وسط تزايد المطالب من الوسطاء بضغط دولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) هجومه على غزة وعلى مدينة ومخيم طولكرم بالضفة الغربية، لليوم الثاني على التوالي، وألحقت دماراً كبيراً في البنية التحتية وممتلكات المواطنين.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن قوات الاحتلال لا تزال تحاصر مخيم طولكرم، وتدفع بمزيد من آلياتها وجرافاتها الثقيلة إليه، وسط تجريف وتخريب كل شارع وزقاق داخل المخيم، موضحاً أن الاحتلال نشرت دورياته الراجلة بين أزقة المخيم وتحديداً في حارات النادي والشهداء والبلاونة، وداهمت منازل المواطنين وفتشتها، وحولت العديد منها إلى ثكنات عسكرية، فيما قال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال اعتقلت 30 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية الليلة الماضية، بينهم أسرى سابقون.

وفي مدينة غزة، قتل نحو 40 مدنياً في قصف إسرائيل على أحياء سكنة ومدرسة تأوي نازحين في وسط غزة، جاء ذلك بالتزامن مع إقرار الاحتلال الإسرائيلي بمقتل جنديين وإصابة 7 آخرين في تحطّم مروحية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي (من طراز بلاك هوك) الليلة الماضية في منطقة رفح جنوب القطاع أثناء مهمة نقل جندي مصاب لتلقي العلاج، وأرجع الاحتلال أسباب السقوط إلى خلل فني، لكنه أكد أن التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الحادث، وقال العمليات الجوية لم تتأثر بالحادث.

وذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية أن المروحية اقتربت من الأرض لإجلاء مصاب بطلق ناري في رفح، وتحطمت لسبب غير معروف، مبينة أن حادث التحطم كان صعبا وتطلب عملية إنقاذ معقدة للضحايا.

سياسياً، طالبت قطر اليوم المجتمع الدولي بالتحلي بالشجاعة والإرادة السياسية لوقف العدوان على قطاع غزة، فيما أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن بلاده تعمل مع الولايات المتحدة وقطر من أجل التوصل لاتفاق يحقق الاستقرار وينهي المعاناة في غزة واصفاً استخدام التجويع كسلاح ضد الفلسطينيين بـ«الخطير جداً».

وشدد الرئيس الألماني خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري أن كل طرف له تأثير على إسرائيل وحماس يجب استخدامه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشدداً على ضرورة الوصول الآمن إلى حل الدولتين بعد وقف إطلاق النار وإخراج الأسرى من غزة.

من جهة أخرى، قال منسق إسرائيل للرهائن والمفقودين جال هيرش لجيسيكا دين من لشبكة «سي إن إن»: «إنه إذا أعيد جميع الرهائن الـ 101 المتبقين، فإن إسرائيل ستوافق على بناء ممر آمن لزعيم حركة حماس يحيى السنوار ولمن يريد الانضمام إليه للخروج من غزة، مبيناً أن هذا الشرط الذي وضع جانب نزع السلاح والتطرف لاستعادة غزة وإنهاء الحرب، كما أكد ذلك في حديثه لوكالة «بلومبيرغ»، وقال إنه عرض الممر الآمن وُضِع على الطاولة قبل يوم ونصف اليوم، لكنه لم يذكر ما كان الرد».

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أبدى غضبه وحزنه الشديد لمقتل عائشة نور وعملية إطلاق النار التي أدت لوفاتها، مطالباً بمحاسبة كاملة. وقال: «العنف بالضفة الغربية يحدث منذ فترة طويلة والمستوطنون المتطرفون يجتثون الفلسطينيين من منازلهم».