التوتر يؤثر على الخصوبة
الوراثة مسؤولة عن %80 من تأخر الإنجاب.. استشاريون لـ«عكاظ»:
الجمعة / 08 / ربيع الثاني / 1446 هـ الجمعة 11 أكتوبر 2024 01:17
ذكرى السلمي (جدة) Zekraalsolami@
كشف استشاريون مختصون في علاج العقم وتأخر الإنجاب وخدمات الغذاء والتغذية لـ«عكاظ»، أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن العوامل الوراثية مسؤولة عن 80% من حالات تأخر الإنجاب، بينما تمثل الأسباب المكتسبة 20%. وأوضحوا أن أبرز أسباب تأخر الإنجاب لدى النساء هي قصور واضطراب في وظيفة المبيض، وخلل في حدوث إباضة منتظمة، أو انسداد في قناتي فالوب، أو مرض البطانة المهاجرة، أو التوتر والضغوط النفسية الشديدة التي يؤثر سلباً على الخصوبة.
وبالنسبة للرجال، هناك عدة أسباب؛ منها قلة أو ضعف أو تشوهات الحيوانات المنوية، إذ يمكن أن يكون ذلك نتيجة لأسباب وراثية أو تأثيرات بيئية، مثل التعرض للمواد الكيميائية أو الإشعاع، أو بسبب مشاكل صحية أو عادات غير صحية مثل التدخين، أو مشاكل في الشكل أو الوظيفة، إضافة إلى المشاكل الانتصاب أو القذف المبكر، إضافة إلى وجود عوامل مشتركة أو بيئية في نمط الحياة مثل التدخين، تناول الكحول، الوزن الزائد، أو قلة النشاط البدني، والتعرض للمواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية أو المواد الصناعية. وبينوا في حديثهم لـ«عكاظ»، أن التغذية تلعب دوراً في الخصوبة التي قد تؤثر على تأخر الحمل، كما أن الفيتامينات مهمة للصحة العامة والخصوبة، ونقص بعضها قد يكون مرتبطاً بتأخر الحمل.
20 % .. نسبة تأخر الإنجاب
أكد استشاري علاج العقم وتأخر الإنجاب الدكتور حسن صالح جمال، أن أبرز أسباب تأخر الإنجاب عموماً لدى النساء هي قصور واضطراب في وظيفة المبيض، وخلل في حدوث إباضة منتظمة، أو انسداد في قناتي فالوب، أو مرض البطانة المهاجرة، أو الضغوط النفسية الشديدة. أما بالنسبه للرجال فالتدخين يمكن أن يسبب تأخر الإنجاب، إضافة لاضطراب أو ضمور في الخصيتين، أو التهاب الجهاز التناسلي (نكاف في الطفولة)، أو انسداد في القنوات المنوية، أو دوالي الخصيتين.
ورداً على التساؤل المتداول بشأن ارتفاع نسبة تأخر الإنجاب في السعودية، أوضح الدكتور جمال أن الدراسات والأبحاث في بعض جامعات المملكة والمراكز المتخصصة؛ منها جامعة الإمام عبدالرحمن، ومستشفى الملك فهد الجامعي وجامعة الملك عبدالعزيز، أشارت إلى ارتفاع النسبة من 18 إلى 20%، وهذه النسبة تعتبر نسبة عالية مقارنة بالدول الأخرى، ويعود ارتفاع هذه النسبة لعدة أسباب؛ أهمها تأخر سن الزواج لدى السيدات، وبعض الاضطرابات الهرمونية مثل تكيسات المبايض بسبب أنماط الحياة البيئية، إضافة إلى زيادة نسبة السمنة في الجنسين، وزيادة نسبة التدخين في الجنسين، كما أن التلوث البيئي والمائي له تأثير كبير على جودة النطف، وكثرة الضغوط النفسية الشديدة لدى الجنسين.
