ألمانيا نحو اليمين المتطرف در
الأربعاء / 08 / ربيع الأول / 1446 هـ الأربعاء 11 سبتمبر 2024 00:02
رامي الخليفة العلي
في الآونة الأخيرة، شهدت ألمانيا تحولاً كبيراً في سياستها تجاه اللجوء والهجرة، متجهة نحو نهج أكثر تشدداً يعكس تأثير الضغوط السياسية، خاصة صعود اليمين المتطرف ممثلاً في حزب «البديل من أجل ألمانيا». هذه الخطوات الجديدة، التي تتضمن تشديد قوانين اللجوء وتسريع إجراءات الترحيل وتقييد المزايا المالية، تأتي في سياق محاولة الحكومة الألمانية، بقيادة الحزب الديمقراطي الاجتماعي، لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف من خلال تبني بعض سياساته أو على الأقل استرضاء جزء من ناخبيه. ولكن، هذا النهج لم يثبت جدواه في الماضي، ومن غير المرجح أن يحقق النتائج المرجوة في المستقبل. فتاريخياً، عندما تتبنى الأحزاب التقليدية سياسات تتقاطع مع خطاب اليمين المتطرف، فهي لا تنجح في تقليص شعبيته، بل على العكس، غالباً ما تعطي شرعية لأفكاره وتجعلها جزءاً من النقاش السياسي السائد. بهذا، يبدو وكأن الأحزاب التقليدية تتبنى رؤى اليمين المتطرف وتضعها على رأس أولوياتها، مما يساهم في تعزيز مكانة تلك الأفكار بدلاً من احتوائها أو مواجهتها.
السياسات التي تنفذها الحكومة الحالية، رغم أنها تهدف للحد من تدفق المهاجرين وتعزيز الأمن الداخلي، إلا أنها تُعتبر بمثابة إقرار ضمني بأن أفكار حزب «البديل من أجل ألمانيا» لها أساس وجيه. بهذا، يتحول الحزب الديمقراطي الاجتماعي إلى نسخة مشوهة من «البديل»، مما يدفع الناخب الألماني إلى التساؤل: «إذا كان بإمكاني اختيار الأصل، فلماذا أختار النسخة المشوهة؟» هذا التساؤل ليس مجرد طرح نظري، بل ينعكس عملياً في نتائج الانتخابات حيث يستمر حزب «البديل» في اكتساب المزيد من الدعم الشعبي، مدفوعاً بكونه الحزب الذي يقدّم نفسه كصوت المعارضة الحقيقي ضد ما يراه الجمهور استجابة ضعيفة من الأحزاب التقليدية.
النهج الحالي للحكومة الألمانية لا يقتصر على مجرد تعديل السياسات، بل يتضمن أيضاً تغييرات تنظيمية وإدارية تهدف إلى تسريع الإجراءات وتسهيل عمليات الترحيل. تشمل هذه التغييرات تعزيز الرقابة على الحدود، والتوسع في استخدام القوانين القائمة لمكافحة الإرهاب ضد الأفراد المرتبطين بجماعات متطرفة، وفرض قيود أشد على تمويل المنظمات الدينية التي يُشتبه في دعمها للتطرف. في الوقت نفسه، لا تزال التحديات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالهجرة تشكل ضغطاً كبيراً على البنية التحتية المحلية، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويخلق بيئة خصبة للأحزاب التي تتبنى خطابات أكثر تشدداً.
في النهاية، بينما تسعى الحكومة الألمانية إلى استرضاء مخاوف الناخبين بشأن الهجرة والأمن، فإن التوجه نحو سياسات اليمين المتطرف قد يساهم في إضفاء الشرعية على هذه الأيديولوجيات، مما يؤدي إلى تعميق الاستقطاب السياسي بدلاً من تحقيق الاستقرار المنشود. لتحقق الحكومة أهدافها بفعالية، يجب عليها تطوير سياسات هجينة تجمع بين الحفاظ على القيم الديمقراطية والإنسانية وتعزيز الأمن، دون الانزلاق نحو استنساخ خطابات اليمين المتطرف التي تسعى لمنافستها.
السياسات التي تنفذها الحكومة الحالية، رغم أنها تهدف للحد من تدفق المهاجرين وتعزيز الأمن الداخلي، إلا أنها تُعتبر بمثابة إقرار ضمني بأن أفكار حزب «البديل من أجل ألمانيا» لها أساس وجيه. بهذا، يتحول الحزب الديمقراطي الاجتماعي إلى نسخة مشوهة من «البديل»، مما يدفع الناخب الألماني إلى التساؤل: «إذا كان بإمكاني اختيار الأصل، فلماذا أختار النسخة المشوهة؟» هذا التساؤل ليس مجرد طرح نظري، بل ينعكس عملياً في نتائج الانتخابات حيث يستمر حزب «البديل» في اكتساب المزيد من الدعم الشعبي، مدفوعاً بكونه الحزب الذي يقدّم نفسه كصوت المعارضة الحقيقي ضد ما يراه الجمهور استجابة ضعيفة من الأحزاب التقليدية.
النهج الحالي للحكومة الألمانية لا يقتصر على مجرد تعديل السياسات، بل يتضمن أيضاً تغييرات تنظيمية وإدارية تهدف إلى تسريع الإجراءات وتسهيل عمليات الترحيل. تشمل هذه التغييرات تعزيز الرقابة على الحدود، والتوسع في استخدام القوانين القائمة لمكافحة الإرهاب ضد الأفراد المرتبطين بجماعات متطرفة، وفرض قيود أشد على تمويل المنظمات الدينية التي يُشتبه في دعمها للتطرف. في الوقت نفسه، لا تزال التحديات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالهجرة تشكل ضغطاً كبيراً على البنية التحتية المحلية، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويخلق بيئة خصبة للأحزاب التي تتبنى خطابات أكثر تشدداً.
في النهاية، بينما تسعى الحكومة الألمانية إلى استرضاء مخاوف الناخبين بشأن الهجرة والأمن، فإن التوجه نحو سياسات اليمين المتطرف قد يساهم في إضفاء الشرعية على هذه الأيديولوجيات، مما يؤدي إلى تعميق الاستقطاب السياسي بدلاً من تحقيق الاستقرار المنشود. لتحقق الحكومة أهدافها بفعالية، يجب عليها تطوير سياسات هجينة تجمع بين الحفاظ على القيم الديمقراطية والإنسانية وتعزيز الأمن، دون الانزلاق نحو استنساخ خطابات اليمين المتطرف التي تسعى لمنافستها.