من يقصُّ لسان العرب؟!
من «بنشر السعادة» والتلوث اللغوي.. إلى عام خط لغة الضاد
الجمعة / 27 / محرم / 1446 هـ الجمعة 02 أغسطس 2024 01:33
محمد الشهراني (الدمام) mffaa1@
في الوقت الذي تُعد اللغات في كل دول العالم وسيلة التواصل بين الشعوب وإبراز الثقافات وبناء الحضارات. اللغة العربية هي سيدة اللغات منذ نشأة البشرية ليس لأنها أسهلها ولكنها هي من نشرت الثقافات في أرجاء العالم كافة، خصوصاً أنها اللغة التي شرُفت بنزول (القرآن الكريم)، وبُعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قوم بلغ البيان العربي فيهم أوج عزته، (لغة الضاد) بحروفها الـ28 نبغ فيها علماء غير عرب شعراً ونثراً، و مع مرور الوقت وعلى مر العصور تجاهل البعض عن غير قصد هذه اللغة. وأكد مختصون لـ«عكاظ»، أن اللغة العربية تشهد تشويهاً مستمراً في اللوحات والإعلانات المختلفة على المحلات التجارية والأسواق وبعض الشوارع والساحات والميادين، فالظاهرة تستحق الاهتمام على الرغم من القرارات التي تتخذها الجهات الحكومية والبلديات والجهات المهتمة بلغة الضاد، لضمان الحفاظ عليها.
بنشر «السعادة»!
كشف الأمين العام للرابطة السويسرية للأكاديميين والعلماء العرب البروفيسور عائض محمد الزهراني، أن تكسير مفردات اللغة العربية كانت معاناة في السابق أي قبل عقدين من الزمن خصوصاً وضع الأسماء على اللوحات والمحلات التجارية؛ سواء أكانت مشاريع صغيرة أو كبيرة، وأضاف أن غالبية الخطاطين لديهم المهارات، ولكن ليست لديهم دراية باللغة العربية؛ لأن غالبيتهم من جنسيات غير عربية، هنالك العديد من الأخطاء الإملائية والنحوية تصاحب خطوطهم، وفي وقت سابق تم طرح فكرة لجنة مصغرة في الأمانة مكونة من الأمانة والبلدية والنادي الأدبي، وفي حال رغب أي شخص في ترخيص وإنشاء مؤسسة ووضع لوحة يأتي بالاسم وتتم مراجعته بشكل جيد من حيث موافقتها للمعتقدات والثقافة والتقاليد. وأضاف الزهراني: حتى الأسماء تكون غير مستساغة في بعض الأحيان، فلذلك اقترح يكون الاسم نابعاً من ثقافة المجتمع، وأن يكون مصطلحاً والمصطلح يليق بالمشروع نفسه، فعلى سبيل المثال ليس من الموضوعي واللائق أن يحمل اسم (بنشر السعادة)!، يجب توحيد الأسماء لكي يكون هنالك هدف للاسم، وحالياً المحلات التجارية خصوصا البقالات حالياً يطلق عليها (التموينات).
الزهراني أشار إلى أنه في حال توحيد الأسماء يجب أن تكون بخط الرقعة حتى يستطيع الآخرون قراءتها بشكل جيد، وتكون باللغة العربية دون الإنجليزية، وتمنى الزهراني، تنفيذ هذه الفكرة حتى يكون هنالك توحيد للفكرة.
آسيويون خطاطون
الإعلامي وكاتب الرأي فهد الأحمري، أوضح أن اللغة العربية تشهد تشويهاً مستمراً في اللوحات والإعلانات المختلفة على المحلات التجارية والأسواق وبعض الشوارع والساحات والميادين وهذه الظاهرة تستحق الاهتمام، على الرغم من القرارات التي تتخذها الجهات الحكومية والبلديات والجهات المهتمة بلغة الضاد. فاللغة العربية تبدو ضحية عاجزة بسبب اعتماد عمالة آسيوية غير مؤهلين في إعداد اللوحات، مما أدى إلى ظهور أخطاء لغوية وإملائية دون رقابة تذكر، مما أسفر عن بعض الأخطاء اللغوية التي قد تثير الاستياء والسخرية أحياناً.
