رحلة الحج الإيمانية.. ارتباط روحي يبعث في النفوس الصفاء
الثلاثاء / 12 / ذو الحجة / 1445 هـ الثلاثاء 18 يونيو 2024 01:21
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
ليست رحلة الحج الإيمانية حركة جسد ينتقل من بلده إلى البلد الحرام، بل هناك انتقال معنوي بالتخلي عن المادي والارتباط بالروحي، وتحرك وجداني يبعث في النفوس صفاءً في ظل استعادة كمّاً وافراً من سيرة الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) الذين دعوا لتوحيد الله من جوار أوّل بيت وضع للناس، ليلتقي بُعدُ الزمان بالمكان، ويتمثل الإنسان أبعاداً ثقافية وأخلاقية، تُمتّنُ الصلة بين آدم (عليه السلام) وذريته من بعده.
وإذا كانت بعض الآثار؛ تُقدّرُ عدد المصطفين، ممن اختارهم الله للنبوة بـ124 ألف نبيٍ ورسول؛ منهم ما يفوق الـ300 رسول؛ فإن الرمزية الخالدة عبر القرون تتمثل في رسالة التوحيد لله والبُعد عن الشرك، التي اصطفى لها التاريخ الدولة السعودية، ليسلم عُهدة الحج لمن هو الأحق بها؛ إيماناً بمنطلقات الدولة الأصيلة في منهجها، الرائدة في توجهها، الراقية في أخلاقها وتعاملها لتفد إليها جموع الملايين كل عام آمنين مطمئنين.
وفي موسم الحج يستحضر الحجاج، أبو الأنبياء إبراهيم الخليل (عليه السلام)؛ الذي وُلد بحسب التوراة، في مدينة (أور الكلدانية) جنوب شرقي بابل قرابة عام 1900 ق.م؛ أي قبل ما يقارب أربعة آلاف عام. وكان موقفه التأملي من الكواكب والأصنام مبعث أسئلة (حاجّ بها أباه وقومه) وأرادوا به كيداً فكانوا خاسرين، نجاه الله، وهاجر لما تقتضي الحكمة الإلهية ليتلقى أمر الله برفع القواعد من البيت وهو شاب يافع، وساعده ابنه إسماعيل، ودعا الله أن يكون بلداً آمناً فكان ثم جاءه الوحي، برفع النداء للموحدين ليحجوا، قال ربي كيف يبلغهم صوتي في الآفاق فقال عليك النداء وعلينا البلاغ، في تأكيدٍ على مبدأ الأخذ بالأسباب، فجاء الناس من كل فجّ عميق، ما بين راجلٍ وراكب، وكانت زمزم تفجّرت ببركة الرضيع (إسماعيل) وأمه هاجر، ومن الماء تبدأ الحياة وإليه تعود.
وتتابع الأنبياء والرسل في عنايتهم بالحج (عبادة ومنفعة) في أيام معلومات، إلى عهد المصطفى محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) الممتد عقيدةً إلى إبراهيم الخليل (حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين) والعريقُ نسباً إلى جزيرة العرب، ليرسم ملامح ومواصفات المقتفين أثره من الولاة والحكّام؛ ممن وهبهم الله مكانةً في القلوب، ورزق بلدانهم عزةً ومنعة ببركة عنايتهم بإرث يتجاوز عمره أربعة آلاف عام.
المملكة سخّرت إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن
في الحج تتكامل المنافع، بتتبع آثار الأنبياء والصالحين، للتأسي بهم، فتصفو المشاعر، ويتعزز الإخاء، وكأنما دعوة الخليل إبراهيم للحج لم تنطلق إلا بالأمس القريب، فتتجلى المتابعة للمناسك في فضاء معتّق بالروحانية والقداسة، تجلله دولة وقفت نفسها وإمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن.
ويرى المفكر رضوان السيّد أن الفعل الثقافي في الحج يحقق التواصل بين أبعاد الزمان التاريخي، معززاً حضور الماضي؛ لاستشراف المستقبل، لافتاً إلى أنه لا يمكن القول بالفصام بين المثال والواقع، بحكم أن الركن الخامس ديناميكي في تفاعله مع الحياة بتأويل معانيها، وتحفيز للجدل الحي لبلوغ مراتب الكمال، مؤكداً أن وظيفة الحج تتسامى في استعادة للحظة التاريخية التي أسست الإسلام بمعنييه: فطرة متقدمة على التحريف، وقنطرة خاتمة جاءت بها خاتم الرسالات السماوية مكلّفة العقل بدور قراءة الآيات الكونية والتاريخية قراءة تعود عليه بالفوائد الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية؛ للتواصل والتفاعل الإيجابي بين المجتمعات.
