كتاب ومقالات

قائد الهلال والرحيل المُرّ!

بعد السلام

سلطان الزايدي

إن المتابع لمسيرة «سلمان الفرج» مع الهلال يصل لحقيقة مهمة جدًّا، تتمثل في نجومية هذا اللاعب طوال فترة مسيرته الرياضية مع الهلال، ولعل المدهش في الأمر هو محاولات التقليل من تلك المسيرة من بعض الإعلاميين، الذين يصفون تلك الفترة التي قضاها مع الهلال طوال الأعوام العشرين الماضية بأنها استفادت من طرف واحد؛ بمعنى أن «سلمان الفرج» استفاد من الهلال أكثر مما قدمه اللاعب للهلال، هذا الجحود له أهداف غريبة، وقد يرفضها الكثير من جمهور الهلال، والإنجازات التي تحققت في الفترة التي كان يرتدي فيها «سلمان الفرج» شعار الهلال كثيرة، وربما غير مسبوقة لأي لاعب سعودي أو حتى أجنبي.

أن يخرج «سلمان الفرج» من الهلال بهذه الطريقة أمرٌ مزعج، والمزعج أكثر أن نجد من يبرر هذا التصرف من إدارة الهلال، وأختلف مع من يقول: إن «سلمان الفرج» أخذ من الهلال كل شيء، وقُدِّر بالشكل الذي يليق به، ولا يمكن من وجهة نظري أن يكون التقدير مرتبطًا بالمال فقط، فهناك جوانب نفسية وعاطفية لها ذات الأهمية، وفي الهلال لم يصدر عنهم ما يوحي أن لهذا الجانب أهمية؛ بدليل التغريدة التي نشرها حساب الهلال بانتهاء العلاقة التعاقدية بين الطرفين بشكل ودّي، وكأن «سلمان الفرج» حضر للهلال قبل موسمين، وحان وقت توديعه بهذه الطريقة، قد يختلف معي البعض، ويصف الأمر بأنه أمر طبيعي في زمن الاحتراف الحقيقي، رغم يقيني أن الأمور في الحياة مختلفة ولها استثناءات تتوافق معها.

وفي تصوري حين يقرر سلمان الفرج إكمال مسيرته في ناد آخر غير الهلال وهو في هذا العمر، فهو يعبر عن عدم رضاه لما حدث له في الهلال، وهذا التصرف من الطبيعي أن يكون له ردة فعل مختلفة عن بقية نجوم الفريق، وهم يشاهدون قائدهم يترك الهلال بهذه الطريقة، ولو أن إدارة الهلال انتظرت لبداية المعسكر، ووُدِّع بحفل داخل المعسكر، أو في مباراة تكريمية ضمن برنامج المعسكر سيكون الأمر مناسبًا بالتأكيد، ويترك أثرًا إيجابيًّا لدى الجميع.

دمتم بخير،،،