ضحايا الحرب الأهلية
الجمعة / 29 / ذو الحجة / 1445 هـ الجمعة 05 يوليو 2024 00:36
محمد مفتي
خلال السنوات الأخيرة عقب اندلاع ثورات الدمار العربي في بعض الدول العربية، تزايدت الصراعات فيها إلى أن وصلت لحد الحرب الأهلية، فشردت الملايين وقتلت وجرحت عشرات الألوف، غير أن الحروب الأهلية لا يقتصر دمارها على مواطنيها فحسب، بل قد تتسبب في الكثير من الأحيان في إثارة الاضطرابات والقلق في الدول المجاورة وغير المجاورة لها، لأن نزوح أعداد كبيرة من مواطني تلك الدول لدول أخرى قد يتسبب في العديد من المشكلات السياسية أو الاقتصادية أو حتى الاجتماعية.
من المؤكد أن قضايا اللجوء باتت إحدى المشكلات الجوهرية التي فرضت نفسها على الساحة العربية مؤخراً، وهي قضايا حرجة لأنها ترهق الدول المستضيفة لهم اقتصادياً، ناهيك عن وجود بعض المشكلات الأمنية التي قد يتسبب فيها هؤلاء اللاجئين، وهو ما دفع حكومات بعض تلك الدول لترحيل بعضهم وإعادتهم لدولهم، وهو ما يعني عودة الكثير منهم إلى مناطق الصراع الملتهبة مرة أخرى دون حماية كافية مما يعرضهم لأزمات قد تودي بحياتهم.
لا شك أن اللوم في هذه الحالة لا يقع إلا على عاتق المتسبب في هذا الوضع المتفجر من الأساس، ومن المؤكد أن الحروب الأهلية هي نمط من الحروب التي تنطوي على خطورة بالغة، وخطرها قد يكون أشد من خطر الحروب التي قد تخوضها الدولة ضد دولة أخرى، فعند اندلاع صراع بين دولة وأخرى غالباً ما يهب أبناء الدولة جميعهم للتصدي للنزاع المسلح ويصبح أبناء الدولة على قلب رجل واحد، أما في حالة الحرب الأهلية فإن أبناء البلد الواحد يتمزقون ويقعون ضحية لأطراف النزاع، وقد ينقسم أبناء الأسرة الواحدة ما بين مؤيد ومعارض ومقاتل في أحد الصفوف، وتتسبب حالة التمزق هذه في تكسير الروابط بين أبناء الشعب الواحد.
الحروب مع أطراف خارجية أسبابها واضحة، فالعدو الخارجي يريد التغلغل للداخل والهيمنة على موارد الدولة لأغراض سياسية واقتصادية في المقام الأول والأخير، أما الحروب الأهلية فأسبابها مبهمة وغير واضحة وتتفاقم كلما طال أمد الحرب، كما أنها انعكاس مباشر لرغبة كل طرف من الأطراف المتنازعة في السيطرة والهيمنة والتحكم حتى لو على حساب أمان واستقرار المواطنين من أبناء شعبه.
في الحروب الخارجية تظل بالدولة حكومة مركزية تحاول جاهدة تلبية مصالح شعبها وتنظيم أموره بقدر استطاعتها، كما أن وجودها يساعد في حشد الجهود وتنظيمها للدفاع عن تراب الوطن في مواجهة عدو خارجي عدواني، أما الحروب الأهلية فتفتت الدولة وتحولها لمجموعة من الميليشيات المتصارعة التي يسعى كل منها للسيطرة على جزء مختلف من تراب الدولة وحيازة أكبر قدر ممكن من مواردها وخيراتها، وبطبيعة الحال يصبح الشعب هو الضحية الأساسية في هذا الصراع، فالمسلحون يجيدون حماية أنفسهم وقت الحاجة والنجاة بحياتهم، أما المدنيون -ولاسيما النساء والأطفال- فهم من يتساقطون أمام وحشية الصراع.
وبعيداً عن نزوح البعض نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بهم وبممتلكاتهم جراء استمرار المعارك بالقرب منهم، ينزح الكثيرون أيضاً بسبب عدم توافر الحد الأدنى من مقومات المعيشة في بلادهم بسبب الضرر الجسيم في البنى التحتية، ففي ظل الحروب الأهلية قد تتوقف الحكومات عن منح الموظفين رواتبهم، كما تغلق المحال أبوابها نتيجة القصف المتبادل فتتوقف الحركة التجارية فيها بشكل شبه كامل، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام اللصوص وقطاع الطرق الذين يجدونها فرصة للاستيلاء على ممتلكات المواطنين ونهب المحال التجارية، وهو ما يفاقم من المشكلات الأمنية ويدفع المواطنين للنزوح قسراً رغماً عنهم لأقرب نقطة آمنة بعيداً عن مراكز الصراع المشتعل.