وأضاف الأحمري: الإعلان السليم لغوياً يمنح إحساساً بالرصانة والقوة من الناحية الاقتصادية والتجارية، وعلى العكس، فإن اللغة الخطأ أو الركيكة توصل رسائل خاطئة ولا تحقق الدور المتوقع من الإعلان. وهناك دراسات وبيانات كثيرة تؤكد أن الشركات التي تحترم اللغة في إعلاناتها وبياناتها ومطبوعاتها تكون أكثر تفاعلاً مع الجمهور وأكثر تقديراً لديه.
وأشار الأحمري إلى أن الإعلانات المشوهة تضر بالصغار وتضر باللغة، فاللغة ليست مقتصرة على المناهج المدرسية، بل يكتسب الطفل جزءاً كبيراً من قدراته اللغوية من محيطه وبيئته اليومية. ومن الأمثلة على ذلك ما نشاهده ويشاهده أطفالنا ويشاهده اللافتات والإعلانات التجارية، من الأخطاء في الهمزات، والألف المقصورة، والياء في آخر الكلمة، والتاء المربوطة والهاء في نهاية الكلمة، فضلاً عن استبدال حرف الضاد بالظاء، والأدهى من ذلك، الأخطاء الإملائية على لوحات إرشادية في مداخل وواجهات بعض الكليات الحكومية كما تم رصده سابقاً.
متى ينتهي «التلوث اللغوي»؟
الإعلامي الأحمري أكد أن ظاهرة (التلوث اللغوي) في الإعلانات التجارية مسيئة، وحان الوقت لاتخاذ خطوات جادة في هذا الشأن، بما في ذلك معاقبة أي جهة تجارية أو قطاعات أخرى تخالف قواعد اللغة العربية، خصوصاً تلك التي تنشر إعلانات بلغة ركيكة أو تحتوي على أخطاء إملائية تشوه لغتنا الأم؛ لغة القرآن الكريم، والسؤال المتبادر للذهن كيف تصدر الأمانة ترخيصها للمحلات التجارية مع أن مندوبها يقوم بزيارة المحل التجاري قبل افتتاحه للتحقق من وجود اللوحات والمتطلبات الأخرى، ثم يصدر الترخيص بمزاولة العمل، مؤكداً إن المطالبة بأن لا تكتب الإعلانات الموجهة للجمهور بمختلف أشكالها بالعامية أو بلغة أجنبية وألا تحتوي على أخطاء إملائية أو لغوية، ليست مطالب عسيرة أو تعجيزية بمقدار ما تتضمن بعض القواعد لحماية اللغة التي نعتز بها ونسعى إلى حمايتها وصيانتها من الاستهتار والإيذاء والعبث.
وأضاف الأحمري: احترام اللغة يشير إلى احترام المجتمع ومكانته خصوصاً أن المجتمع يركز على اللغة ويعظمها بينما الإعلانات التجارية التي يكتشف فيها أخطاء لغوية، هي مثار نقد وسخرية من قبل المجتمع وتؤدي إلى النفور من السلعة والتأثير على ترويجها أو الاهتمام بها.
هذه هي الأسباب
كاتب المحتوى محمد عبيد الغامدي، يقول: المحتوى الكتابي في لافتات الدعاية والإعلان في الوقت الراهن أصبح مليئاً بالأخطاء اللغوية ومن وجهة نظري، أعتقد أن هناك العديد من الأسباب خلف هذا التساهل بقواعد اللغة العربية من أهمها: الضغط الكبير الذي تواجهه وكالات الدعاية والإعلان من العملاء الذين يريدون الحصول على حملات إعلانية جذابة بأسرع وقت ممكن والتركيز على الجانب البصري على حساب الصياغة اللغوية الصحيحة. ومن الأسباب أيضاً ندرة كتاب المحتوى المتمكنين من قواعد اللغة العربية، إضافة إلى ميل كثير من الشركات لكتابة المحتوى الإعلاني في حملاتها باللهجة العامية البيضاء لمنح المتلقي نوعاً من الألفة ووصول الرسالة الإعلانية لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع. ومن الأسباب أيضاً لجوء بعض كتاب المحتوى للترجمة والاقتباس بطريقة غير صحيحة من المحتوى الإعلاني الأجنبي.
