ربما يصفقون لنتنياهو مرةً أخرى
الأربعاء / 22 / ربيع الأول / 1446 هـ الأربعاء 25 سبتمبر 2024 00:01
حمود أبو طالب
لبنان اليوم ليس باستطاعته أن يتحمل أقل القليل مما تعرض له سابقاً بسبب حزب الله، إنه في أسوأ حالاته سياسياً واقتصادياً وأمنياً، شغور رئاسي طويل، حكومة تصريف أعمال بالكاد تعمل، عملة منهارة، تضخم، لاجئون، ومحيط إقليمي مضطرب. إنه ليس لبنان عام 2006، عندما كانت الدولة موجودة بمؤسساتها وتم إنقاذ لبنان من الاجتياح الإسرائيلي، الآن حزب الله وحده هو من يقامر بما تبقى من لبنان وفي لبنان أمام آلة عسكرية عاتية صارت إسرائيل تستخدمها بقسوة شديدة، لم تكن كافية لحزب الله أن يعتبر منها وهي تستخدمها في غزة منذ عام دون إرادة حقيقية للمجتمع الدولي لإيقافها رغم الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي تبذلها اللجنة المشكلة من القمة العربية الإسلامية.
دخول حزب الله طرفاً في حرب غزة حتى وهو بشكل رمزي غير مؤثر كان كافياً لإضافة مزيد من التوتر بينه وبين إسرائيل على خلفية رفض الحزب لتنفيذ أي اتفاق سياسي يخفف من التوتر في منطقة الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي، وضع الحزب نفسه في المصيدة بعنترياته الخطابية التي يطلقها حسن نصر الله، والصواريخ العشوائية التي يطلقها من حين لآخر، والتي تغير معناها بالنسبة لإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة وقرار حزب الله تسجيل حضوره فيها منذ بدايتها، هنا كان واضحاً أن إسرائيل لن تهدر هذه الفرصة التي قدمها لها الحزب بالالتفات الجاد له في التوقيت الذي تراه مناسباً، وهذا ما حدث عندما بدأت إسرائيل قبل يومين شن غارات ضخمة متواصلة واسعة النطاق تجاوزت مناطق الاشتباك المعتادة في جنوب لبنان، قاربت 1,100 غارة في اليوم الأول، ذهب ضحيتها أكثر من 400 قتيل و 1,200 جريح، واضطرار سكان الجنوب إلى نزوح جماعي كثيف في ظروف بالغة السوء وشديدة الخطورة.
محاولة حزب الله التدثر بعباءة غزة غباء سياسي فادح، فقضية فلسطين عموماً وحرب غزة الأخيرة مختلفة عن قضية حزب الله، رغم راديكالية تنظيم حماس وانتمائه آيديولوجياً إلى ما يسمى بمحور المقاومة. ورغم المآسي التي حدثت في غزة إلا أنها اكتسبت تعاطف كثيرين في العالم، شعبياً ورسمياً لأنها أرض محتلة مغتصبة، وقضية فلسطين وحقوق شعبها في إقامة دولته مطلب شرعي بموجب القرارات الدولية والأممية، لكن في المقابل من سيتعاطف أو يقف مع حزب الله المصنف دولياً منظمة إرهابية، ربما فرنسا وحدها التي تحاول التعاطي معه على أساس أن له مكوّناً سياسياً بالإضافة إلى العسكري، يمكن التفاهم والتحاور معه، لكن الواقع أثبت فشل هذه النظرة لأن فرنسا لم تستطع تحقيق أي خطوة إيجابية مع حزب الله لإخراج لبنان من المأزق الخطير الذي زجّ به في أتونه. ومن هذه المعطيات وغيرها لا يُستبعد أن تستمر إسرائيل في تصعيد هجماتها على لبنان، هذا إذا لم يكرر التأريخ نفسه بشكل أسوأ مما حدث في عام 2006.