واضاف الدكتور جمال: «الدراسات الحديثة أشارت إلى أن الأسباب الوراثية تمثل 80%، بينما تمثل الأسباب المكتسبة 20%، لذلك يجب عرض المشكلة على المتخصصين في علاج تأخر الإنجاب وأمراض الذكورة لتجنب الفترات الطويلة لحدوث الحمل».
الرجل ينجب في الـ 80
بشأن الحديث عن تأثير سن الزوجين في عملية الإنجاب، قال الدكتور جمال: تقل الخصوبة مع تقدم السن، ولكن لا تنعدم إلا عندما تصل المرأة إلى سن انقطاع الدورة، أما بالنسبة للرجل فتقل الخصوبة بعد سن الـ40، ولكن يمكن للرجل أن ينجب حتى لو وصل إلى سن الـ80. فمنظمة الصحة العالمية أعلنت في ٢٠٢٣م، أن المرأة مسؤولة عن 35% من الحالات، بينما الرجل مسؤول عن 35%، بينما تقع المسؤولية على الاثنين معاً بنسبة 20%، وأخيراً 10% يكون السبب غير معروف.
أسباب وراثية وأخرى بيئية
أوضحت استشارية النساء والتوليد الحاصلة على الزمالة الألمانية لأمراض العقم والمساعدة على الإنجاب وأطفال الأنابيب الدكتورة أمل الأحمد، أن تأخر الإنجاب مشكلة تواجه العديد من الأزواج ويمكن أن تكون محبطة ومقلقة، وتوجد عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى تأخر الإنجاب، وتشمل هذه الأسباب عوامل تتعلق بالرجل وأخرى تتعلق بالمرأة، إضافة إلى عوامل مشتركة أو بيئية.
وأكدت أنه توجد أسباب متعلقة بالرجال؛ منها قلة الحيوانات المنوية إذ يمكن أن يكون ذلك نتيجة لأسباب وراثية أو تأثيرات بيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية أو الإشعاع، وضعف حركة الحيوانات المنوية الذي قد يكون بسبب مشاكل صحية أو عادات غير صحية مثل التدخين، وتشوهات في الحيوانات المنوية تتعلق بمشاكل في الشكل أو الوظيفة، إضافة إلى مشاكل الانتصاب أو القذف المبكر.
أما بالنسبة للأسباب المتعلقة بالنساء فأبرزها هي المشاكل في التبويض مثل متلازمة تكيس المبايض أو اضطرابات هرمونية أخرى، أو انسداد قناتي فالوب التي يمكن أن يكون نتيجة التهابات أو جراحات سابقة، أو مشاكل في الرحم مثل الأورام الليفية أو التشوهات الخلقية، كما أن فرص الحمل قد تقل مع تقدم العمر بسبب تراجع جودة وكمية البويضات.
وأشارت الدكتورة أمل الأحمد، إلى أنه توجد عوامل مشتركة أو بيئية في نمط الحياة مثل التدخين، تناول الكحول، الوزن الزائد، أو قلة النشاط البدني، أو التوتر والضغط النفسي الشديد التي يؤثر سلباً على الخصوبة، إضافة للتعرض للمواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية أو المواد الصناعية.
الحياة العصرية ونقص التوعية
وعن تزايد معدلات تأخر الإنجاب في السعودية، أكدت الدكتورة الأحمد أن «التغيرات الاجتماعية تؤثر سلباً على الخصوبة مثل التأخر في سن الزواج وانتشار نمط الحياة العصرية، وزيادة معدلات السمنة والأمراض المزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم»، لافتة إلى التلوث البيئي وتأثير المواد الكيميائية والصناعية على الصحة العامة، وربما يوجد نقص في التوعية بأهمية الفحص والعلاج المبكر، لذلك من المهم أن يسعى الأزواج الذين يواجهون صعوبة في الإنجاب إلى استشارة أطباء التخصص الدقيق في أمراض العقم والمساعدة على الإنجاب وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد السبب، والحصول على العلاج المناسب، فالأمر ليس سهلاً، ولكن الفهم والمعرفة يمكن أن يقدما مساعدة كبيرة.
