خذيني لمملكة لا تنام
الجمعة / 01 / ذو الحجة / 1445 هـ الجمعة 07 يونيو 2024 02:29
شعر: دخيل الخليفة
ولي أمنياتٌ بحجْم اسمِكِ العذبِ، لي قصّةٌ عن جموحِ الشفاهِ، ووحدي سأقرأُ سرَّكِ، أعرفُ أنكِ أغنيةٌ عن سَمارِ الغسَقْ.
وأنا مدْمنٌ هامَ حتّى الغرَقْ.
خُذيني لمملكةٍ لا تنامُ، نُعلّقُ أصواتَنا في الشوارعِ، نمشي بلا هدفٍ تائهَينِ، ونركضُ خلف زفاف العصافير، أنتِ أنا وأنا أنتِ، لكنّنا اثنانِ تجهلُ روحاهُما الجبْرَ، ظلّانِ في واحدٍ، لا ينامانِ إلا بغفوةِ حلْمٍ مثيرٍ، ويشتركانِ بعشٍّ صغيرٍ؛ فنامي إذنْ لأعدَّ رموشَكِ، نامي لأحصيَ كم ملَكٍ يشتلُ القمحَ تحتَ قميصكِ، قولي «أحبّكَ» كي ينبُتَ العشبُ في جسدي، لأحطَّ على جهةٍ من حريرٍ، خذي فرْط ما بي من الوجْد، مرّي كما البلبلِ النرجسيّ على شغَفي لانهمارِكِ. تغريبتي بلدٌ للطيورِ الأليفةِ، لا تجْفلي إن لمحْتِ المساءَ ارتجَفْ.
فأنا عاشقٌ من خزَفْ!
أهيّئُني للحصادِ فتشعلُني ضحِكاتٌ تطيرُ إلى السقفِ، لا وقتَ لليلِ، للنومِ، تنْدسُّ شمسُ الغوايةِ بين دمي والجنونِ؛ وكرّزكِ الفجرُ صيغةَ موتٍ قصيرٍ يؤرجحُني. للغرامِ ملائكةٌ غسلتْ ريشَها بانخطافِ المولّعِ، لمّا تملّكهُ غزلٌ في ارتباك المروجِ، أكانَ الموشّحُ من لغةٍ؟ أم هياماً ورائحةَ امرأةٍ غام فيها المُغنّي وبُحّتْ قناديلُهُ في السفوحِ، فتاهَ بفيضِ الكرَز؟ْ.
تَبعثرَ في لعبةِ العشقِ مثل الخرَزْ.
تعالي أعدّ أصابعَكِ المخمليّةَ، أملأ كفّكِ بالوردِ حتى تحطَّ عليه حكايا المحبّينَ، نكتب -فوق جدارٍ قديمٍ بنبض الطباشير- عن متعة الحبِّ، عن عاشقَينِ يتيهان فوق السحابةِ، ينثالُ شَعرُكِ فوق القصيدةِ، يأخذُ صيغتَهُ بأناملَ ناعسةٍ؛ وأمرُّ على وجنتيكِ بروحي، وأوشكُ أن أتبخّرَ بين الملامح، بينَ اخضرار المرايا، كأن البلادَ بعينيكِ مفتوحةٌ للغريب، أكانَ انخطافي بسحركِ فيئاً لخمسينَ ذابلةً في البرازخِ؟ لا أرضَ إلا اختمارُكِ، فارتكبي خبَباً في الضلوع، انشري غبَشاً في المفاوزِ، أو شغَباً في دمي يا ابنةَ الملح، أنتِ اشتعالُ الحروفِ بأسئلةِ الحالمينَ، يُناجونَ ضوءاً عبَرْ.
تغافلَ أرواحَهُم حين نامَ القمَر!
دعي القلبَ يغسلُ جفنَيهِ بالسهدِ، مرّي عليهِ صباحاً لكي يشْرئبَّ، فصوتُكِ سربُ حمامٍ يحُطُّ على شجرِ الوقتِ، يُدفئني بهديلِ الوداعةِ، أين المفرُّ من الوجدِ؟ كيف أرمّمُ قلبيَ إن قلتِ: حانَ الوداعُ؟ أتهربُ عيناي؟ أم أتشتّتُ بين القوافي؟ سنبقَى إذن؛ لا وداعَ لشاعرةٍ ترسمُ الدفء نهراً تمددَ في الروحِ، أنت أنا وأنا أنتِ، لا وطنٌ غير قلبي يناديكِ حين تروغُ الجهات، وتشغلني عنكِ ـ فيكِ ـ بلاغةُ آلهةٍ تتدفقُ بالضوء تسرقُني من أناي.
بصوتكِ كنتُ أعُدُّ خطاي.
أنا لا أحبُّ سوَى النخلِ يمشي على مهَلٍ في الشوارع، يمنحُ أحبابَهُ فرحاً؛ حرَّرتْني المدائنُ من ملكوت القبيلة، وانسكبَتْ في يدِي ضحِكاتُ الجميلاتِ، يفْتنُني همسُ نافذةٍ يفضحُ اثنينِ، لا نظرةٌ في الصباحِ سوى نغمٍ في المساء، تعالَي لنكتبَ أهزوجةً عن سماءٍ تدللُ عشاقَها الطيّبينَ. غداً بانتظارِكِ في آخرِ القلبِ، في أوّلِهْ
لتأتي كطيرِ غرامٍ تَغرّبَ كي يجمعَ الشوقَ ثمَّ تهادَى إلى منزِلِهْ.
