كتاب ومقالات

محاصرة سيارة إسعاف !

خالد السليمان

أشفقت البارحة على قائد سيارة إسعاف كانت تحاول أن تشق طريقها وسط طريق دائري شبه مزدحم، لم تكن السيارات أمامه تفسح له الطريق، وعندما غير مساره لعل وعسى أن يكون أمامه من هو أكثر مروءة، كان التجاوب قليلاً حتى انعطف إلى المسار الذي أسير فيه فأفسحت الطريق، لأفاجأ بقائد السيارة الذي يسير خلفي ينتهز الفرصة لاستغلال الفسحة التي منحتها لسيارة الإسعاف !

حقيقة غالباً يمتثل السائقون لإفساح الطريق لمركبات الطوارئ، وصادفت أيضاً حالات قليلة لا يتجاوب فيها السائقون، لكن ما شاهدته البارحة لم يكن له مثيل، شعرت فيه بعجز قائد سيارة الإسعاف عن التصرف، وشعرت بالحاجة الملحة لسرعة إسعاف المريض الذي يحمله أو الذي هو في طريقه ليسعفه، وفي كلتا الحالتين الوقت عامل مهم في صناعة الفارق بين الحياة والموت !

بماذا كان يفكر هؤلاء السائقون الذين عطلوا سير سيارة الإسعاف ؟! وأي مكسب لهم من تجاهل الحاجة الإنسانية لإفساح الطريق، ناهيك عن الامتثال للقانون الذي يلزم بذلك ويعد الامتناع عنه مخالفة توجب العقوبة !

كل ما أرجوه ألا تكون مهمة الإسعاف تأثرت بما حصل، وأن يكون المريض بخير وعافية، كما أرجو أن تكون السيارة مزودة بكاميرات ترصد حركة الطريق وتضبط كل من عطل حركتها لينالوا المساءلة المستحقة !

كما أرجو أن تبادر الجهات المختصة بتشديد الرقابة والمحاسبة، وتذكير السائقين بواجبات إفساح الطريق لسيارات الطوارئ خاصة الإسعاف والمطافئ، وكذلك التوعية بالتصرف الأمثل لإفساح الطريق في مثل هذه الحالات، فبعض سيارات الطوارئ ما زالت تسلك أقصى المسار الأيسر عند التجاوز، بينما كانت الجهات المختصة قد أعلنت قبل أشهر أن سيارات الطوارئ تسلك المسار الأوسط الذي يجب أن يفسح لها، وربما هذا سبب إرباكاً للسائقين وقدرتهم على التصرف، لكن هذا لا يبرر أبداً تجاهل وجود سيارة إسعاف في حالة طوارئ تشق طريقها خلفك أياً كان مسارك دون أن تحرك ساكناً لإفساح الطريق لها !

باختصار.. إفساح الطريق لسيارات الطوارئ لا يتعلق بالامتثال للقانون بقدر ما يتعلق بالمروءة والإنسانية، خاصة عندما يتعلق الأمر بسلامة وحياة الآخرين !