تحديد السبب الأساسي للمشكلة
بينت الدكتورة أمل الأحمد أن علاج تأخر الإنجاب يعتمد بشكل كبير على تحديد السبب الأساسي للمشكلة، بناءً على التشخيص، فالعلاجات مختلفة لكل حالة.
وقالت: «بنظرة عامة على بعض الخيارات العلاجية المتاحة، فهناك علاجات متعلقة بالرجال مثل علاج الأسباب الهرمونية باستخدام الأدوية لتحسين التوازن الهرموني وزيادة إنتاج الحيوانات المنوية، وعلاج المشاكل الجنسية التي قد تشمل العلاجات الدوائية أو النفسية أو تغيير نمط الحياة، وفي حالات أصعب توجد الجراحة في حالة وجود انسداد في القنوات الناقلة للحيوانات المنوية، إذ يمكن اللجوء إلى الجراحة، وأخيراً تحسين نمط الحياة مثل تقليل التدخين والكحول، وتناول غذاء صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، أما بالنسبة للعلاجات المتعلقة بالنساء فيمكن تحفيز الإباضة باستخدام أدوية مثل الكلوميفين أو الهرمونات لتحفيز الإباضة، أو علاج انسداد قناتي فالوب، التي يمكن أن يشمل الجراحة لإزالة الانسداد أو الالتصاقات، إضافة لعلاج مشاكل الرحم وتنظيم الهرمونات باستخدام الأدوية لتنظيم التوازن الهرموني وتحسين فرص الحمل».
نصائح لتحسين فرص الإنجاب
وعن العلاجات المشتركة، أشارت الدكتورة الأحمد إلى أن هناك علاجات مشتركة أو تكنولوجية مثل التلقيح الصناعي (IUI)، إذ يتم تخصيب البويضات بالحيوانات المنوية في المختبر ثم نقل الأجنة إلى الرحم، وأخيراً الحقن المجهري (ICSI)، وهو مفيد في حالات مشاكل الحيوانات المنوية الشديدة.
وشاركت الدكتورة أمل الأحمد عدة نصائح لتحسين فرص الإنجاب بشكل طبيعي؛ مثل الحفاظ على وزن صحي؛ إذ إن السمنة والنحافة الشديدة يمكن أن تؤثرا على الخصوبة، وتناول غذاء متوازن غني بالفيتامينات والمعادن الضرورية مثل حمض الفوليك والزنك، وتقليل التوتر الذي يمكن أن يؤثر التوتر سلباً على الخصوبة، إضافة لتجنب التدخين والكحول، وممارسة الرياضة بانتظام لتساعد في الحفاظ على صحة جيدة وتحسين الخصوبة.
وأخيراً من المهم استشارة الأطباء المتخصصين لتقييم الحالة بشكل دقيق ووضع خطة علاجية مناسبة.
التغذية ودورها في الخصوبة
وفي جانب التغذية ودورها في الخصوبة التي قد تؤثر على تأخر الحمل، أوضحت استشاري خدمات الغذاء والتغذية في جامعة طيبة الدكتورة سها هاشم عبدالجواد، عدة عوامل غذائية قد تؤثر مثل نقص الوزن أو زيادة الوزن، إذ إن الوزن المثالي يساعد في تنظيم الهرمونات ودورات الإباضة، ونقص المغذيات الأساسية مثل الفيتامينات (بما في ذلك فيتامين «د» وحمض الفوليك) والمعادن (مثل الحديد والزنك)، واستهلاك الكافيين إذ إن الإفراط في تناول الكافيين قد يؤثر سلباً على الخصوبة، إضافة للنظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون المشبعة؛ الذي يمكن أن يؤثر سلباً على التوازن الهرموني وصحة الجهاز التناسلي، وتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات قد يساعد في تحسين جودة البويضات والحيوانات المنوية، وتناول البروتينات النباتية قد يكون له تأثير إيجابي على الخصوبة مقارنة بالبروتينات الحيوانية العالية الدسم، وتناول الأطعمة الغنية بالأوميغا مثل الأسماك الدهنية، يمكن أن يدعم الصحة الهرمونية.
