كتاب ومقالات

السعودية: الشعب المُحب

إحسان الشمري

أحرص كل الحرص على زيارة المملكة العربية السعودية من خلال تلبية دعوات رسمية أو حضور نشاطات ثقافية وإعلامية أو لأداء مناسك العمرة، وفي كل زيارة أكتشف فيها الكثير من الجوانب الاجتماعية والثقافية والتطور العمراني ما يجعلني أخطط للعودة مرة أخرى لبلد وشعب عربي يمتلك كل القيم والمبادئ الأصيلة المستندة على روح الإسلام وإرث حضاري يمتد لمئات السنين.

إن عملية التحول الكبير في السعودية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، جعلت منها دولة ارتكاز سياسي واقتصادية وفي ذات الوقت حولتها من أفضل الوجهات السياحية في المنطقة، بإجمالي عدد سياح بلغ 109.3 مليون سائح خلال عام 2023، مما يؤشر إلى أن رؤية 2030، بطريقها لأن تأخذ المملكة الريادة بكل المستويات، وأصبحت طبقاً لذلك تمثل فرصة ذهبية لمن يبحث عن الريادة في الأعمال لكل الأشخاص والشركات العربية والأجنبية لما توفره من قوانين حامية للجميع داخل هذا البلد.

إن هذا التحول الكبير الذي راهنت عليه القيادة في السعودية، ونجحت فيه، لم يكن ليتحقق لولا وجود شعب متمسك بقيادته الحكيمة وفي ذات الوقت كونه شعباً معطاءً لكل من تطأ قدماه هذه الأرض، وفي كل زيارة لي تكون هناك أكثر من تجربة شخصية عن أخلاق وكرم وأصالة هذا الشعب، فما زلت أتذكر ذلك الرجل السعودي الذي جمعني به أحد محلات الرياض حين أقسم (وبدون سابق معرفة) بأن لا يجعلني أدفع مبلغ إحرامات العمرة، وضيافة وكرم عدد من الأصدقاء في بيوتهم العامرة، وكذلك لن أنسى امتناع عدد من سائقي سيارات النقل عن أخذ الأجرة مني لكوني عراقياً، وبعضهم يقول هو واجب الضيافة مع الجميع، وغيرها من التجارب مع مختلف شرائح المجتمع السعودي.

أثبت الشعب السعودي وعلى مدى السنين أنه شعب محُب لكل من يفد إليه، ويقدم له كل الضمانات بحياة كريمة وآمنة مستقرة، ولن يظلم على هذه الأرض التي تربى أهلها على الإيمان بحدود الله في أي تعامل مع الأفراد أو شؤون الحياة العامة، والاعتزاز والفخر بالهوية السعودية والقيادة والإخلاص والوفاء، كذلك فقد أثبت هذا الشعب قدرته على الكشف والتصدي لكل من يحاول من الفاشلين النيل من سمعة المملكة ونجاحها؛ لذا وبكل إيمان سيبقى هذا الشعب هو الأقرب لكل محُب له وسيبقى محباً للجميع.