لقد ذهب نتنياهو إلى الكونجرس الأمريكي خلال مجازر غزة وألقى خطاباً مطولاً تخللته عواصف من التصفيق والتعاطف، واليوم يفترض أن يكون في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وإذا ألقى خطاباً فإنه سيتحدث عن خطر حزب الله الإرهابي وضرورة مواجهته، وليس عن الاعتداء على لبنان وانتهاك سيادته وقتل المدنيين، ومع ازدواج معايير المجتمع الدولي ليس مفاجئاً أن يحظى بعاصفة جديدة من التصفيق بفضل حماقات حزب الله، بينما آلته العسكرية تدمر لبنان.
دخول حزب الله طرفاً في حرب غزة حتى وهو بشكل رمزي غير مؤثر كان كافياً لإضافة مزيد من التوتر بينه وبين إسرائيل على خلفية رفض الحزب لتنفيذ أي اتفاق سياسي يخفف من التوتر في منطقة الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي، وضع الحزب نفسه في المصيدة بعنترياته الخطابية التي يطلقها حسن نصر الله، والصواريخ العشوائية التي يطلقها من حين لآخر، والتي تغير معناها بالنسبة لإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة وقرار حزب الله تسجيل حضوره فيها منذ بدايتها، هنا كان واضحاً أن إسرائيل لن تهدر هذه الفرصة التي قدمها لها الحزب بالالتفات الجاد له في التوقيت الذي تراه مناسباً، وهذا ما حدث عندما بدأت إسرائيل قبل يومين شن غارات ضخمة متواصلة واسعة النطاق تجاوزت مناطق الاشتباك المعتادة في جنوب لبنان، قاربت 1,100 غارة في اليوم الأول، ذهب ضحيتها أكثر من 400 قتيل و 1,200 جريح، واضطرار سكان الجنوب إلى نزوح جماعي كثيف في ظروف بالغة السوء وشديدة الخطورة.
محاولة حزب الله التدثر بعباءة غزة غباء سياسي فادح، فقضية فلسطين عموماً وحرب غزة الأخيرة مختلفة عن قضية حزب الله، رغم راديكالية تنظيم حماس وانتمائه آيديولوجياً إلى ما يسمى بمحور المقاومة. ورغم المآسي التي حدثت في غزة إلا أنها اكتسبت تعاطف كثيرين في العالم، شعبياً ورسمياً لأنها أرض محتلة مغتصبة، وقضية فلسطين وحقوق شعبها في إقامة دولته مطلب شرعي بموجب القرارات الدولية والأممية، لكن في المقابل من سيتعاطف أو يقف مع حزب الله المصنف دولياً منظمة إرهابية، ربما فرنسا وحدها التي تحاول التعاطي معه على أساس أن له مكوّناً سياسياً بالإضافة إلى العسكري، يمكن التفاهم والتحاور معه، لكن الواقع أثبت فشل هذه النظرة لأن فرنسا لم تستطع تحقيق أي خطوة إيجابية مع حزب الله لإخراج لبنان من المأزق الخطير الذي زجّ به في أتونه. ومن هذه المعطيات وغيرها لا يُستبعد أن تستمر إسرائيل في تصعيد هجماتها على لبنان، هذا إذا لم يكرر التأريخ نفسه بشكل أسوأ مما حدث في عام 2006.
لقد ذهب نتنياهو إلى الكونجرس الأمريكي خلال مجازر غزة وألقى خطاباً مطولاً تخللته عواصف من التصفيق والتعاطف، واليوم يفترض أن يكون في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وإذا ألقى خطاباً فإنه سيتحدث عن خطر حزب الله الإرهابي وضرورة مواجهته، وليس عن الاعتداء على لبنان وانتهاك سيادته وقتل المدنيين، ومع ازدواج معايير المجتمع الدولي ليس مفاجئاً أن يحظى بعاصفة جديدة من التصفيق بفضل حماقات حزب الله، بينما آلته العسكرية تدمر لبنان.