الأطعمة والفيتامينات والصحة الهرمونية
وأكدت الدكتورة عبدالجواد أن الفيتامينات تلعب دوراً مهماً في الصحة العامة والخصوبة، ونقص بعض الفيتامينات قد يكون مرتبطاً بتأخر الحمل. وأشارت إلى أن الفيتامينات والمعادن التالية تعتبر مهمة بشكل خاص للخصوبة؛ منها حمض الفوليك، الذي يلعب دوراً أساسياً في تكوين الخلايا، ونقصه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الإباضة وتكوين الجنين. وتُنصح النساء اللواتي يخططن للحمل بتناول مكملات حمض الفوليك، وفيتامين (د) الذي له دور في تنظيم الهرمونات التناسلية، ونقصه قد يرتبط بمشاكل في الخصوبة مثل متلازمة تكيس المبايض، وفيتامين (ب6)، الذي يمكن أن يساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتعزيز الإباضة، وفيتامين (ب12)، ونقصه قد يؤثر على صحة البويضات وقدرة الجسم على الحمل، وفيتامين (سي) مضاد للأكسدة ويساعد في حماية الحيوانات المنوية والبويضات من الضرر التأكسدي، وفيتامين (هـ)، والحديد، والزنك.
كما توجد أغذية وأنماط غذائية يمكن أن تساعد في تحسين الخصوبة وزيادة فرص الحمل، منها تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، والفواكه والخضروات الملونة مثل التوت والسبانخ والجزر، والمكسرات والبذور مثل الجوز واللوز وبذور الشيا، والحبوب الكاملة، والبروتين النباتي، والأسماك الدهنية، والأطعمة الغنية بفيتامين (د)، والأطعمة الغنية بالحديد، والألبان كاملة الدسم، وشرب كمية كافية من الماء، وتجنب الأطعمة المصنعة والمقلية.
وأضافت: الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة الهرمونية، كما توجد بعض الأغذية والعادات الغذائية التي يمكن أن تؤثر سلباً على الخصوبة وتؤخر الحمل، ومن هذه الأغذية والعادات؛ الأطعمة المصنعة والمعلبة، والدهون المتحولة، والسكريات المكررة والكربوهيدرات البسيطة، والكافيين الزائد، ولأطعمة الغنية بالصويا، والأطعمة الغنية بالزئبق، والأطعمة قليلة الدهون، والنظام الغذائي الفقير بالمواد المغذية.
وبالنسبة للرجال، هناك عدة أسباب؛ منها قلة أو ضعف أو تشوهات الحيوانات المنوية، إذ يمكن أن يكون ذلك نتيجة لأسباب وراثية أو تأثيرات بيئية، مثل التعرض للمواد الكيميائية أو الإشعاع، أو بسبب مشاكل صحية أو عادات غير صحية مثل التدخين، أو مشاكل في الشكل أو الوظيفة، إضافة إلى المشاكل الانتصاب أو القذف المبكر، إضافة إلى وجود عوامل مشتركة أو بيئية في نمط الحياة مثل التدخين، تناول الكحول، الوزن الزائد، أو قلة النشاط البدني، والتعرض للمواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية أو المواد الصناعية. وبينوا في حديثهم لـ«عكاظ»، أن التغذية تلعب دوراً في الخصوبة التي قد تؤثر على تأخر الحمل، كما أن الفيتامينات مهمة للصحة العامة والخصوبة، ونقص بعضها قد يكون مرتبطاً بتأخر الحمل.
20 % .. نسبة تأخر الإنجاب
أكد استشاري علاج العقم وتأخر الإنجاب الدكتور حسن صالح جمال، أن أبرز أسباب تأخر الإنجاب عموماً لدى النساء هي قصور واضطراب في وظيفة المبيض، وخلل في حدوث إباضة منتظمة، أو انسداد في قناتي فالوب، أو مرض البطانة المهاجرة، أو الضغوط النفسية الشديدة. أما بالنسبه للرجال فالتدخين يمكن أن يسبب تأخر الإنجاب، إضافة لاضطراب أو ضمور في الخصيتين، أو التهاب الجهاز التناسلي (نكاف في الطفولة)، أو انسداد في القنوات المنوية، أو دوالي الخصيتين.
ورداً على التساؤل المتداول بشأن ارتفاع نسبة تأخر الإنجاب في السعودية، أوضح الدكتور جمال أن الدراسات والأبحاث في بعض جامعات المملكة والمراكز المتخصصة؛ منها جامعة الإمام عبدالرحمن، ومستشفى الملك فهد الجامعي وجامعة الملك عبدالعزيز، أشارت إلى ارتفاع النسبة من 18 إلى 20%، وهذه النسبة تعتبر نسبة عالية مقارنة بالدول الأخرى، ويعود ارتفاع هذه النسبة لعدة أسباب؛ أهمها تأخر سن الزواج لدى السيدات، وبعض الاضطرابات الهرمونية مثل تكيسات المبايض بسبب أنماط الحياة البيئية، إضافة إلى زيادة نسبة السمنة في الجنسين، وزيادة نسبة التدخين في الجنسين، كما أن التلوث البيئي والمائي له تأثير كبير على جودة النطف، وكثرة الضغوط النفسية الشديدة لدى الجنسين.
واضاف الدكتور جمال: «الدراسات الحديثة أشارت إلى أن الأسباب الوراثية تمثل 80%، بينما تمثل الأسباب المكتسبة 20%، لذلك يجب عرض المشكلة على المتخصصين في علاج تأخر الإنجاب وأمراض الذكورة لتجنب الفترات الطويلة لحدوث الحمل».
الرجل ينجب في الـ 80
بشأن الحديث عن تأثير سن الزوجين في عملية الإنجاب، قال الدكتور جمال: تقل الخصوبة مع تقدم السن، ولكن لا تنعدم إلا عندما تصل المرأة إلى سن انقطاع الدورة، أما بالنسبة للرجل فتقل الخصوبة بعد سن الـ40، ولكن يمكن للرجل أن ينجب حتى لو وصل إلى سن الـ80. فمنظمة الصحة العالمية أعلنت في ٢٠٢٣م، أن المرأة مسؤولة عن 35% من الحالات، بينما الرجل مسؤول عن 35%، بينما تقع المسؤولية على الاثنين معاً بنسبة 20%، وأخيراً 10% يكون السبب غير معروف.
أسباب وراثية وأخرى بيئية
أوضحت استشارية النساء والتوليد الحاصلة على الزمالة الألمانية لأمراض العقم والمساعدة على الإنجاب وأطفال الأنابيب الدكتورة أمل الأحمد، أن تأخر الإنجاب مشكلة تواجه العديد من الأزواج ويمكن أن تكون محبطة ومقلقة، وتوجد عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى تأخر الإنجاب، وتشمل هذه الأسباب عوامل تتعلق بالرجل وأخرى تتعلق بالمرأة، إضافة إلى عوامل مشتركة أو بيئية.
وأكدت أنه توجد أسباب متعلقة بالرجال؛ منها قلة الحيوانات المنوية إذ يمكن أن يكون ذلك نتيجة لأسباب وراثية أو تأثيرات بيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية أو الإشعاع، وضعف حركة الحيوانات المنوية الذي قد يكون بسبب مشاكل صحية أو عادات غير صحية مثل التدخين، وتشوهات في الحيوانات المنوية تتعلق بمشاكل في الشكل أو الوظيفة، إضافة إلى مشاكل الانتصاب أو القذف المبكر.
أما بالنسبة للأسباب المتعلقة بالنساء فأبرزها هي المشاكل في التبويض مثل متلازمة تكيس المبايض أو اضطرابات هرمونية أخرى، أو انسداد قناتي فالوب التي يمكن أن يكون نتيجة التهابات أو جراحات سابقة، أو مشاكل في الرحم مثل الأورام الليفية أو التشوهات الخلقية، كما أن فرص الحمل قد تقل مع تقدم العمر بسبب تراجع جودة وكمية البويضات.
