كيف يعيش الخُدّج ؟
13 مليون طفل في العالم يولدون قبل أوانهم
الجمعة / 12 / صفر / 1446 هـ الجمعة 16 أغسطس 2024 01:13
ذكرى السلمي (جدة) Zekraalsolami@
الولادة المبكرة معضلة عالمية ولا يقتصر ضررها فقط على الجنين ووالديه بل يتجاوز إلى الكادر الطبي والمجتمع والنظام الصحي. وبحسب أطباء مختصين، فإن آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية في ٢٠٢٠م، قدر عدد الولادات المبكرة في العالم بنحو ١٣.٤ مليون طفل، أي بمعنى طفل من كل ١٠ أطفال يولدون مبكراً.
وأوضح الاستشاري المساعد في تخصص النساء والولادة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة الدكتور سعيد بارضوان، أن الولادة المبكرة تمثل عامل تكلفة مهماً في الرعاية الصحية بغض النظر عن نفقات الرعاية طويلة الأجل للأفراد ذوي الإعاقة بسبب الولادة المبكرة، وتُمثل هذه السبب الرئيسي لوفيات الأطفال الخُدّج.
تعثر نمو الرئتين
الدكتور بارضوان، يرى أن أسباب الولادة المبكرة منها ما يتعلق بالمرأة الحامل مثل: حمل التوائم، وضعف عنق الرحم، والأورام الليفية في الأرحام والمشيمة المتقدمة أو انفصالها وبعض الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكر وغيرها، وهناك أسباب تتعلق بالجنين مثل ضعف إمدادات الدم من المشيمة إلى الجنين ونقص نمو الجنين وبعض التشوهات الخلقية للجنين وغيرها من الأسباب، ويمكن أن تسبب الولادة في وقت مبكر مضاعفات طبية على المدى القريب والبعيد، وتبلغ فرصة الحياة للطفل الخديج المولود في عمر حملي ٢٣ أسبوعاً إلى نحو ٢٦٪، بينما تصل إلى ٧٢٪ في الأسبوع ٢٥. كما أن وزن الطفل عند الولادة له دور مهم في تقليل المضاعفات الطبية.
وأكد الدكتور بارضوان، أن الأطفال الخدّج، معرضون للعديد من المضاعفات الطبية التي تؤثر على أعضاء في الجسم سواء على المدى القريب أو البعيد، ومن أمثلة المضاعفات على القريب صعوبات ومشاكل الجهاز التنفسي بسبب ولادتهم دون اكتمال نمو الرئة وأمراض القلب واعتلالات الدماغ، فكلما وُلد الطفل مبكراً زادت احتمالات تعرضه لنزيف في الدماغ، بالإضافة لانخفاض مستويات السكر في الدم، فالطفل الخديج يستخدم كل الطاقة المكتسبة من الرضاعة ليبقى دافئاً فقط وهو السبب في أن الأطفال الخُدّج الأصغر سناً يحتاجون إلى حرارة إضافية من المدفأة أو الحضّانة في البداية، ومضاعفات الجهاز الهضمي لعدم اكتمال نموها، كما يتعرض الأطفال الخُدّج للإصابة بمضاعفات في الدم مثل فقر الدم والصفاري عند حديثي الولادة.
شلل ومشاكل في السمع
يشير استشاري النساء والولادة الدكتور سعيد بارضوان، إلى أن كثيرًا ما تكون الأجهزة المناعية للأطفال الخُدّج غير مكتملة النمو وقد يؤدي ذلك إلى زيادة احتمال إصابتهم بالأمراض، ومن الممكن أن تصل العَدوى لدى الأطفال الخُدّج بسرعة إلى مجرى الدم، أما مضاعفات الولادة المبكرة على المدى الطويل تتمثل في الشلل الدماغي وصعوبات في التعلم ومضاعفات في النظر والسمع، كما أن الرضع المولودين مبكراً جداً أكثر عرضة لتأخر نمو الأسنان، بالإضافة إلى مشاكل طبية تتعلق في السلوك والصحة العقلية وأمراض الربو ومشكلات التغذية وغيرها.
