنتظرها بوصية واحدة، حيث قال: «حكّم عقلك». حينها رددتُ في نفسي: يا الله.. أليس لقلوبنا الحق في أن نسايرها ونمضي بها ومعها حيثما تريد؟! ثم ما هذا العقل الجاف الذي عليّ أن أحكّمه كي يمضي بي إلى النجاة؟! وما هذا القاموس «الإجاباتي» الذي اقتحمنا واستسلمنا إليه؟! وللأمانة، فقد عدَلت عن كل الوصايا التي فكّرت بها بما فيها الوصية التي تلقيت، وشرعت أسأل وكلي جهل بالسؤال: ما الذي علينا فعله تجاه أنفسنا؟! حتى تولّد ما تولّد داخلي من قناعات تجاه هذه النفس التي تحتاج منا لسبر أغوار الأسئلة ودكّ جُلّ - إن لم يكن كل - ما انتهت إليه الإجابات المسكوكة التي أنبتتنا نفسياً هكذا نبات.