وفيما يخص الحلول أكد الغامدي، أن تدخل الجهات التنظيمية بوضع ضوابط صارمة تحد من انتشار مثل هذه السلوكيات سيساهم بشكل كبير في التقليل منها وتحسين المشهد الدعائي في المملكة.
مصدر إلهام للفنانين
الخطاط عبدالرحمن العرفج أكد أن الخط العربي له أهمية بالغة في المحافظة على التراث، ولعل إدراج اليونسكو للخط العربي في 2012م، أكبر دليل لأهمية الخط العربي الذي يعد رمزاً للهوية العربية. وأضاف: وزارة الثقافة أكدت أهمية الخط العربي. وفي 2021م، أعلن وزير الثقافة، أن الوزارة جعلت من هذا العام احتفاء برمزٍ من رموز هوية المملكة العربية السعودية، وبمصدر ألهم العديد من الفنانين والمعماريين محلياً وعالمياً، وعملت وزارة الثقافة خلال عام الخط العربي 2021م، على تعزيز حضور الخط العربي بكافة القطاعات الحكومية والخاصة والأفراد، إلى جانب حضوره في المحافل والمؤتمرات المحلية والعالمية، وتعزيز الدور المعرفي والتثقيفي الذي تتبناه الوزارة في نشاطاتها خلال هذا العام. ستفتح الوزارة بهذه المبادرة آفاقاً جديدة في التعامل مع الخط العربي؛ وذلك عبر نقله من مصدرٍ معرفي إلى أيقونة تمثل الهوية السعودية، والفنّ المتجدد، والإرث الحضاري. وأشار العرفج إلى أن وزارة الثقافة، وضعت أربعة أهداف لمبادرة عام الخط العربي: إبراز فن الخط العربي بوصفه فناً قائماً بذاته، بما يعكس ثراء الثقافة العربية، كذلك تقديم المملكة العربية السعودية حاضنةً للخط العربي، وراعية له، ورائدة في دعمه، إضافة إلى نشر ثقافة استخدام الخط العربي بين النشء، وتوحيد جهود القطاعات المعنية والمبادرات الفردية التي تسعى لإبقاء فن الخط العربي وحمايته من الاندثار.
وأضاف العرفج أن للخط العربي أنواعاً كثيره منها خط النسخ وخط الرقعة والخط الكوفي وخط الثلث، ولم يقتصر استخدام الخط العربي فقط على الورق والكراسات، بل تم استخدامه أيضاً على خامات متنوعة كالخشب والمعدن والخزف والزجاج والرخام والقماش، وللخط العربي أدوات خاصة به للكتابة منها القصبة والمبراة والحبر والمحبرة.
من اليد إلى الجهاز
المعلم أحمد بوسودة، قال: الخط العربي لم يعد كما كان في السابق، والدليل قلة الخطاطين، إذ كانت محلات الخطاطين تملأ الطرقات، الآن تحول الجميع إلى الطباعة عن طريق الأجهزة الحديثة بدلاً من الكتابة باليد، وأكد بوسودة أن الخط العربي يعد إرثاً ثقافياً حضارياً نباهي به في مسرح الثقافات والفنون العالمية.
وأشار إلى أن وزارة الثقافة، أعادت الخط العربي للواجهة مجدداً، وذلك عندما أطلقت بالتعاون مع وزارة التعليم، مسابقة الخط العربي لطلاب المدارس والجامعات بهدف إبراز فن الخط وتشجيع الخطاطين الشباب على الإبداع والتألق فيه، لتخريج جيل مبدع يؤمن أن الخط هوية راسخة لكل عربي وفن متجدد وقائم بذاته، إذ يعد الخط العربي إحدى أهم ركائز الحضارة العربية، إذ يرتسم في ملامح فنونها ويتجلى في ثقافتها. ويجب تشجيع ثقافة الإبداع في المدارس والجامعات، وخلق بيئة تعليمية وتطويرية للخطاطين والفنانين الصغار وتسليط الضوء على الخطاطين واستقطابهم من جميع الفئات العمرية، لتكوين مجتمع يحتفي بالخط العربي ويقدره..