وعن مستوى ذكاء الأطفال الخُدّج أشار بارضوان، إلى أن الدراسات المبنية على البراهين أثبتت أن معدل الذكاء أقل مقارنة بالأطفال الذين يولدون في فترة حمل كاملة، حيث أظهرت دراسة بريطانية حديثة شملت نحو 15 ألف شخص أن الأطفال الخُدّج ينجحون بدرجة أقل على المستوى الاقتصادي خلال مرحلة البلوغ.
راجعي الطبيب فوراً
بارضوان، نصح الحوامل بالتوجه للإستراتيجيات التي تمنع الولادة المبكرة خصوصاً لمن لديها تاريخ سابق للولادة المبكرة منها استخدام الإبر أو الحبوب أو التحاميل المثبتة أو ربط عنق الرحم والإشاعات المهبلية المتكررة بشكل دوري لقياس عنق الرحم، إذ يعتبر هذا الحمل عالي الخطورة ويفضل المتابعة مع طبيب متخصص في علم الأجنة والأمومة، أما في حالة وجود أعراض الولادة المبكرة ينصح الحامل التوجه إلى مستشفى لديه وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، إذ لا بد أن تكون العناية ما قبل فترة الولادة تتماشى مع التوصيات العالمية الحديثة بأخذ إبرة الرئة وإعطاء مادة المغنيسيوم سلفيت، حيث أثبتت الدراسات أنها تقلل من إصابة الدماغ بالنزيف، إضافة إلى أخذ المضادات الحيوية لمنع حدوث العدوى.
أما عن طريقة الولادة تتم مناقشتها مع الفريق الطبي وتعتمد على حسب وضعية وحالة الجنين والأم، وبعد ولادة الطفل الخديج تتم معالجته تحت أطباء حديثي الولادة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وتختلف مدة علاج الطفل على حسب عمره ووزنه وتغذيته وعلاماته الحيوية، وأخيراً يظل حليب الأم والرضاعة الطبيعية الخيار المفضل للتغذية لجميع الرضع، حيث إن حليب الأم له أهمية خاصة للأطفال الخُدّج بسبب دوره في الحد من مخاطر التهاب الأمعاء.
أمراض وأعراض محتملة
استشارية الأطفال والعناية المركزة لحديثي الولادة الدكتورة مريم النويمي، أوضحت أن أسباب الولادة المبكرة عديدة، منها إصابة الأم بالتهابات في منطقة الحوض أو التهابات بولية لم يتم علاجها، وفي حالة التوائم تلد المرأة مبكراً أو بدون سبب يداهمها المخاض، وأحياناً يتم إنهاء الحمل مبكراً في حالات ارتفاع ضغط الدم الشديد لدى الأم أو اضطراب في السكر يهدد الأم وطفلها، أو لحدوث أي شيء يهدد سلامة الأم وطفلها يقوم المختص بإنهاء الحمل خلال عملية قيصرية عاجلة كحدوث انفصال في المشيمة ونزيف، أو نقص الأوكسجين على الجنين، أو نقص الوزن، وعدم زيادته لعدم كفاءة المشيمة أحياناً.
وأكدت النويمي، أن فرص الحياة للخدّج كبيرة خاصة مع زيادة العمر الرحمي وتكون المضاعفات أقل، كما أن التطور الذي يشهده مجال حديثي الولادة قلل عدد الوفيات ومضاعفات الخداجة، ولكن غالباً ما يكون هناك نقص في مناعتهم بسبب ولادتهم قبل أن يستوفوا المناعة من الأم أثناء الحمل وتكثر إصابتهم بالالتهابات وعدم اكتمال الرئتين بما يجعله يحتاج إلى الدعم التنفسي، واضطرابات الأمعاء وعدم تقبل الحليب خصوصا الصناعي واضطراب الشبكية نتيجة الخداجة وهشاشة العظام وفقر الدم. وأضافت استشارية الأطفال الدكتورة مريم النويمي، أن الأطفال الخُدّج يفتقرون للقدرة على الاحتفاظ بحرارة الجسم، لذلك يتم وضعهم في الحضانات بالمستشفيات لتفادي البرودة ومضاعفات ذلك، بالإضافة لنزيف الدماغ الذي تزيد نسبته كلما قل العمر الرحمي، ما يجعلهم يولدون ووظائف الأعضاء غير مكتملة فيحتاجون للدعم بعد الولادة وبمجرد أن يبلغ الطفل عمر السنتين يصبح مثل الطفل المكتمل.
