كتاب ومقالات

تمكين المرأة من التنميط إلى استعادة الكرامة

أشواق شتيوي ASHWAG_SHETEWI@

في بيئات تُختزل أدوار النساء إلى مجرد غريزة، يُحرم العالم من ثرواتهن الفكرية والإنسانية، تعاني الكثير من النساء من تنميط مستمر، حيث يُعاملن كسلع تُستغل وتُهمش أدوارهن الاجتماعية، أو كدمى يتلاعب البعض بمشاعرهن ويستهين بقدراتهن، ما يعمق من قهرهن.

تبدأ هذه الرحلة بسؤال جوهري: «من أنا؟»، لتغوص في أعماق ذاكرتها وهويتها، باحثةً عن مكانتها الحقيقية.. في لحظات التأمل العميق، تدرك المرأة أنها ليست مجرد وسيلة لتلبية احتياجات الآخرين فقط، بل هي كيان يحمل مشاعر وحقوقاً وآمالاً، دون تجاهل طبيعتها الإنسانية.. يتطلب هذا الوعي المكتسب شجاعة لمواجهة الصور النمطية الراسخة.

ببطء، تتطور قدرتها على التفكير النقدي، ما يساعدها على تمييز الصواب من الخطأ.. تضع حدوداً واضحة تحمي هويتها، وتتسلح بالمعرفة التي تمنحها القوة للدفاع عن نفسها.. ومع اكتساب هذه المهارات، تزداد ثقتها في اتخاذ قرارات حاسمة تؤثر في مسار حياتها.

تظهر هذه القوة الداخلية جليةً في مواجهتها لمن يحاولون استغلالها أو التلاعب بمشاعرها، بما في ذلك أولئك الذين يمارسون الابتزاز العاطفي كوسيلة للضغط.. فلم تعد المرأة ضحية سهلة، بل أصبحت قادرة على التعبير عن احتياجاتها ورغباتها بوضوح وثقة.. كل تجربة تخوضها تعزز من قوتها، ما يدفعها للتمسك بكرامتها بلا تردد.

تدرك أن تمكينها لا يقتصر على تحقيق ذاتها، بل يمتد ليشمل تأثيرها الإيجابي على حياتها وأفراد أسرتها. تُمثل الأسرة بالنسبة لها رمزاً للأمان والدعم، ومن خلال تعزيز الروابط الأسرية، تسهم في خلق بيئة تشجع على النمو والارتقاء.

بهذه الطريقة، تتحول المرأة من كائن مهمش إلى شخصية فاعلة، ترفض أن تُختزل إلى صورة نمطية.. هذا الوعي يعزز هويتها كإنسانة متكاملة، ليست سلعة ولا تابعاً، بل إنسان ذو كرامة.. تبني هوية متينة لا تهتز أمام الضغوط، وعندما تُمنح الفرصة لتكون صوتاً مسموعاً، تُحدث تأثيراً عميقاً ليس فقط في حياتها، بل في حياة من حولها.

أخيراً..

إن رحلة تمكين المرأة ليست مساراً ينتهي، بل تستمر مع كل خطوة تخطوها، حيث تُفتح آفاق جديدة لتحقيق العدالة.. وعيها وصوتها يدفعانها نحو مستقبل أكثر إشراقاً، حيث تُدرك دورها كقوة فاعلة تساهم في بناء حياة أفضل لنفسها ولعائلتها ومجتمعها، بعيداً عن التهميش أو الاختزال في أدوار محدودة.