وأشار بوسودة إلى أهمية تعليم الخط العربي خصوصاً للأطفال، إذ يسهل عليهم قراءة ما يكتبونه بخط واضح وجميل من جهة، ومن جهة أخرى تعزيز علاقاتهم بالهوية واللغة العربية سواء كانوا عرباً أم من قوميات أخرى يعيشون في بيئة عربية. وأضاف: مادة الخط العربي كانت في السابق مادة مستقلة في المراحل التعليمية ومع دمج المواد في كتاب لغتي لا يزال الخط العربي موجوداً، ضمن المنهج الدراسي لكن بحاجة لتفعيله بشكل أكبر خصوصاً في المرحلة الابتدائية.
بنشر «السعادة»!
كشف الأمين العام للرابطة السويسرية للأكاديميين والعلماء العرب البروفيسور عائض محمد الزهراني، أن تكسير مفردات اللغة العربية كانت معاناة في السابق أي قبل عقدين من الزمن خصوصاً وضع الأسماء على اللوحات والمحلات التجارية؛ سواء أكانت مشاريع صغيرة أو كبيرة، وأضاف أن غالبية الخطاطين لديهم المهارات، ولكن ليست لديهم دراية باللغة العربية؛ لأن غالبيتهم من جنسيات غير عربية، هنالك العديد من الأخطاء الإملائية والنحوية تصاحب خطوطهم، وفي وقت سابق تم طرح فكرة لجنة مصغرة في الأمانة مكونة من الأمانة والبلدية والنادي الأدبي، وفي حال رغب أي شخص في ترخيص وإنشاء مؤسسة ووضع لوحة يأتي بالاسم وتتم مراجعته بشكل جيد من حيث موافقتها للمعتقدات والثقافة والتقاليد. وأضاف الزهراني: حتى الأسماء تكون غير مستساغة في بعض الأحيان، فلذلك اقترح يكون الاسم نابعاً من ثقافة المجتمع، وأن يكون مصطلحاً والمصطلح يليق بالمشروع نفسه، فعلى سبيل المثال ليس من الموضوعي واللائق أن يحمل اسم (بنشر السعادة)!، يجب توحيد الأسماء لكي يكون هنالك هدف للاسم، وحالياً المحلات التجارية خصوصا البقالات حالياً يطلق عليها (التموينات).
الزهراني أشار إلى أنه في حال توحيد الأسماء يجب أن تكون بخط الرقعة حتى يستطيع الآخرون قراءتها بشكل جيد، وتكون باللغة العربية دون الإنجليزية، وتمنى الزهراني، تنفيذ هذه الفكرة حتى يكون هنالك توحيد للفكرة.
آسيويون خطاطون
الإعلامي وكاتب الرأي فهد الأحمري، أوضح أن اللغة العربية تشهد تشويهاً مستمراً في اللوحات والإعلانات المختلفة على المحلات التجارية والأسواق وبعض الشوارع والساحات والميادين وهذه الظاهرة تستحق الاهتمام، على الرغم من القرارات التي تتخذها الجهات الحكومية والبلديات والجهات المهتمة بلغة الضاد. فاللغة العربية تبدو ضحية عاجزة بسبب اعتماد عمالة آسيوية غير مؤهلين في إعداد اللوحات، مما أدى إلى ظهور أخطاء لغوية وإملائية دون رقابة تذكر، مما أسفر عن بعض الأخطاء اللغوية التي قد تثير الاستياء والسخرية أحياناً.
وأضاف الأحمري: الإعلان السليم لغوياً يمنح إحساساً بالرصانة والقوة من الناحية الاقتصادية والتجارية، وعلى العكس، فإن اللغة الخطأ أو الركيكة توصل رسائل خاطئة ولا تحقق الدور المتوقع من الإعلان. وهناك دراسات وبيانات كثيرة تؤكد أن الشركات التي تحترم اللغة في إعلاناتها وبياناتها ومطبوعاتها تكون أكثر تفاعلاً مع الجمهور وأكثر تقديراً لديه.