النحافة والبدانة.. مشكلة
استشارية أمراض النساء والولادة الدكتورة علا عيسى، ترى أن أفضل حضانة للجنين هو رحم أمه، إذ تقدم فيه أفضل عناية وكل يوم فيه تزيد من فرصته في النمو، ولكن تواجهنا مشكلة الولادة المبكرة أي قبل الأسبوع الـ ٣٧ من الحمل، وتعد المشكلة خطيرة؛ لأن المولود الخديج يحتاج إلى رعاية خاصة في وحدة متخصصة بالخدج في المستشفيات، وفي كثير من الأحيان نجد أن نسبة الولادة المبكرة تزيد مع الحمل بتوأم ثنائي أو أكثر، أو أن تكون الفترة بين الحمل والآخر أقل من ستة أشهر، أو ولادة مبكرة سابقة، بالإضافة إلى بعض المشكلات الصحية في تجويف الرحم أو ضعف عنق الرحم أو المشيمة.
ونوهت الدكتورة علا عيسى، إلى ضرورة تجنّب تعرض الحامل للعدوى البولية أو المهبلية بشكل متكرر خلال فترة الحمل، وارتفاع ضغط الدم والسكري، والتدخين أو تعاطي عقاقير مخدرة خلال الحمل، ونسبة الولادة المبكرة تزيد مع النحافة الزائدة أو الوزن الزائد قبل الحمل، وقد تتم الولادة المبكرة نتيجة لتدخل إسعافي من أطباء التوليد لإنقاذ الأم والجنين كما في حالات تسمم الحمل والنزيف المهبلي، لذلك ينصح السيدات بالمتابعة الجيدة قبل الحمل وخلال فترة الحمل خصوصاً من لديها أحد العوامل السابقة، ويتم العلاج حسب الحالة سواء باستخدام مثبتات الحمل، أو إعطاء إسبرين منذ الشهر الثالث خصوصاً لمن يعانين من ارتفاع الضغط.
وأشارت استشارية أمراض النساء والولادة الدكتورة علا عيسى، إلى أنه في حال وجود زيادة في الإفرازات المهبلية، أو انقباضات في الرحم كل ١٠ دقائق، أو الشعور بضغط في منطقة الخوض، بالإضافة لتشنجات تشبه التشنجات المصاحبة للدورة الشهرية على الحامل أخذ المشورة الطبية.
ألمسي طفلك.. ينجو
«نورة»، شاركت تجربتها عندما فوجئت في الأسبوع الثامن والعشرين بإفرازات مهبلية مصاحبة لقطرات من الدم، ما دفعها لمراجعة للمستشفى للاطمئنان على سير حملها بسلاسة، وأخبرتها الطبيبة بضرورة الاستعداد للولادة؛ كونها دخلت مرحلة المخاض المفاجئ، وبعد عدة ساعات ولدت طفلتها. وأوضحت الطبيبة ضرورة بقائها في الحضانة لأسابيع عدة ليكتمل نموها بشكل أفضل. وأضافت: نصحتني الطبيبة بتوفير الحليب الطبيعي لرضيعتي خلال فترة بقائها في الحضانة ليساعد في رفع مستوى مناعتها، وكانت الخطوة مهمة لسلامتها، وها هي طفلتي أكملت عامها الثالث بصحة جيدة ولا تختلف عن بقية الأطفال.
أما عبلة يحيى فتقول: «كانت ولادتي الأولى مبكرة، إذ اضطر الأطباء لعملية قيصرية في الأسبوع الـ31 نظراً لانفصال المشيمة، وتم نقل طفلي للحضانة لمدة ثلاثة أسابيع، فلم تكن رئتاه مكتملتي النمو، ما دفع الأطباء لوضعه تحت التنفس الاصطناعي لفترة معينة. وقرأت مقالاً يقول إن ملامسة الطفل الخديج لجسم والدته يمكن أن يزيد من فرص نجاته وزيادة مناعته، لذلك حرصت على الذهاب يومياً للحضانة ووضعه على صدري ليستمد الدفء مني، وطفلي الآن بعمر ٩ أشهر بصحة جيدة ومناعة قوية».
