كتاب ومقالات

هذه فرنسا.. هذه باريس !

خالد السليمان

كان مرور الفريق السعودي خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية لافتاً بالزي الوطني الذي يبعث على الفخر والاعتزاز، بينما كان تواجد رئيس وأعضاء البعثة السعودية في منصة الحضور زاهياً بنفس الزي والشموخ والاعتزاز، كما فعله كثير من أعضاء وفرق الوفود المشاركة التي تتخذ من مثل هذه المناسبات فرصاً للتعريف بملامح من هوياتها الوطنية وإرثها الثقافي واعتزاز مسؤوليها بذلك!

كانت المشالح البيضاء ترفرف في نهر السين إلى جوار الراية الخضراء.. ألوان ترمز للنقاء وللحياة وللأمل والازدهار.. بينما كان زي الرياضيات السعوديات قطعة فنية رائعة تسطع في عاصمة الأناقة والموضة لترمز لجمال وأناقة المرأة السعودية!

فرنسا فعلت ما لم يفعله أحد من قبل، فقد حولت باريس إلى ساحة عرض لحفل الافتتاح بعد أن كان يُجرى عادة داخل ساحات الملاعب، لم تفعل ذلك وحسب بل وقدمت عرضاً باهراً ساحراً يعبّر عن هوية فرنسا ونكهة باريس مزجت فيه بين تنوع تاريخها الحضاري والثقافي والأدبي والاجتماعي الذي شكل دائماً جوهر الإرث الإنساني الفرنسي، وبدلاً من أن يفسد المطر الاحتفال أضاف له لمسة من السحر الذي لا تنافس فيه أي مدينة أخرى باريس عاصمة السحر والجمال والتفرد!

لم يكن إظهار وجه المجون والمثلية في ثقافة المدينة مستغرباً فهو جزء من هويتها، قد تستنكره ذائقة ثقافتنا وثقافات الآخرين، ولكن هذه فرنسا وهذه باريس كما وصف رئيس فرنسا المبتهج حفل باريس، ولن نتوقع أن يغيروا ذلك في مثل هذا الحدث العظيم!