كتاب ومقالات

قصة حجازي وحمدالله!

سامي المغامسي

كرة القدم أمرها غريب وعجيب، لا تعترف بالعواطف ولا بماذا قدم اللاعب سابقا داخل المستطيل الأخضر مهما بلغ حب وإعجاب الجماهير في اللاعبين والنجوم، عطاء ونجومية تحدد استمرارية اللاعبين، كم هي قاسية كرة القدم عندما يتراجع وينخفض مستوى اللاعب، اسألوا (قوميز) نجم الهلال السابق الذي شكل أحد أبرز النجوم في الدوري السعودي ورحل بقرار فني وهو في قمة مستواه، لكنها مرحلة وانتهت وحقق الهلال ما يريد من اللاعب، الذي قدم كل ما لديه ولا يستطيع أن يستمر ويقدم نفس العطاء السابق، ولن يستطيع الركض كما كان سابقا، وأن البوادر والمؤشرات تشير إلى أن اللاعب من الصعب أن يستمر كما كان سابقاً.

اسألوا المقربين من النادي الأهلي هل استمرار النجم الكبير (عمر السومة) قرار سليم، رغم أن اللاعب ساهم في تحقيق بطولة الدوري للأهلي بعد غياب 32 عاما، وحصل على هداف الدوري السعودي لثلاثة مواسم متتالية، وكان إلغاء عقده عند جماهير الأهلي خطا أحمر حتى لو قل عطاء مستوى اللاعب، لكن ماذا حدث للأهلي بعد ذلك عندما استمر اللاعب مع الفريق؟

كثير من النجوم يفقدون الحماس والرغبة والعطاء بعد أن حققوا ووصلوا إلى هدفهم وتأمين أنفسهم، والتغيير والتجديد قد يكون هو الحل لمصلحة الطرفين.

النجم الهلالي سلمان الفرج عندما سئل عن استمراره مع الهلال، كان واضحا وصريحا في إجابته قال: هي مصلحة طرفين ولا مجال للعواطف، كأنه أدرك أن قصته الجميلة انتهت فعليا مع الزعيم، وانتهاء ارتباطه مع الفريق بعد أن كان قائداً للفريق، بل كان اللاعب رقم واحد في الفريق والدوري السعودي، وكثير من النجوم الكبار غادروا فرقهم من الباب الكبير، واستمرارية أي لاعب مع فريقه ليست مرتبطة بنجوميته وبما قدم في السابق، ولا مجال للمجاملة، كم أنت قاسية يا كرة القدم!

(حجازى وحمدالله) تلك القصة الجميلة مع العميد الذي حققا معه بطولة الدوري، وشكلا ورسما قصة جميلة توجت في إنجاز تاريخي، حجازي أصيب ولم يعد كما كان سابقا وظهر دفاع الاتحاد والعميد في حالة ليست جيدة، ولم يعد كما كان سابقا، قد يكون هناك كثير من الأسباب ولا يتحملها لوحده لأن كرة القدم منظومة متكاملة من أجهزة إدارية وفنية ومدربين ولاعبين، تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على استمرار عطاء الفريق.

(حمدالله) النجم الذي لا يتخلف عليها اثنان، قدم مستوى كبيرا مع النصر ومن ثم مع الاتحاد وساهم مع الاتحاد في تحقيق بطولة الدوري، واستفاد منه الاتحاد، ولا يمكن أن يقدم نفس الدور والعطاء، وقد يكون وجود النجم العالمي (كريما بنزيما) الذي بالتأكيد دوره لا ينصب فقط كونه لاعبا فقط، بل دوره أبعد من ذلك بكثير.

شكرا حجازي وحمدالله على كل شيء في تلك القصة الجميلة، لكن لم تنته مسيرتكما مع كرة القدم، التي لا تعترف إلا في العطاء والاستمرارية بنفس الأداء والرتم السابق.