وأشار الأحمري إلى أن الإعلانات المشوهة تضر بالصغار وتضر باللغة، فاللغة ليست مقتصرة على المناهج المدرسية، بل يكتسب الطفل جزءاً كبيراً من قدراته اللغوية من محيطه وبيئته اليومية. ومن الأمثلة على ذلك ما نشاهده ويشاهده أطفالنا ويشاهده اللافتات والإعلانات التجارية، من الأخطاء في الهمزات، والألف المقصورة، والياء في آخر الكلمة، والتاء المربوطة والهاء في نهاية الكلمة، فضلاً عن استبدال حرف الضاد بالظاء، والأدهى من ذلك، الأخطاء الإملائية على لوحات إرشادية في مداخل وواجهات بعض الكليات الحكومية كما تم رصده سابقاً.
متى ينتهي «التلوث اللغوي»؟
الإعلامي الأحمري أكد أن ظاهرة (التلوث اللغوي) في الإعلانات التجارية مسيئة، وحان الوقت لاتخاذ خطوات جادة في هذا الشأن، بما في ذلك معاقبة أي جهة تجارية أو قطاعات أخرى تخالف قواعد اللغة العربية، خصوصاً تلك التي تنشر إعلانات بلغة ركيكة أو تحتوي على أخطاء إملائية تشوه لغتنا الأم؛ لغة القرآن الكريم، والسؤال المتبادر للذهن كيف تصدر الأمانة ترخيصها للمحلات التجارية مع أن مندوبها يقوم بزيارة المحل التجاري قبل افتتاحه للتحقق من وجود اللوحات والمتطلبات الأخرى، ثم يصدر الترخيص بمزاولة العمل، مؤكداً إن المطالبة بأن لا تكتب الإعلانات الموجهة للجمهور بمختلف أشكالها بالعامية أو بلغة أجنبية وألا تحتوي على أخطاء إملائية أو لغوية، ليست مطالب عسيرة أو تعجيزية بمقدار ما تتضمن بعض القواعد لحماية اللغة التي نعتز بها ونسعى إلى حمايتها وصيانتها من الاستهتار والإيذاء والعبث.
وأضاف الأحمري: احترام اللغة يشير إلى احترام المجتمع ومكانته خصوصاً أن المجتمع يركز على اللغة ويعظمها بينما الإعلانات التجارية التي يكتشف فيها أخطاء لغوية، هي مثار نقد وسخرية من قبل المجتمع وتؤدي إلى النفور من السلعة والتأثير على ترويجها أو الاهتمام بها.
هذه هي الأسباب
كاتب المحتوى محمد عبيد الغامدي، يقول: المحتوى الكتابي في لافتات الدعاية والإعلان في الوقت الراهن أصبح مليئاً بالأخطاء اللغوية ومن وجهة نظري، أعتقد أن هناك العديد من الأسباب خلف هذا التساهل بقواعد اللغة العربية من أهمها: الضغط الكبير الذي تواجهه وكالات الدعاية والإعلان من العملاء الذين يريدون الحصول على حملات إعلانية جذابة بأسرع وقت ممكن والتركيز على الجانب البصري على حساب الصياغة اللغوية الصحيحة. ومن الأسباب أيضاً ندرة كتاب المحتوى المتمكنين من قواعد اللغة العربية، إضافة إلى ميل كثير من الشركات لكتابة المحتوى الإعلاني في حملاتها باللهجة العامية البيضاء لمنح المتلقي نوعاً من الألفة ووصول الرسالة الإعلانية لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع. ومن الأسباب أيضاً لجوء بعض كتاب المحتوى للترجمة والاقتباس بطريقة غير صحيحة من المحتوى الإعلاني الأجنبي.
وفيما يخص الحلول أكد الغامدي، أن تدخل الجهات التنظيمية بوضع ضوابط صارمة تحد من انتشار مثل هذه السلوكيات سيساهم بشكل كبير في التقليل منها وتحسين المشهد الدعائي في المملكة.