وإذا كانت بعض الآثار؛ تُقدّرُ عدد المصطفين، ممن اختارهم الله للنبوة بـ124 ألف نبيٍ ورسول؛ منهم ما يفوق الـ300 رسول؛ فإن الرمزية الخالدة عبر القرون تتمثل في رسالة التوحيد لله والبُعد عن الشرك، التي اصطفى لها التاريخ الدولة السعودية، ليسلم عُهدة الحج لمن هو الأحق بها؛ إيماناً بمنطلقات الدولة الأصيلة في منهجها، الرائدة في توجهها، الراقية في أخلاقها وتعاملها لتفد إليها جموع الملايين كل عام آمنين مطمئنين.
وفي موسم الحج يستحضر الحجاج، أبو الأنبياء إبراهيم الخليل (عليه السلام)؛ الذي وُلد بحسب التوراة، في مدينة (أور الكلدانية) جنوب شرقي بابل قرابة عام 1900 ق.م؛ أي قبل ما يقارب أربعة آلاف عام. وكان موقفه التأملي من الكواكب والأصنام مبعث أسئلة (حاجّ بها أباه وقومه) وأرادوا به كيداً فكانوا خاسرين، نجاه الله، وهاجر لما تقتضي الحكمة الإلهية ليتلقى أمر الله برفع القواعد من البيت وهو شاب يافع، وساعده ابنه إسماعيل، ودعا الله أن يكون بلداً آمناً فكان ثم جاءه الوحي، برفع النداء للموحدين ليحجوا، قال ربي كيف يبلغهم صوتي في الآفاق فقال عليك النداء وعلينا البلاغ، في تأكيدٍ على مبدأ الأخذ بالأسباب، فجاء الناس من كل فجّ عميق، ما بين راجلٍ وراكب، وكانت زمزم تفجّرت ببركة الرضيع (إسماعيل) وأمه هاجر، ومن الماء تبدأ الحياة وإليه تعود.
وتتابع الأنبياء والرسل في عنايتهم بالحج (عبادة ومنفعة) في أيام معلومات، إلى عهد المصطفى محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) الممتد عقيدةً إلى إبراهيم الخليل (حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين) والعريقُ نسباً إلى جزيرة العرب، ليرسم ملامح ومواصفات المقتفين أثره من الولاة والحكّام؛ ممن وهبهم الله مكانةً في القلوب، ورزق بلدانهم عزةً ومنعة ببركة عنايتهم بإرث يتجاوز عمره أربعة آلاف عام.
المملكة سخّرت إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن
في الحج تتكامل المنافع، بتتبع آثار الأنبياء والصالحين، للتأسي بهم، فتصفو المشاعر، ويتعزز الإخاء، وكأنما دعوة الخليل إبراهيم للحج لم تنطلق إلا بالأمس القريب، فتتجلى المتابعة للمناسك في فضاء معتّق بالروحانية والقداسة، تجلله دولة وقفت نفسها وإمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن.
ويرى المفكر رضوان السيّد أن الفعل الثقافي في الحج يحقق التواصل بين أبعاد الزمان التاريخي، معززاً حضور الماضي؛ لاستشراف المستقبل، لافتاً إلى أنه لا يمكن القول بالفصام بين المثال والواقع، بحكم أن الركن الخامس ديناميكي في تفاعله مع الحياة بتأويل معانيها، وتحفيز للجدل الحي لبلوغ مراتب الكمال، مؤكداً أن وظيفة الحج تتسامى في استعادة للحظة التاريخية التي أسست الإسلام بمعنييه: فطرة متقدمة على التحريف، وقنطرة خاتمة جاءت بها خاتم الرسالات السماوية مكلّفة العقل بدور قراءة الآيات الكونية والتاريخية قراءة تعود عليه بالفوائد الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية؛ للتواصل والتفاعل الإيجابي بين المجتمعات.