رحم الله أيقونة الشعر
الأحد / 18 / ذو القعدة / 1445 هـ الاحد 26 مايو 2024 18:09
محمود أحمد منشي
نشأ الأمير بدر بن عبدالمحسن -رحمه الله- في بيت علم وأدب، حيث كان والده الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- محبّاً للعلم والأدب، كما أنه شاعر مبدع ولديه مكتبة كبيرة تضم العديد من الكتب، ومجلس والده كان يكتظ بالعلماء والأدباء وكبار المفكرين في ذلك الوقت، مما كان له أبلغ الأثر وانعكس على سموه في حبه للأدب والشعر.
عرف في الساحة العربية والسعودية بأنه أحد أبرز رواد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية، له جهود حثيثة وكبيرة في كتابة القصائد رفيعة المستوى الوطنية وغيرها بفضل ذائقته الشعرية وإحساسه المرهف، فقد أفنى عمره- طيب الله ثراه- بتمجيد وطنه بغزارة شعره وصدق إحساسه، ونال أسمى التقدير من ملوك هذا الوطن المعطاء وقادته وأبناء وطنه، فضلاً عن شعره في تصوير الواقع الاجتماعي لهذه البلاد حرسها الله.
تجدر الإشارة إلى إن نصوص مهندس الكلمة الشاعر الملهم (البدر) مُفعمة بالصور الجمالية المُعبرة الأخاذة، فهو يطوع الكلمة والحرف ويصدح بالكلمات ليرسم لوحة جمالية تجيش في مخيلته وأفقه الواسع لتظهر بتلك الحُلة البهية في كل قصائده خاصة الوطنية يرحمه الله.
تأتي القصيدة الوطنية (فوق هام السحب) منذ أكثر من ربع قرن التي تحكي وتعبر عن شموخ هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة وعز وأمجاد هذه البلاد أدامها الله.
كرمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله، ومنحه وشاح الملك عبدالعزيز عام 2019 ميلادي، عُين رئيساً للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون 1973 ميلادي، كرمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) 2019م، كرمته الهيئة العامة للترفيه في ليلة كان عنوانها ليلة الأمير بدر بن عبدالمحسن نصف قرن والبدر مكتمل.
في مارس 2023م كرم في ختام مهرجان القرين الثقافي في دولة الكويت في دورته الـ28 باختياره شخصية المهرجان.
مصابٌ جلل وفقدٌ مؤلم أدمى العيون، وفاة مهندس الكلمة وأيقونة الشعر السعودي الأمير بدر بن عبدالمحسن، رحل البدر في باريس وقد أتم عمراً مديداً من الشعر والحب لبلاده عن عمر ناهز 75 عاماً بعد معاناة من المرض.
توفى البدر وانتقل إلى جوار ربه إن شاء الله يحمل في قلبه الحب والعلاقات الإنسانية أكثر من نصف قرن تغنى ورسم الشعر وسطر الفنون وحلق في الفضاء الرحب بأعذب الكلمات فعطر الأجواء بشذى عطره وألقه، وأثرى مكتباتنا بالكم الهائل من القصائد الوطنية.. وأكثر من أربعة دواوين، ورفع سقف الثقافة وأشبعنا من شعره الأخاذ.
اللهم أنزل شآبيب رحمتك وعفوك ورضوانك ومغفرتك على عبدك بدر بن عبدالمحسن والمسلمين أجمعين، اللهم ارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.