كتاب ومقالات

جويدو.. وجمهور النصر!

بعد السلام

سلطان الزايدي

في السعودية جمهور عظيم وكبير عاشق لكرة القدم، هذا العشق ممكن أن تتناوله من أكثر من زاوية، هؤلاء العشاق لا تعنيهم التفاصيل التي تحدث في عالم المستديرة، كل ما يعنيهم كيفية الحفاظ على مستوى هذا العشق، ولا يرغبون في أي حال من الأحوال أن يقل هذا العشق، أو يتراجع تحت أي ظرف من الظروف، هذه القاعدة لا تستثني أحدًا، فالجميع بمختلف ميولهم عندهم هذا الشعور، حتى حين يغضبون في غضبهم عشق لناديهم لا تجد له تفسيرًا، ففي الأيام الماضية بعض الجماهير كانوا ينادون بالمقاطعة وعدم الحضور في المدرجات احتجاجًا على بعض الأعمال الإدارية في أنديتهم، وكنت أعتقد أن هذه المناشدة ستأخذ حيز التنفيذ، وتصبح بعض المدرجات فارغة بأمر من تلك الجماهير، لكن هذا الأمر لم يحدث، ولا أظنه يحدث.

في عالم المستديرة لا تتوقف الأحداث، والجمهور لا ينتظر إيضاحات من أحد أو معلومات، حتى يستطيع توجيه رد فعله للاتجاه المناسب الذي يحقق النتائج المترتبة على رد الفعل؛ لذا من الطبيعي جدًّا أن يكون لهذا الجمهور تأثير في جوهر العمل في كل الأندية؛ حتى لا يصلوا لمرحلة يتوقف فيها كل شيء، ويقرر هذا الجمهور أو ذاك الابتعاد حافظًا على صحته؛ لذلك طالما أن هناك احتجاجات على بعض القرارات في الأندية الجماهيرية من قبل الجمهور، فإن القرارات التي تسببت في هذا الغضب تحتاج إعادة نظر وتوضيح حتى تكتمل الصورة عند كل مشجع، ففي كرة القدم لن تتوقف الاحتجاجات والاعتراضات الجماهيرية طالما أن المنافسة قوية وشرسة، والكل يسعى بكل جدية للظفر بالإنجازات، على سبيل المثال لا الحصر: جمهور النصر من بداية الموسم، وتحديدًا من لحظة استقالة «إبراهيم المهيدب» هم يعترضون على وجود الإيطالي «جويدو» المدير التنفيذي في نادي النصر، هذا الإجماع على رحيله لا يبدو أنه حالة خاصة مرتبطة بمجموعة من الإعلاميين والجماهير، بل إن الأمر تجاوز حدوده بالنسبة لهم، ولا ينتظرون في قادم الأيام سوى استقالة الإيطالي «جويدو»، والبحث عن مدير تنفيذي آخر؛ لذا من المهم أن يعمل صاحب القرار على وضع كل ما يحدث من ردود فعل للجمهور في الحسبان، ويسعى جاهدًا لدراسة الحالة ومناقشتها مع الجميع، وهذا ما حدث في قرار إقالة «كاسترو» المدرب السابق للنصر.

اليوم صوت الجمهور مسموع، وكل الوسائل لإيصال هذا الصوت متوفرة، ومن الطبيعي أن يكون له تأثير بدليل ما حدث من تغييرات لدى النصر في الأيام الماضية.

دمتم بخير،،،