لماذا يتطوع السعوديون ؟!
الأحد / 25 / ربيع الثاني / 1446 هـ الاثنين 28 أكتوبر 2024 00:10
خالد السليمان
في لقاء المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة بكتاب الرأي في ديوانية الجمعية السعودية لكتاب الرأي بمدينة جدة، أشار إلى القائمة الطويلة من المتطوعين للعمل في مجالات متخصصة وعامة تخدم احتياجات مخيمات اللاجئين ومواقع الأحداث التي يعمل المركز على تقديم خدماته الإنسانية فيها !
ذكر أن المركز يجد صعوبة في تلبية الرغبات لكثرة عدد المسجلين في قوائم التطوع، وجميعهم مدفوعون بحسهم الإنساني ورغبتهم العميقة في خدمة الإنسانية، مما يعكس تجذر ثقافة التطوع والبذل والعطاء في مجتمعنا السعودي !
عندما زرت مخيم اللاجئين السوريين في الزعتري، كان معظم العاملين في المركز الطبي السعودي وأقسام الخدمات وتوزيع المساعدات هم من أبناء وبنات المملكة، وكان هناك أطباء وجراحون تطوعوا لتقديم الرعاية الطبية وإجراء العمليات الجراحية، وأخصائيات نفسيات سعوديات تطوعن لمعالجة الآثار النفسية لمعاناة الحرب والتهجير التي عانت منها الأسر السورية، بل إن كثيراً من أطفال المخيم لم يعرفوا لهم وطناً غير المخيم، فقد ولدوا أو نشأوا فيه ولا تحمل ذكرياتهم أي شيء عن وطنهم الأم، كان هذا قاسياً ويختصر ألم هذه الحرب وما سببته من معاناة للسوريين !
تلك الزيارة غيرت نظرتي للكثير من شؤون الحياة، عندما وجدت أن أهم طلب يقدمه اللاجئون هو لوح للطاقة الشمسية لتشغيل ثلاجة صغيرة أو الحصول على جهاز تلفزيون صغير، شعرت بصغر الدنيا في عيني وأدركت اختلال الكثير من موازينها !
بعد تخرجهما من الثانوية العامة طلبت ابنتاي أن أسمح لهما بالسفر إلى زنجبار للعمل تطوعاً في بناء وتجهيز إحدى المدارس هناك، ضمن فريق متطوعين تنظمه إحدى الهيئات الإنسانية، في البداية خشيت عليهما من التجربة، خشية الأب الفطرية على سلامة أبنائه، لكن الأثر الذي تركته هذه التجربة الثرية في حياتهما كان بالغاً وما زال عميقاً ومؤثراً في كافة قرارات حياتهما !
باختصار.. التطوع لعمل الخير لا يسعد المحتاجين ويلبي احتياجاتهم بقدر ما يسعد النفس ويلبي احتياج شعور الرضا في أعماقنا !
ذكر أن المركز يجد صعوبة في تلبية الرغبات لكثرة عدد المسجلين في قوائم التطوع، وجميعهم مدفوعون بحسهم الإنساني ورغبتهم العميقة في خدمة الإنسانية، مما يعكس تجذر ثقافة التطوع والبذل والعطاء في مجتمعنا السعودي !
عندما زرت مخيم اللاجئين السوريين في الزعتري، كان معظم العاملين في المركز الطبي السعودي وأقسام الخدمات وتوزيع المساعدات هم من أبناء وبنات المملكة، وكان هناك أطباء وجراحون تطوعوا لتقديم الرعاية الطبية وإجراء العمليات الجراحية، وأخصائيات نفسيات سعوديات تطوعن لمعالجة الآثار النفسية لمعاناة الحرب والتهجير التي عانت منها الأسر السورية، بل إن كثيراً من أطفال المخيم لم يعرفوا لهم وطناً غير المخيم، فقد ولدوا أو نشأوا فيه ولا تحمل ذكرياتهم أي شيء عن وطنهم الأم، كان هذا قاسياً ويختصر ألم هذه الحرب وما سببته من معاناة للسوريين !
تلك الزيارة غيرت نظرتي للكثير من شؤون الحياة، عندما وجدت أن أهم طلب يقدمه اللاجئون هو لوح للطاقة الشمسية لتشغيل ثلاجة صغيرة أو الحصول على جهاز تلفزيون صغير، شعرت بصغر الدنيا في عيني وأدركت اختلال الكثير من موازينها !
بعد تخرجهما من الثانوية العامة طلبت ابنتاي أن أسمح لهما بالسفر إلى زنجبار للعمل تطوعاً في بناء وتجهيز إحدى المدارس هناك، ضمن فريق متطوعين تنظمه إحدى الهيئات الإنسانية، في البداية خشيت عليهما من التجربة، خشية الأب الفطرية على سلامة أبنائه، لكن الأثر الذي تركته هذه التجربة الثرية في حياتهما كان بالغاً وما زال عميقاً ومؤثراً في كافة قرارات حياتهما !
باختصار.. التطوع لعمل الخير لا يسعد المحتاجين ويلبي احتياجاتهم بقدر ما يسعد النفس ويلبي احتياج شعور الرضا في أعماقنا !