كتاب ومقالات

اللبننة مجدداً.. أو الفوضى الخلاقة!

حسين شبكشي

لا تزال حالة الذهول والصدمة تسيطر على مشاهد تحليل ما حصل في لبنان من تصفية «جراحية» دقيقة جدّاً ومتكاملة للغاية مكّنت إسرائيل من القضاء على هيكلة تنظيم حزب الله بالكامل في مدة لم تتجاوز الأيام الثلاثة. والحديث لا يزال مستمراً لفهم حجم الاختراق المهول الذي حصل في «النخاع الشوكي» لمنظومة الحزب وهناك من يفضل أن يصف ما حصل بمسمى آخر وأكثر صرامة مسمى الخيانة.

ووصف الخيانة تكرر كثيراً لوصف الصفقة التي تم الخلاص من خلالها بكافة رموزه بما في ذلك أمينه العام ورمزه الجماهيري حسن نصرالله. ولكن هذا الحدث المهم طرح معه سؤالاً مدويّاً آخر وهو هل ما حصل في لبنان سيبقى حصريّاً في لبنان أم سينتقل لغيره؟ تماماً كما حصل قبل ذلك مع الحرب الأهلية اللبنانية التي تكررت نسخاً مختلفة منها في العراق وليبيا وسوريا والصومال واليمن والسودان بعد ذلك.

تكرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعبارة أنه «سيغير وجه منطقة الشرق الأوسط» هو مصدر قلق لشكل التغيير الذي يقصده، فالكل لا يزال يتذكر عبارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس عندما قالت إن الشرق الأوسط على موعد مع «الفوضى الخلاقة»، وكان أول زلزال يصيب المنطقة بعد ذلك اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري على يد تنظيم حزب الله، مع عدم إغفال توابع زلزال غزو أمريكا بقيادة المحافظين الجدد للعراق، وبعد ذلك الفوضى الكاملة التي جاءت مع أحداث ما سمي بالربيع العربي.

هناك من يحاول فهم تفاصيل الصفقة التي حصلت وباعت بسببها إيران حزب الله وحسن نصرالله ولعل أبلغ وصف لهذا المشهد هو ما قيل بحق تجار بازار السجاد في إيران، أنهم يعشقون السجاد ويقعون في غرام السجاد التي يحيكونها جيلاً وراء جيل وصولاً لأربعة أجيال لأجل سجادة واحده، ولكنهم في الآخر يبيعونها!