أنصاره هم نقطة ضعفه
الجمعة / 20 / محرم / 1446 هـ الجمعة 26 يوليو 2024 00:07
بشرى فيصل السباعي
لأن كل تطرف يتسبب بتولد تطرف مضاد، فتطرف اليسار في أمريكا بخاصة مع أجندة تشجيع الشذوذ أدى لتولد تيار شعبوي يميني متطرف معاكس ينحو نحو القيم المحافظة والتقليدية والماضي ويرى المؤسسات الرسمية كخصم وعدو؛ لأنها تبنت تيار اليسار المتطرف، وهذا سبب مهاجمة واقتحام أنصاره في أعقاب الانتخابات الرئاسية السابقة لمبنى الكونجرس، ومهاجمة منزل نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب في محاولة لاختطافها لكنها لم تكن موجودة بالمنزل فأصاب المهاجم زوجها بإصابات خطيرة، بالإضافة لقيام أنصاره بعدة عمليات إرهابية، وهم بهذا يضعفون موقف مرشحهم ترمب؛ لأن أفعالهم الخارجة عن القانون تلقي بالملامة على مرشحهم، ولولا تطرف الاتباع لكان ترمب كسب المزيد من المؤيدين في حملته الحالية لأنه يقدم وعوداً لا يقدمها منافسوه، كما يقول شعاره «جعل أمريكا عظيمة مجدداً»، وأيضاً يقدم وعوداً بحل الملفات المقلقة للمواطن العادي مثل ملف الهجرة غير الشرعية، وإلغاء تبني الحكومة الأمريكية لأجندة دعم الشذوذ بخاصة ضمن النظام التعليمي وفي المؤسسات الطبية، وهذا سبب تأييد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مالك تويتر/إكس له، حيث أعلن أنه يعتزم التبرع بحوالي 45 مليون دولار شهرياً لحملة دونالد ترمب الرئاسية، فأقوى ما يجلب التأييد الشعبي لأي مسؤول أو مرشح هو تقديمه وعوداً بواقع ومستقبل أفضل مقابل أن منافسيه لا يقدمون وعوداً مماثلة، وترمب غازل تيار نظريات المؤامرة في حملته الانتخابية السابقة وأعلن ترشحه في برنامج نجم نظريات المؤامرة ألكس جونز، وهو تيار يرى مؤسسات الحكومة الأمريكية كعدو متآمر على الشعب وهو تيار يتضمن حركة ما تسمى بالمليشيات وهم جماعات مسلحة يحملون قناعات متطرفة يعتقدون بحتمية حصول تصادم بين مؤسسات الدولة، وبينهم ومتعصبون لحق امتلاك السلاح وهذا مصدر خطرهم، فهم لا يتورعون عن التورط بأنواع العنف والإرهاب، ولذا لو كان المتورط في محاولة اغتيال ترمب ليس من الحزب الجمهوري أي حزب ترمب لكانت حصلت أعمال عنف وشغب واسعة، مع العلم أن محاولة الاغتيال وردة الفعل القوية المؤثرة لترمب ونجاته بمعجزة زادت من شعبيته لأنها جعلته يظهر بصورة الشجاع، وفي أعقابها مباشرة أعلن إيلون ماسك تأييده لانتخاب ترمب عبر حسابه. والأمر الأساسي الذي يمكن أن يؤثر سلباً على فرص إعادة انتخاب ترمب هي تصرفات أنصاره المتطرفين الذين ينطبق عليهم المثل القائل «الصديق الأحمق يضرك من حيث أراد أن ينفعك»، وترمب سابقاً امتنع عن إدانة جماعات قام اتباعها بعمليات إرهابية وأعمال شغب فوق أنهم يحملون قناعات عنصرية لكي لا يفقد تأييدهم، وهذا ما أفقده تأييد قطاع أوسع من الناخبين الذين سئموا من عدم فاعلية المؤسسات الرسمية ويرون أن مرشحاً من خارجها يمكن أن يكون أكثر فاعلية وقوة في قراراته بالنسبة للقضايا المزمنة، وربما أن خبرة وصول تطرف الاتباع إلى درجة اقتحام الكونجرس وتهديد سلامة أعضائه سيساعد في جعل خطاب ترمب أكثر صرامة مع التيارات المتطرفة الخطرة بخاصة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل أحد المتطرفين من أنصار حزبه الجمهوري، وكان الجاني يرتدي قميصاً عليه شعار قناة في يوتيوب متخصصة بالأسلحة، وسبق أن حاول الانضمام إلى نادي الأسلحة في مدرسته ولديه عضوية بمركز للتدريب على الأسلحة، والمحبون للسلاح في أمريكا غالباً يحملون قناعات متطرفة ومتعصبة ومناوئة لكل من هم في السلطة وهذا ما يضاعف خطرهم، وهم جزء كبير من أنصار ترمب، ولذا هناك تخوف من ردة فعلهم إن خسر ترمب كما حصل في أعقاب الانتخابات الرئاسية الماضية، كما أن هناك تخوفاً من ردة فعلهم إن فاز بالانتخابات.