كتاب ومقالات

«كاميلا هاريس» المرتبكة !

خالد السليمان

لجوء مرشحة الحزب الديمقراطي كاميلا هاريس للهجمات الشخصية ضد ترمب ووصفه بالديكتاتوري الفاشي المعجب بجنرالات هتلر، يعكس حالة قلق المعسكر الديمقراطي من تزايد احتمالات فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية الأسبوع المقبل !

كانت المرشحة الديمقراطية تميز نفسها عن المرشح الجمهوري بخطاب يتسم بالاتزان والتهذيب مراهنة على نفور الجمهور من لغة الرئيس الأمريكي السابق الحادة والسليطة المليئة بالشتائم والهجمات الشخصية، حيث يميل الناخبون المترددون والمستقلون عادة للاهتمام بالمواضيع والبرامج الانتخابية أكثر من الهجمات الشخصية، لكنها خلال الأيام الماضية تحولت لتبني خطاب شرس مليء باتهامات وصفات لا أساس لها مما قد ينعكس عليها سلباً في النهاية !

لا تبدو هاريس في الشوط الأخير من الانتخابات مختلفة عن ترمب في لغة الخطاب، وهي تخسر هنا ميزتها الوحيدة كمرشحة متزنة، وحيث يتغلب عليها ترمب في الفوارق الأخرى من حيث وضوح برنامجه الانتخابي ومواقفه من القضايا المطروحة، بينما فشلت المرشحة الديمقراطية في بيان مواقفها من هذه القضايا وظهرت غالباً مرتبكة ومترددة ومتهربة من الإجابة عن الأسئلة في معظم المقابلات الحوارية التي تحدثت فيها، مما عزز شكوك خصومها بقدراتها وأهليتها لقيادة البلاد !

الميزة الوحيدة التي تملكها هاريس حالياً، هي أن هناك شريحة من الناخبين يصوتون لها لأنهم يصوتون ضد ترمب، وهذا لا يكسبها أصوات المترددين والمستقلين الذين لا يصوتون مدفوعين بعواطفهم بل بقناعاتهم من برامج ومواقف وخطابات المرشحين !

في العديد من لقاءات الشوارع التي يجريها مراسلو شبكات الأخبار الأمريكية النشطة هذه الأيام، عبّر العديد من الناخبين عن نيتهم التصويت لصالح ترمب رغم كراهيتهم له، لأنه أكثر وضوحاً في رسائله وبرامجه الانتخابية وقدرة على تولي المنصب، بينما امتنع آخرون عن التصويت لأي من المرشحين، وهنا يعتبر كل صوت يمتنع عن التصويت لهاريس هو في الحقيقة صوت لصالح ترمب، وهذه المعضلة تواجه هاريس في قواعد الديمقراطيين التقليدية كالسود والعرب وذوي الأصول الإسبانية !

برأيي كلما زاد توتر أحد المتنافسين ولجأ إلى تكتيكات متطرفة في أيامه الأخيرة دل ذلك على قياسه مؤشرات سلبية، وتعثره في الوصول للناخبين الذين يرجحون كفته في انتخابات متقاربة قد تفصل فيها فوارق ضئيلة من الأصوات !

باختصار.. يبدو ترمب أكثر زخماً واندفاعاً لتحقيق الفوز، لكن في الانتخابات الأمريكية لا شيء مضموناً أمام مفاجآتها !