وأنا مدْمنٌ هامَ حتّى الغرَقْ.
خُذيني لمملكةٍ لا تنامُ، نُعلّقُ أصواتَنا في الشوارعِ، نمشي بلا هدفٍ تائهَينِ، ونركضُ خلف زفاف العصافير، أنتِ أنا وأنا أنتِ، لكنّنا اثنانِ تجهلُ روحاهُما الجبْرَ، ظلّانِ في واحدٍ، لا ينامانِ إلا بغفوةِ حلْمٍ مثيرٍ، ويشتركانِ بعشٍّ صغيرٍ؛ فنامي إذنْ لأعدَّ رموشَكِ، نامي لأحصيَ كم ملَكٍ يشتلُ القمحَ تحتَ قميصكِ، قولي «أحبّكَ» كي ينبُتَ العشبُ في جسدي، لأحطَّ على جهةٍ من حريرٍ، خذي فرْط ما بي من الوجْد، مرّي كما البلبلِ النرجسيّ على شغَفي لانهمارِكِ. تغريبتي بلدٌ للطيورِ الأليفةِ، لا تجْفلي إن لمحْتِ المساءَ ارتجَفْ.
فأنا عاشقٌ من خزَفْ!
أهيّئُني للحصادِ فتشعلُني ضحِكاتٌ تطيرُ إلى السقفِ، لا وقتَ لليلِ، للنومِ، تنْدسُّ شمسُ الغوايةِ بين دمي والجنونِ؛ وكرّزكِ الفجرُ صيغةَ موتٍ قصيرٍ يؤرجحُني. للغرامِ ملائكةٌ غسلتْ ريشَها بانخطافِ المولّعِ، لمّا تملّكهُ غزلٌ في ارتباك المروجِ، أكانَ الموشّحُ من لغةٍ؟ أم هياماً ورائحةَ امرأةٍ غام فيها المُغنّي وبُحّتْ قناديلُهُ في السفوحِ، فتاهَ بفيضِ الكرَز؟ْ.
تَبعثرَ في لعبةِ العشقِ مثل الخرَزْ.
تعالي أعدّ أصابعَكِ المخمليّةَ، أملأ كفّكِ بالوردِ حتى تحطَّ عليه حكايا المحبّينَ، نكتب -فوق جدارٍ قديمٍ بنبض الطباشير- عن متعة الحبِّ، عن عاشقَينِ يتيهان فوق السحابةِ، ينثالُ شَعرُكِ فوق القصيدةِ، يأخذُ صيغتَهُ بأناملَ ناعسةٍ؛ وأمرُّ على وجنتيكِ بروحي، وأوشكُ أن أتبخّرَ بين الملامح، بينَ اخضرار المرايا، كأن البلادَ بعينيكِ مفتوحةٌ للغريب، أكانَ انخطافي بسحركِ فيئاً لخمسينَ ذابلةً في البرازخِ؟ لا أرضَ إلا اختمارُكِ، فارتكبي خبَباً في الضلوع، انشري غبَشاً في المفاوزِ، أو شغَباً في دمي يا ابنةَ الملح، أنتِ اشتعالُ الحروفِ بأسئلةِ الحالمينَ، يُناجونَ ضوءاً عبَرْ.
تغافلَ أرواحَهُم حين نامَ القمَر!
دعي القلبَ يغسلُ جفنَيهِ بالسهدِ، مرّي عليهِ صباحاً لكي يشْرئبَّ، فصوتُكِ سربُ حمامٍ يحُطُّ على شجرِ الوقتِ، يُدفئني بهديلِ الوداعةِ، أين المفرُّ من الوجدِ؟ كيف أرمّمُ قلبيَ إن قلتِ: حانَ الوداعُ؟ أتهربُ عيناي؟ أم أتشتّتُ بين القوافي؟ سنبقَى إذن؛ لا وداعَ لشاعرةٍ ترسمُ الدفء نهراً تمددَ في الروحِ، أنت أنا وأنا أنتِ، لا وطنٌ غير قلبي يناديكِ حين تروغُ الجهات، وتشغلني عنكِ ـ فيكِ ـ بلاغةُ آلهةٍ تتدفقُ بالضوء تسرقُني من أناي.
بصوتكِ كنتُ أعُدُّ خطاي.
أنا لا أحبُّ سوَى النخلِ يمشي على مهَلٍ في الشوارع، يمنحُ أحبابَهُ فرحاً؛ حرَّرتْني المدائنُ من ملكوت القبيلة، وانسكبَتْ في يدِي ضحِكاتُ الجميلاتِ، يفْتنُني همسُ نافذةٍ يفضحُ اثنينِ، لا نظرةٌ في الصباحِ سوى نغمٍ في المساء، تعالَي لنكتبَ أهزوجةً عن سماءٍ تدللُ عشاقَها الطيّبينَ. غداً بانتظارِكِ في آخرِ القلبِ، في أوّلِهْ
لتأتي كطيرِ غرامٍ تَغرّبَ كي يجمعَ الشوقَ ثمَّ تهادَى إلى منزِلِهْ.