وأوضح الاستشاري المساعد في تخصص النساء والولادة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة الدكتور سعيد بارضوان، أن الولادة المبكرة تمثل عامل تكلفة مهماً في الرعاية الصحية بغض النظر عن نفقات الرعاية طويلة الأجل للأفراد ذوي الإعاقة بسبب الولادة المبكرة، وتُمثل هذه السبب الرئيسي لوفيات الأطفال الخُدّج.
تعثر نمو الرئتين
الدكتور بارضوان، يرى أن أسباب الولادة المبكرة منها ما يتعلق بالمرأة الحامل مثل: حمل التوائم، وضعف عنق الرحم، والأورام الليفية في الأرحام والمشيمة المتقدمة أو انفصالها وبعض الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكر وغيرها، وهناك أسباب تتعلق بالجنين مثل ضعف إمدادات الدم من المشيمة إلى الجنين ونقص نمو الجنين وبعض التشوهات الخلقية للجنين وغيرها من الأسباب، ويمكن أن تسبب الولادة في وقت مبكر مضاعفات طبية على المدى القريب والبعيد، وتبلغ فرصة الحياة للطفل الخديج المولود في عمر حملي ٢٣ أسبوعاً إلى نحو ٢٦٪، بينما تصل إلى ٧٢٪ في الأسبوع ٢٥. كما أن وزن الطفل عند الولادة له دور مهم في تقليل المضاعفات الطبية.
وأكد الدكتور بارضوان، أن الأطفال الخدّج، معرضون للعديد من المضاعفات الطبية التي تؤثر على أعضاء في الجسم سواء على المدى القريب أو البعيد، ومن أمثلة المضاعفات على القريب صعوبات ومشاكل الجهاز التنفسي بسبب ولادتهم دون اكتمال نمو الرئة وأمراض القلب واعتلالات الدماغ، فكلما وُلد الطفل مبكراً زادت احتمالات تعرضه لنزيف في الدماغ، بالإضافة لانخفاض مستويات السكر في الدم، فالطفل الخديج يستخدم كل الطاقة المكتسبة من الرضاعة ليبقى دافئاً فقط وهو السبب في أن الأطفال الخُدّج الأصغر سناً يحتاجون إلى حرارة إضافية من المدفأة أو الحضّانة في البداية، ومضاعفات الجهاز الهضمي لعدم اكتمال نموها، كما يتعرض الأطفال الخُدّج للإصابة بمضاعفات في الدم مثل فقر الدم والصفاري عند حديثي الولادة.
شلل ومشاكل في السمع
يشير استشاري النساء والولادة الدكتور سعيد بارضوان، إلى أن كثيرًا ما تكون الأجهزة المناعية للأطفال الخُدّج غير مكتملة النمو وقد يؤدي ذلك إلى زيادة احتمال إصابتهم بالأمراض، ومن الممكن أن تصل العَدوى لدى الأطفال الخُدّج بسرعة إلى مجرى الدم، أما مضاعفات الولادة المبكرة على المدى الطويل تتمثل في الشلل الدماغي وصعوبات في التعلم ومضاعفات في النظر والسمع، كما أن الرضع المولودين مبكراً جداً أكثر عرضة لتأخر نمو الأسنان، بالإضافة إلى مشاكل طبية تتعلق في السلوك والصحة العقلية وأمراض الربو ومشكلات التغذية وغيرها.
وعن مستوى ذكاء الأطفال الخُدّج أشار بارضوان، إلى أن الدراسات المبنية على البراهين أثبتت أن معدل الذكاء أقل مقارنة بالأطفال الذين يولدون في فترة حمل كاملة، حيث أظهرت دراسة بريطانية حديثة شملت نحو 15 ألف شخص أن الأطفال الخُدّج ينجحون بدرجة أقل على المستوى الاقتصادي خلال مرحلة البلوغ.