مصدر إلهام للفنانين
الخطاط عبدالرحمن العرفج أكد أن الخط العربي له أهمية بالغة في المحافظة على التراث، ولعل إدراج اليونسكو للخط العربي في 2012م، أكبر دليل لأهمية الخط العربي الذي يعد رمزاً للهوية العربية. وأضاف: وزارة الثقافة أكدت أهمية الخط العربي. وفي 2021م، أعلن وزير الثقافة، أن الوزارة جعلت من هذا العام احتفاء برمزٍ من رموز هوية المملكة العربية السعودية، وبمصدر ألهم العديد من الفنانين والمعماريين محلياً وعالمياً، وعملت وزارة الثقافة خلال عام الخط العربي 2021م، على تعزيز حضور الخط العربي بكافة القطاعات الحكومية والخاصة والأفراد، إلى جانب حضوره في المحافل والمؤتمرات المحلية والعالمية، وتعزيز الدور المعرفي والتثقيفي الذي تتبناه الوزارة في نشاطاتها خلال هذا العام. ستفتح الوزارة بهذه المبادرة آفاقاً جديدة في التعامل مع الخط العربي؛ وذلك عبر نقله من مصدرٍ معرفي إلى أيقونة تمثل الهوية السعودية، والفنّ المتجدد، والإرث الحضاري. وأشار العرفج إلى أن وزارة الثقافة، وضعت أربعة أهداف لمبادرة عام الخط العربي: إبراز فن الخط العربي بوصفه فناً قائماً بذاته، بما يعكس ثراء الثقافة العربية، كذلك تقديم المملكة العربية السعودية حاضنةً للخط العربي، وراعية له، ورائدة في دعمه، إضافة إلى نشر ثقافة استخدام الخط العربي بين النشء، وتوحيد جهود القطاعات المعنية والمبادرات الفردية التي تسعى لإبقاء فن الخط العربي وحمايته من الاندثار.
وأضاف العرفج أن للخط العربي أنواعاً كثيره منها خط النسخ وخط الرقعة والخط الكوفي وخط الثلث، ولم يقتصر استخدام الخط العربي فقط على الورق والكراسات، بل تم استخدامه أيضاً على خامات متنوعة كالخشب والمعدن والخزف والزجاج والرخام والقماش، وللخط العربي أدوات خاصة به للكتابة منها القصبة والمبراة والحبر والمحبرة.
من اليد إلى الجهاز
المعلم أحمد بوسودة، قال: الخط العربي لم يعد كما كان في السابق، والدليل قلة الخطاطين، إذ كانت محلات الخطاطين تملأ الطرقات، الآن تحول الجميع إلى الطباعة عن طريق الأجهزة الحديثة بدلاً من الكتابة باليد، وأكد بوسودة أن الخط العربي يعد إرثاً ثقافياً حضارياً نباهي به في مسرح الثقافات والفنون العالمية.
وأشار إلى أن وزارة الثقافة، أعادت الخط العربي للواجهة مجدداً، وذلك عندما أطلقت بالتعاون مع وزارة التعليم، مسابقة الخط العربي لطلاب المدارس والجامعات بهدف إبراز فن الخط وتشجيع الخطاطين الشباب على الإبداع والتألق فيه، لتخريج جيل مبدع يؤمن أن الخط هوية راسخة لكل عربي وفن متجدد وقائم بذاته، إذ يعد الخط العربي إحدى أهم ركائز الحضارة العربية، إذ يرتسم في ملامح فنونها ويتجلى في ثقافتها. ويجب تشجيع ثقافة الإبداع في المدارس والجامعات، وخلق بيئة تعليمية وتطويرية للخطاطين والفنانين الصغار وتسليط الضوء على الخطاطين واستقطابهم من جميع الفئات العمرية، لتكوين مجتمع يحتفي بالخط العربي ويقدره..
وأشار بوسودة إلى أهمية تعليم الخط العربي خصوصاً للأطفال، إذ يسهل عليهم قراءة ما يكتبونه بخط واضح وجميل من جهة، ومن جهة أخرى تعزيز علاقاتهم بالهوية واللغة العربية سواء كانوا عرباً أم من قوميات أخرى يعيشون في بيئة عربية. وأضاف: مادة الخط العربي كانت في السابق مادة مستقلة في المراحل التعليمية ومع دمج المواد في كتاب لغتي لا يزال الخط العربي موجوداً، ضمن المنهج الدراسي لكن بحاجة لتفعيله بشكل أكبر خصوصاً في المرحلة الابتدائية.