تكدس المشاهير ووعي المجتمع.. المعادلة تغيّرت!
الأربعاء / 13 / ربيع الثاني / 1446 هـ الأربعاء 16 أكتوبر 2024 00:03
أحمد الجميعة
المواقف الشخصية للمشاهير والمؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي لا تعني التعبير المطلق عن الحقيقة كما هي، أو نقل الواقع كما هو، أو حتى النقد الموضوعي الذي يعزز من التطوير والتحسين للأفضل، ولكنها تبقى في النهاية مجرد محتوى لكسب المزيد من المتابعين، وربما تضخيم الذات، وإشباع غرورها، أو إثارة الرأي العام بقصص لا ترقى لكل هذا التفاعل والردود حولها.
كل مشهور يخرج علينا بقصة أو موقف تعرّض له شخصياً في منزله، أو مقر عمله، أو في مكان عام؛ هو في النهاية يقيس حجم ظهوره أمام الجمهور، ويسوّق نفسه أمام أصحاب الإعلان والحملات الإعلامية تبعاً لذلك، والأخطر حينما يكون أداة لتنفيذ أجندات آخرين؛ لممارسة الإسقاط والتشويه والإساءة بشكل مباشر أو غير مباشر ضد الغير، سواءً مجتمعات أو كيانات رسمية، والهدف منها كما يعتقد الاقتراب أكثر من دوائر الاهتمام المؤسسي.
المهم في كل هذه الرحلة هو موقف الجمهور من محتوى المشاهير اليوم، حيث تأخذ ردود أفعالهم مراحل متعددة من التعرّض الانتقائي أولاً، ثم الوعي بالمضمون، مروراً بدرجة الاهتمام، ومستوى التقييم، ووصولاً إلى التبني للأفكار والمواقف، وهذه الأخيرة تجعل عيّنة من الجمهور أمام حالة ارتهان نفسية في القبول والإعجاب بما يقدمه المشهور في حسابه، وتبني خياراته وآرائه، وكأنه يشبههم أو قريب من واقعهم.
والأهم هو أن المشاهير والمؤثرين أصبحوا جزءاً من واقعنا، وحياتنا اليومية، كما أن التعرّض لمحتواهم أصبح تراكمياً على المدى القصير وليس البعيد، وبالتالي أصبح المجتمع التفاعلي مرهوناً بشكل أكبر بما يقدمه هؤلاء المشاهير، وتحديداً ممن تسيّدوا المشهد العام نسبياً، والرأي العام تبعاً لذلك.
اليوم تشهد حسابات التواصل الاجتماعي تكدساً من هؤلاء المشاهير؛ لدرجة أن السباق نحو طلب الشهرة مخيف ومزعج حتى من صغار السن، وزاد عليه تفويض بعض الأسر لأبنائها بأن يسلكوا هذا الطريق بحثاً عن المكسب المادي قبل كل شيء، ولكن اللافت أنه كلما زاد عدد المشاهير زاد وعي المجتمع بما يقدمونه، وهذه النقطة تحديداً أفرزت معها انقساماً حاداً ليس بين محتوى رفيع وهابط، ولكن بين مؤيد ومعارض، وهو ما جعل ردود الفعل تتوقف كثيراً عند مرحلة الوعي الجماهيري المتنامي، ولم تعد بقية المراحل الأخرى التي تليها من (الاهتمام والتقييم والتبني) متاحة لجميع المشاهير.
أقرب مثال الفنان عبدالله بالخير الذي ظهر علينا في محتوى يزعم فيه منعه من زيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي، ورغم أنه لا يحمل تصريحاً وفق النظام، إلّا أن المسؤولين عرضوا عليه التسجيل في التطبيق والتوجه لمركز «عناية» لمساعدته، ولكنه رفض بحكم أنه شخصية مشهورة -كما يقول، ونسي أن النظام على الجميع، وحاول أن يمرر في محتواه ما يسيء إلى هذا النظام الذي لا يستثني أحداً، ولكنه وجد نفسه أمام سيل من الانتقادات من الجمهور الواعي؛ ليس فقط من السعودية، ولكن من الجمهور العربي والإسلامي.
الدرس المستفاد لكل مشهور هو جزء من واقعنا اليوم أن يدرك أن الجمهور أصبح واعياً، وليس من السهل جداً أن يمرر أي رسالة لا تعكس هذا الواقع، وإلّا نبَذه الجميع، وتحول إلى محتوى من التندر والسخرية!
كل مشهور يخرج علينا بقصة أو موقف تعرّض له شخصياً في منزله، أو مقر عمله، أو في مكان عام؛ هو في النهاية يقيس حجم ظهوره أمام الجمهور، ويسوّق نفسه أمام أصحاب الإعلان والحملات الإعلامية تبعاً لذلك، والأخطر حينما يكون أداة لتنفيذ أجندات آخرين؛ لممارسة الإسقاط والتشويه والإساءة بشكل مباشر أو غير مباشر ضد الغير، سواءً مجتمعات أو كيانات رسمية، والهدف منها كما يعتقد الاقتراب أكثر من دوائر الاهتمام المؤسسي.
المهم في كل هذه الرحلة هو موقف الجمهور من محتوى المشاهير اليوم، حيث تأخذ ردود أفعالهم مراحل متعددة من التعرّض الانتقائي أولاً، ثم الوعي بالمضمون، مروراً بدرجة الاهتمام، ومستوى التقييم، ووصولاً إلى التبني للأفكار والمواقف، وهذه الأخيرة تجعل عيّنة من الجمهور أمام حالة ارتهان نفسية في القبول والإعجاب بما يقدمه المشهور في حسابه، وتبني خياراته وآرائه، وكأنه يشبههم أو قريب من واقعهم.
والأهم هو أن المشاهير والمؤثرين أصبحوا جزءاً من واقعنا، وحياتنا اليومية، كما أن التعرّض لمحتواهم أصبح تراكمياً على المدى القصير وليس البعيد، وبالتالي أصبح المجتمع التفاعلي مرهوناً بشكل أكبر بما يقدمه هؤلاء المشاهير، وتحديداً ممن تسيّدوا المشهد العام نسبياً، والرأي العام تبعاً لذلك.
اليوم تشهد حسابات التواصل الاجتماعي تكدساً من هؤلاء المشاهير؛ لدرجة أن السباق نحو طلب الشهرة مخيف ومزعج حتى من صغار السن، وزاد عليه تفويض بعض الأسر لأبنائها بأن يسلكوا هذا الطريق بحثاً عن المكسب المادي قبل كل شيء، ولكن اللافت أنه كلما زاد عدد المشاهير زاد وعي المجتمع بما يقدمونه، وهذه النقطة تحديداً أفرزت معها انقساماً حاداً ليس بين محتوى رفيع وهابط، ولكن بين مؤيد ومعارض، وهو ما جعل ردود الفعل تتوقف كثيراً عند مرحلة الوعي الجماهيري المتنامي، ولم تعد بقية المراحل الأخرى التي تليها من (الاهتمام والتقييم والتبني) متاحة لجميع المشاهير.
أقرب مثال الفنان عبدالله بالخير الذي ظهر علينا في محتوى يزعم فيه منعه من زيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي، ورغم أنه لا يحمل تصريحاً وفق النظام، إلّا أن المسؤولين عرضوا عليه التسجيل في التطبيق والتوجه لمركز «عناية» لمساعدته، ولكنه رفض بحكم أنه شخصية مشهورة -كما يقول، ونسي أن النظام على الجميع، وحاول أن يمرر في محتواه ما يسيء إلى هذا النظام الذي لا يستثني أحداً، ولكنه وجد نفسه أمام سيل من الانتقادات من الجمهور الواعي؛ ليس فقط من السعودية، ولكن من الجمهور العربي والإسلامي.
الدرس المستفاد لكل مشهور هو جزء من واقعنا اليوم أن يدرك أن الجمهور أصبح واعياً، وليس من السهل جداً أن يمرر أي رسالة لا تعكس هذا الواقع، وإلّا نبَذه الجميع، وتحول إلى محتوى من التندر والسخرية!