من المؤكد أن نتائج الحرب الأهلية يصعب إيجازها في حيز محدود من السطور، فهي تعني توقفاً شبه تام في منظومة الحياة، ففي ظل استمرار الحروب الأهلية تغلق المستشفيات وكافة المؤسسات التعليمية أبوابها، ينعدم وجود السلع الغذائية والطبية، تتوقف وسائل النقل والمواصلات عن العمل، فيضطر من يستطيع الهروب من هذا الجحيم إلى اللجوء لأقرب دولة قادرة على استضافته، أما من لا تسعفه الظروف للهروب يظل في وطنه حبيس داره فريسة للمرض والجوع والخوف والقهر، ومن المؤسف أن تعاني بعض الدول العربية من هذا الظلم والهوان، فاللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان.
من المؤكد أن قضايا اللجوء باتت إحدى المشكلات الجوهرية التي فرضت نفسها على الساحة العربية مؤخراً، وهي قضايا حرجة لأنها ترهق الدول المستضيفة لهم اقتصادياً، ناهيك عن وجود بعض المشكلات الأمنية التي قد يتسبب فيها هؤلاء اللاجئين، وهو ما دفع حكومات بعض تلك الدول لترحيل بعضهم وإعادتهم لدولهم، وهو ما يعني عودة الكثير منهم إلى مناطق الصراع الملتهبة مرة أخرى دون حماية كافية مما يعرضهم لأزمات قد تودي بحياتهم.
لا شك أن اللوم في هذه الحالة لا يقع إلا على عاتق المتسبب في هذا الوضع المتفجر من الأساس، ومن المؤكد أن الحروب الأهلية هي نمط من الحروب التي تنطوي على خطورة بالغة، وخطرها قد يكون أشد من خطر الحروب التي قد تخوضها الدولة ضد دولة أخرى، فعند اندلاع صراع بين دولة وأخرى غالباً ما يهب أبناء الدولة جميعهم للتصدي للنزاع المسلح ويصبح أبناء الدولة على قلب رجل واحد، أما في حالة الحرب الأهلية فإن أبناء البلد الواحد يتمزقون ويقعون ضحية لأطراف النزاع، وقد ينقسم أبناء الأسرة الواحدة ما بين مؤيد ومعارض ومقاتل في أحد الصفوف، وتتسبب حالة التمزق هذه في تكسير الروابط بين أبناء الشعب الواحد.
الحروب مع أطراف خارجية أسبابها واضحة، فالعدو الخارجي يريد التغلغل للداخل والهيمنة على موارد الدولة لأغراض سياسية واقتصادية في المقام الأول والأخير، أما الحروب الأهلية فأسبابها مبهمة وغير واضحة وتتفاقم كلما طال أمد الحرب، كما أنها انعكاس مباشر لرغبة كل طرف من الأطراف المتنازعة في السيطرة والهيمنة والتحكم حتى لو على حساب أمان واستقرار المواطنين من أبناء شعبه.
في الحروب الخارجية تظل بالدولة حكومة مركزية تحاول جاهدة تلبية مصالح شعبها وتنظيم أموره بقدر استطاعتها، كما أن وجودها يساعد في حشد الجهود وتنظيمها للدفاع عن تراب الوطن في مواجهة عدو خارجي عدواني، أما الحروب الأهلية فتفتت الدولة وتحولها لمجموعة من الميليشيات المتصارعة التي يسعى كل منها للسيطرة على جزء مختلف من تراب الدولة وحيازة أكبر قدر ممكن من مواردها وخيراتها، وبطبيعة الحال يصبح الشعب هو الضحية الأساسية في هذا الصراع، فالمسلحون يجيدون حماية أنفسهم وقت الحاجة والنجاة بحياتهم، أما المدنيون -ولاسيما النساء والأطفال- فهم من يتساقطون أمام وحشية الصراع.
وبعيداً عن نزوح البعض نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بهم وبممتلكاتهم جراء استمرار المعارك بالقرب منهم، ينزح الكثيرون أيضاً بسبب عدم توافر الحد الأدنى من مقومات المعيشة في بلادهم بسبب الضرر الجسيم في البنى التحتية، ففي ظل الحروب الأهلية قد تتوقف الحكومات عن منح الموظفين رواتبهم، كما تغلق المحال أبوابها نتيجة القصف المتبادل فتتوقف الحركة التجارية فيها بشكل شبه كامل، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام اللصوص وقطاع الطرق الذين يجدونها فرصة للاستيلاء على ممتلكات المواطنين ونهب المحال التجارية، وهو ما يفاقم من المشكلات الأمنية ويدفع المواطنين للنزوح قسراً رغماً عنهم لأقرب نقطة آمنة بعيداً عن مراكز الصراع المشتعل.
من المؤكد أن نتائج الحرب الأهلية يصعب إيجازها في حيز محدود من السطور، فهي تعني توقفاً شبه تام في منظومة الحياة، ففي ظل استمرار الحروب الأهلية تغلق المستشفيات وكافة المؤسسات التعليمية أبوابها، ينعدم وجود السلع الغذائية والطبية، تتوقف وسائل النقل والمواصلات عن العمل، فيضطر من يستطيع الهروب من هذا الجحيم إلى اللجوء لأقرب دولة قادرة على استضافته، أما من لا تسعفه الظروف للهروب يظل في وطنه حبيس داره فريسة للمرض والجوع والخوف والقهر، ومن المؤسف أن تعاني بعض الدول العربية من هذا الظلم والهوان، فاللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان.