هل يتجنب العراق الحرب؟
الأحد / 10 / ربيع الثاني / 1446 هـ الاحد 13 أكتوبر 2024 00:03
إحسان الشمري
يشكل أكتوبر من عام 2023، نقطة تحول في سياسات العراق الداخلية والخارجية، فانخراط الفصائل المسلحة الحليفة لإيران بحرب غزة وجنوب لبنان استناداً لشعار وحدة الساحات، قد دفع حكومة السوداني إلى إعادة تموضع بناء على هذا التطور، وبالرغم من التأكيد الرسمي على أن بغداد ليست طرفاً بما يدور إلا في جانبه الإنساني، إلا أن البيئة السياسية لرئيس الوزراء محمد السوداني التي تمثل الموقف شبه الرسمي، دخلت فعلياً بهذه الحرب من خلال استهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا والاشتباك الفعلي من خلال هجمات منسقة للداخل الإسرائيلي، وبذلك أصبح العراق رسمياً ضمن نطاق الحرب وبنك الأهداف القادمة في خطط الجيش الاسرائيلي.
لم يعد النقاش في بغداد عن من يمتلك قرار الحرب المنصوص عليه في الدستور العراقي، فالسؤال الأهم الآن كيف يمكن تفادي هذه الحرب وآثارها المدمرة على بلد منهك سياسياً واقتصادياً وأمنياً؛ مما يتطلب خارطة طريق تشمل عدة مستويات وأهمها المسار الدبلوماسي لإخراج العراق من دوامة الحرب التي يمر بها الشرق الأوسط ويكون ذلك بالالتزام بمبدأ التوازن الذي سارت عليه الحكومات العراقية، المبدأ الذي كُسر بسبب الفصائل المسلحة التي شكلت الحكومة الحالية واعتماد خطاب خارجي يتسم بالحياد الشديد، وعدم استفزاز الأطراف العربية والدولية، وكذلك عدم إظهار العراق على أنه دولة جسرية لتهديد الدول الأخرى. إن عدم طرح مبادرة دبلوماسية خاصة أثرت من أن لا يبرز العراق كـ«طرف محايد»، خصوصاً وأن العراق يمتلك علاقات «نادرة» مع القوى الفاعلة بالحرب، ويتطلب ممارسة ضغط دبلوماسي بجولة عربية أو عالمية لغرض تنضيج المبادرة أو حتى قيادة حراك ضاغط على الدول الغربية يمكن أن يُنهي حالة الصراع في المنطقة، ومع مرور الوقت يبدو أنه فقد زمام المبادرة نتيجة إرادة الجماعات المسلحة.
إن مبادرة المملكة العربية السعودية التي شكلت على أساسها التحالف الدولي للاعتراف بدولة فلسطين، تعد أفضل ما قدم لهذه القضية؛ التي يتوجب على الحكومة العراقية الالتحاق بها والإعلان عن تأييدها كحل عربي متقدم، بحكم أن هذا التحالف الذي تقوده الرياض يمثل مساراً ومنهجاً يضمن الاستقرار للمنطقة ولبقية الدول التي يمكن أن تتأثر بتداعيات الحرب، فضلاً عن ذلك يمكن لبغداد؛ كي تتجنب الحرب، العمل على رفع مستوى الحديث مع الولايات المتحدة الأمريكية للتأثير على حليفتها إسرائيل بضرورة إبعاد الجغرافية العراقية عن دائرة القصف، وبذات الوقت من الضروري لحكومة السوداني، والعراق على شفا الحرب، أن يخوض مفاوضات سريعة مع إيران لوقف تحفيز حلفائها العراقيين بدمج بلدهم بوحدة الجبهات، والانتقال تالياً داخلياً بحصر السلاح بيد الدولة وبشكل فعلي وعاجل.