وأشارت الدكتورة أمل الأحمد، إلى أنه توجد عوامل مشتركة أو بيئية في نمط الحياة مثل التدخين، تناول الكحول، الوزن الزائد، أو قلة النشاط البدني، أو التوتر والضغط النفسي الشديد التي يؤثر سلباً على الخصوبة، إضافة للتعرض للمواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية أو المواد الصناعية.
الحياة العصرية ونقص التوعية
وعن تزايد معدلات تأخر الإنجاب في السعودية، أكدت الدكتورة الأحمد أن «التغيرات الاجتماعية تؤثر سلباً على الخصوبة مثل التأخر في سن الزواج وانتشار نمط الحياة العصرية، وزيادة معدلات السمنة والأمراض المزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم»، لافتة إلى التلوث البيئي وتأثير المواد الكيميائية والصناعية على الصحة العامة، وربما يوجد نقص في التوعية بأهمية الفحص والعلاج المبكر، لذلك من المهم أن يسعى الأزواج الذين يواجهون صعوبة في الإنجاب إلى استشارة أطباء التخصص الدقيق في أمراض العقم والمساعدة على الإنجاب وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد السبب، والحصول على العلاج المناسب، فالأمر ليس سهلاً، ولكن الفهم والمعرفة يمكن أن يقدما مساعدة كبيرة.
تحديد السبب الأساسي للمشكلة
بينت الدكتورة أمل الأحمد أن علاج تأخر الإنجاب يعتمد بشكل كبير على تحديد السبب الأساسي للمشكلة، بناءً على التشخيص، فالعلاجات مختلفة لكل حالة.
وقالت: «بنظرة عامة على بعض الخيارات العلاجية المتاحة، فهناك علاجات متعلقة بالرجال مثل علاج الأسباب الهرمونية باستخدام الأدوية لتحسين التوازن الهرموني وزيادة إنتاج الحيوانات المنوية، وعلاج المشاكل الجنسية التي قد تشمل العلاجات الدوائية أو النفسية أو تغيير نمط الحياة، وفي حالات أصعب توجد الجراحة في حالة وجود انسداد في القنوات الناقلة للحيوانات المنوية، إذ يمكن اللجوء إلى الجراحة، وأخيراً تحسين نمط الحياة مثل تقليل التدخين والكحول، وتناول غذاء صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، أما بالنسبة للعلاجات المتعلقة بالنساء فيمكن تحفيز الإباضة باستخدام أدوية مثل الكلوميفين أو الهرمونات لتحفيز الإباضة، أو علاج انسداد قناتي فالوب، التي يمكن أن يشمل الجراحة لإزالة الانسداد أو الالتصاقات، إضافة لعلاج مشاكل الرحم وتنظيم الهرمونات باستخدام الأدوية لتنظيم التوازن الهرموني وتحسين فرص الحمل».
نصائح لتحسين فرص الإنجاب
وعن العلاجات المشتركة، أشارت الدكتورة الأحمد إلى أن هناك علاجات مشتركة أو تكنولوجية مثل التلقيح الصناعي (IUI)، إذ يتم تخصيب البويضات بالحيوانات المنوية في المختبر ثم نقل الأجنة إلى الرحم، وأخيراً الحقن المجهري (ICSI)، وهو مفيد في حالات مشاكل الحيوانات المنوية الشديدة.
وشاركت الدكتورة أمل الأحمد عدة نصائح لتحسين فرص الإنجاب بشكل طبيعي؛ مثل الحفاظ على وزن صحي؛ إذ إن السمنة والنحافة الشديدة يمكن أن تؤثرا على الخصوبة، وتناول غذاء متوازن غني بالفيتامينات والمعادن الضرورية مثل حمض الفوليك والزنك، وتقليل التوتر الذي يمكن أن يؤثر التوتر سلباً على الخصوبة، إضافة لتجنب التدخين والكحول، وممارسة الرياضة بانتظام لتساعد في الحفاظ على صحة جيدة وتحسين الخصوبة.