راجعي الطبيب فوراً
بارضوان، نصح الحوامل بالتوجه للإستراتيجيات التي تمنع الولادة المبكرة خصوصاً لمن لديها تاريخ سابق للولادة المبكرة منها استخدام الإبر أو الحبوب أو التحاميل المثبتة أو ربط عنق الرحم والإشاعات المهبلية المتكررة بشكل دوري لقياس عنق الرحم، إذ يعتبر هذا الحمل عالي الخطورة ويفضل المتابعة مع طبيب متخصص في علم الأجنة والأمومة، أما في حالة وجود أعراض الولادة المبكرة ينصح الحامل التوجه إلى مستشفى لديه وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، إذ لا بد أن تكون العناية ما قبل فترة الولادة تتماشى مع التوصيات العالمية الحديثة بأخذ إبرة الرئة وإعطاء مادة المغنيسيوم سلفيت، حيث أثبتت الدراسات أنها تقلل من إصابة الدماغ بالنزيف، إضافة إلى أخذ المضادات الحيوية لمنع حدوث العدوى.
أما عن طريقة الولادة تتم مناقشتها مع الفريق الطبي وتعتمد على حسب وضعية وحالة الجنين والأم، وبعد ولادة الطفل الخديج تتم معالجته تحت أطباء حديثي الولادة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وتختلف مدة علاج الطفل على حسب عمره ووزنه وتغذيته وعلاماته الحيوية، وأخيراً يظل حليب الأم والرضاعة الطبيعية الخيار المفضل للتغذية لجميع الرضع، حيث إن حليب الأم له أهمية خاصة للأطفال الخُدّج بسبب دوره في الحد من مخاطر التهاب الأمعاء.
أمراض وأعراض محتملة
استشارية الأطفال والعناية المركزة لحديثي الولادة الدكتورة مريم النويمي، أوضحت أن أسباب الولادة المبكرة عديدة، منها إصابة الأم بالتهابات في منطقة الحوض أو التهابات بولية لم يتم علاجها، وفي حالة التوائم تلد المرأة مبكراً أو بدون سبب يداهمها المخاض، وأحياناً يتم إنهاء الحمل مبكراً في حالات ارتفاع ضغط الدم الشديد لدى الأم أو اضطراب في السكر يهدد الأم وطفلها، أو لحدوث أي شيء يهدد سلامة الأم وطفلها يقوم المختص بإنهاء الحمل خلال عملية قيصرية عاجلة كحدوث انفصال في المشيمة ونزيف، أو نقص الأوكسجين على الجنين، أو نقص الوزن، وعدم زيادته لعدم كفاءة المشيمة أحياناً.
وأكدت النويمي، أن فرص الحياة للخدّج كبيرة خاصة مع زيادة العمر الرحمي وتكون المضاعفات أقل، كما أن التطور الذي يشهده مجال حديثي الولادة قلل عدد الوفيات ومضاعفات الخداجة، ولكن غالباً ما يكون هناك نقص في مناعتهم بسبب ولادتهم قبل أن يستوفوا المناعة من الأم أثناء الحمل وتكثر إصابتهم بالالتهابات وعدم اكتمال الرئتين بما يجعله يحتاج إلى الدعم التنفسي، واضطرابات الأمعاء وعدم تقبل الحليب خصوصا الصناعي واضطراب الشبكية نتيجة الخداجة وهشاشة العظام وفقر الدم. وأضافت استشارية الأطفال الدكتورة مريم النويمي، أن الأطفال الخُدّج يفتقرون للقدرة على الاحتفاظ بحرارة الجسم، لذلك يتم وضعهم في الحضانات بالمستشفيات لتفادي البرودة ومضاعفات ذلك، بالإضافة لنزيف الدماغ الذي تزيد نسبته كلما قل العمر الرحمي، ما يجعلهم يولدون ووظائف الأعضاء غير مكتملة فيحتاجون للدعم بعد الولادة وبمجرد أن يبلغ الطفل عمر السنتين يصبح مثل الطفل المكتمل.