لا شك أن معطيات الإحراج السياسي والدبلوماسي والترقب الصعب للحكومة العراقية يتطلب مقاربات مختلفة، وهي أمام مسؤولية وطنية، رغم أنها في الربع الأخير من عمرها الدستوري، لإنقاذ العراق وعدم الاكتفاء بردات الفعل تجاه بعض المواقف الداخلية وأخذ زمام المبادرة وعدم انتظار التسويات الإيرانية، فكل المؤشرات تؤكد بأن الدولة العراقية قد لا تصمد أمام الضربات، بالتالي سيجعلها غير قادرة على احتوائها ومن ثم سيواجه العراق منعطفات جذرية كبيرة كنتيجة حتمية لهذه الحرب.
لم يعد النقاش في بغداد عن من يمتلك قرار الحرب المنصوص عليه في الدستور العراقي، فالسؤال الأهم الآن كيف يمكن تفادي هذه الحرب وآثارها المدمرة على بلد منهك سياسياً واقتصادياً وأمنياً؛ مما يتطلب خارطة طريق تشمل عدة مستويات وأهمها المسار الدبلوماسي لإخراج العراق من دوامة الحرب التي يمر بها الشرق الأوسط ويكون ذلك بالالتزام بمبدأ التوازن الذي سارت عليه الحكومات العراقية، المبدأ الذي كُسر بسبب الفصائل المسلحة التي شكلت الحكومة الحالية واعتماد خطاب خارجي يتسم بالحياد الشديد، وعدم استفزاز الأطراف العربية والدولية، وكذلك عدم إظهار العراق على أنه دولة جسرية لتهديد الدول الأخرى. إن عدم طرح مبادرة دبلوماسية خاصة أثرت من أن لا يبرز العراق كـ«طرف محايد»، خصوصاً وأن العراق يمتلك علاقات «نادرة» مع القوى الفاعلة بالحرب، ويتطلب ممارسة ضغط دبلوماسي بجولة عربية أو عالمية لغرض تنضيج المبادرة أو حتى قيادة حراك ضاغط على الدول الغربية يمكن أن يُنهي حالة الصراع في المنطقة، ومع مرور الوقت يبدو أنه فقد زمام المبادرة نتيجة إرادة الجماعات المسلحة.
إن مبادرة المملكة العربية السعودية التي شكلت على أساسها التحالف الدولي للاعتراف بدولة فلسطين، تعد أفضل ما قدم لهذه القضية؛ التي يتوجب على الحكومة العراقية الالتحاق بها والإعلان عن تأييدها كحل عربي متقدم، بحكم أن هذا التحالف الذي تقوده الرياض يمثل مساراً ومنهجاً يضمن الاستقرار للمنطقة ولبقية الدول التي يمكن أن تتأثر بتداعيات الحرب، فضلاً عن ذلك يمكن لبغداد؛ كي تتجنب الحرب، العمل على رفع مستوى الحديث مع الولايات المتحدة الأمريكية للتأثير على حليفتها إسرائيل بضرورة إبعاد الجغرافية العراقية عن دائرة القصف، وبذات الوقت من الضروري لحكومة السوداني، والعراق على شفا الحرب، أن يخوض مفاوضات سريعة مع إيران لوقف تحفيز حلفائها العراقيين بدمج بلدهم بوحدة الجبهات، والانتقال تالياً داخلياً بحصر السلاح بيد الدولة وبشكل فعلي وعاجل.
لا شك أن معطيات الإحراج السياسي والدبلوماسي والترقب الصعب للحكومة العراقية يتطلب مقاربات مختلفة، وهي أمام مسؤولية وطنية، رغم أنها في الربع الأخير من عمرها الدستوري، لإنقاذ العراق وعدم الاكتفاء بردات الفعل تجاه بعض المواقف الداخلية وأخذ زمام المبادرة وعدم انتظار التسويات الإيرانية، فكل المؤشرات تؤكد بأن الدولة العراقية قد لا تصمد أمام الضربات، بالتالي سيجعلها غير قادرة على احتوائها ومن ثم سيواجه العراق منعطفات جذرية كبيرة كنتيجة حتمية لهذه الحرب.