وأخيراً من المهم استشارة الأطباء المتخصصين لتقييم الحالة بشكل دقيق ووضع خطة علاجية مناسبة.
التغذية ودورها في الخصوبة
وفي جانب التغذية ودورها في الخصوبة التي قد تؤثر على تأخر الحمل، أوضحت استشاري خدمات الغذاء والتغذية في جامعة طيبة الدكتورة سها هاشم عبدالجواد، عدة عوامل غذائية قد تؤثر مثل نقص الوزن أو زيادة الوزن، إذ إن الوزن المثالي يساعد في تنظيم الهرمونات ودورات الإباضة، ونقص المغذيات الأساسية مثل الفيتامينات (بما في ذلك فيتامين «د» وحمض الفوليك) والمعادن (مثل الحديد والزنك)، واستهلاك الكافيين إذ إن الإفراط في تناول الكافيين قد يؤثر سلباً على الخصوبة، إضافة للنظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون المشبعة؛ الذي يمكن أن يؤثر سلباً على التوازن الهرموني وصحة الجهاز التناسلي، وتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات قد يساعد في تحسين جودة البويضات والحيوانات المنوية، وتناول البروتينات النباتية قد يكون له تأثير إيجابي على الخصوبة مقارنة بالبروتينات الحيوانية العالية الدسم، وتناول الأطعمة الغنية بالأوميغا مثل الأسماك الدهنية، يمكن أن يدعم الصحة الهرمونية.
الأطعمة والفيتامينات والصحة الهرمونية
وأكدت الدكتورة عبدالجواد أن الفيتامينات تلعب دوراً مهماً في الصحة العامة والخصوبة، ونقص بعض الفيتامينات قد يكون مرتبطاً بتأخر الحمل. وأشارت إلى أن الفيتامينات والمعادن التالية تعتبر مهمة بشكل خاص للخصوبة؛ منها حمض الفوليك، الذي يلعب دوراً أساسياً في تكوين الخلايا، ونقصه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الإباضة وتكوين الجنين. وتُنصح النساء اللواتي يخططن للحمل بتناول مكملات حمض الفوليك، وفيتامين (د) الذي له دور في تنظيم الهرمونات التناسلية، ونقصه قد يرتبط بمشاكل في الخصوبة مثل متلازمة تكيس المبايض، وفيتامين (ب6)، الذي يمكن أن يساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتعزيز الإباضة، وفيتامين (ب12)، ونقصه قد يؤثر على صحة البويضات وقدرة الجسم على الحمل، وفيتامين (سي) مضاد للأكسدة ويساعد في حماية الحيوانات المنوية والبويضات من الضرر التأكسدي، وفيتامين (هـ)، والحديد، والزنك.
كما توجد أغذية وأنماط غذائية يمكن أن تساعد في تحسين الخصوبة وزيادة فرص الحمل، منها تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، والفواكه والخضروات الملونة مثل التوت والسبانخ والجزر، والمكسرات والبذور مثل الجوز واللوز وبذور الشيا، والحبوب الكاملة، والبروتين النباتي، والأسماك الدهنية، والأطعمة الغنية بفيتامين (د)، والأطعمة الغنية بالحديد، والألبان كاملة الدسم، وشرب كمية كافية من الماء، وتجنب الأطعمة المصنعة والمقلية.
وأضافت: الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة الهرمونية، كما توجد بعض الأغذية والعادات الغذائية التي يمكن أن تؤثر سلباً على الخصوبة وتؤخر الحمل، ومن هذه الأغذية والعادات؛ الأطعمة المصنعة والمعلبة، والدهون المتحولة، والسكريات المكررة والكربوهيدرات البسيطة، والكافيين الزائد، ولأطعمة الغنية بالصويا، والأطعمة الغنية بالزئبق، والأطعمة قليلة الدهون، والنظام الغذائي الفقير بالمواد المغذية.