النحافة والبدانة.. مشكلة
استشارية أمراض النساء والولادة الدكتورة علا عيسى، ترى أن أفضل حضانة للجنين هو رحم أمه، إذ تقدم فيه أفضل عناية وكل يوم فيه تزيد من فرصته في النمو، ولكن تواجهنا مشكلة الولادة المبكرة أي قبل الأسبوع الـ ٣٧ من الحمل، وتعد المشكلة خطيرة؛ لأن المولود الخديج يحتاج إلى رعاية خاصة في وحدة متخصصة بالخدج في المستشفيات، وفي كثير من الأحيان نجد أن نسبة الولادة المبكرة تزيد مع الحمل بتوأم ثنائي أو أكثر، أو أن تكون الفترة بين الحمل والآخر أقل من ستة أشهر، أو ولادة مبكرة سابقة، بالإضافة إلى بعض المشكلات الصحية في تجويف الرحم أو ضعف عنق الرحم أو المشيمة.
ونوهت الدكتورة علا عيسى، إلى ضرورة تجنّب تعرض الحامل للعدوى البولية أو المهبلية بشكل متكرر خلال فترة الحمل، وارتفاع ضغط الدم والسكري، والتدخين أو تعاطي عقاقير مخدرة خلال الحمل، ونسبة الولادة المبكرة تزيد مع النحافة الزائدة أو الوزن الزائد قبل الحمل، وقد تتم الولادة المبكرة نتيجة لتدخل إسعافي من أطباء التوليد لإنقاذ الأم والجنين كما في حالات تسمم الحمل والنزيف المهبلي، لذلك ينصح السيدات بالمتابعة الجيدة قبل الحمل وخلال فترة الحمل خصوصاً من لديها أحد العوامل السابقة، ويتم العلاج حسب الحالة سواء باستخدام مثبتات الحمل، أو إعطاء إسبرين منذ الشهر الثالث خصوصاً لمن يعانين من ارتفاع الضغط.
وأشارت استشارية أمراض النساء والولادة الدكتورة علا عيسى، إلى أنه في حال وجود زيادة في الإفرازات المهبلية، أو انقباضات في الرحم كل ١٠ دقائق، أو الشعور بضغط في منطقة الخوض، بالإضافة لتشنجات تشبه التشنجات المصاحبة للدورة الشهرية على الحامل أخذ المشورة الطبية.
ألمسي طفلك.. ينجو
«نورة»، شاركت تجربتها عندما فوجئت في الأسبوع الثامن والعشرين بإفرازات مهبلية مصاحبة لقطرات من الدم، ما دفعها لمراجعة للمستشفى للاطمئنان على سير حملها بسلاسة، وأخبرتها الطبيبة بضرورة الاستعداد للولادة؛ كونها دخلت مرحلة المخاض المفاجئ، وبعد عدة ساعات ولدت طفلتها. وأوضحت الطبيبة ضرورة بقائها في الحضانة لأسابيع عدة ليكتمل نموها بشكل أفضل. وأضافت: نصحتني الطبيبة بتوفير الحليب الطبيعي لرضيعتي خلال فترة بقائها في الحضانة ليساعد في رفع مستوى مناعتها، وكانت الخطوة مهمة لسلامتها، وها هي طفلتي أكملت عامها الثالث بصحة جيدة ولا تختلف عن بقية الأطفال.
أما عبلة يحيى فتقول: «كانت ولادتي الأولى مبكرة، إذ اضطر الأطباء لعملية قيصرية في الأسبوع الـ31 نظراً لانفصال المشيمة، وتم نقل طفلي للحضانة لمدة ثلاثة أسابيع، فلم تكن رئتاه مكتملتي النمو، ما دفع الأطباء لوضعه تحت التنفس الاصطناعي لفترة معينة. وقرأت مقالاً يقول إن ملامسة الطفل الخديج لجسم والدته يمكن أن يزيد من فرص نجاته وزيادة مناعته، لذلك حرصت على الذهاب يومياً للحضانة ووضعه على صدري ليستمد الدفء مني، وطفلي الآن بعمر ٩ أشهر بصحة جيدة ومناعة قوية».