مرحباً ألف «بريكس»..!
الخميس / 29 / ربيع الثاني / 1446 هـ الجمعة 01 نوفمبر 2024 00:02
أسامة يماني
يفتن كثيرون بما تصوره الدعاية الغربية من تقدم غربي وناتجه القومي وتقنياته المتطورة، وفي ذات الوقت يصوّر خصومه بالضعف الاقتصادي والتقني والفساد الاجتماعي. شديد الْخَطَر في هذه الدعاية أن من يقولون بها يصدقونها ويخدعون أنفسهم قبل غيرهم مما جعل الفيلسوف إيمانويل تود يتنبأ بهزيمة الغرب كما تنبأ بسقوط الاتحاد السوفياتي.
الغرب كان مقتنعاً بأن الاقتصاد الروسي ضعيف، وسينهار ولن يصمد أمام العقوبات الاقتصادية بعد الحرب على أوكرانيا. وقد ثبت أن علم الاقتصاد السياسي الغربي الزائف قد انكشف في تلك الحرب وأن مفهوم الناتج المحلي الإجمالي لم يعد قادراً على تفسير الحقيقة، نظراً لأن الغرب يقيمونه على أساس الناتج المحلي بسعر صرف متدنٍ للروبل دون النظر إلى الناتج المحلي الإجمالي (القوة الشرائية) والصناعة وقدراتها التي تزداد وغير ذلك من أسباب موضوعية.
إن النيوليبرالية والعولمة والسياسات الاقتصادية التي تعمّق التفاوت الطبقي، والفقاعة الكبيرة للقطاع المالي الغربي كل ذلك لا يمكّن الغرب من أكل القروض ولا أكل الديون، ثم إن التقنيات الغربية المتقدمة لا يمكن تطويرها في غياب وجود سلسلة التوريد المتوفرة عند دول بريكس.
بريكس تمثل فرصة للتجمع والاستثمار والبنية التحتية ورفع مستوى الدخل وتحسين معيشة سكانها وخلق أبدال أكثر بعيداً عن نظام مالي غربي يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أولاً ومعسكرها الغربي ثانياً. فدولة مثل الهند يمينية تميل إلى الغرب لكنها تنظر لمصالحها، لذا فقد وجدت في بريكس مصلحة لاقتصادها، علما أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد كل حليف أن يخضع مصالحه الاقتصادية لمصالح واشنطن مثل الدول الأوروبية التي انتحرت لمصلحة اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية. وكما قال أحد الرؤساء الأفارقة: واشنطن تعطي محاضرات في حين أن الصين تبني مستشفى أو جسراً أو طريقاً.
الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم حقوق الإنسان كقوة ناعمة ضد كل من يبحث عن مصالحه. الولايات المتحدة الأمريكية أبعد ما تكون عن حقوق الإنسان، فالشرطة الأمريكية تقتل سنوياً ١٠٠٠ ألف شخص ولا سيما من السود. وسوء التغذية وعدم المساواة والفقر والفساد المستشري، «فبينما تُظهِر تلك الإشارات الغربية أن الغرب متفوق بفارق كبير على خصومه، يُظهِر الفرق بين عدد وَفِيَّات الأطفال الرضع في روسيا والولايات المتحدة الأمريكية أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر فساداً من روسيا، وبينما يتجه الروس إلى الوظائف التي تتقدم بها الأمم يتجه الأمريكيون أكثر فأكثر إلى وظائف قطاع الخدمات والقانون والتمويل، وهي الوظائف التي لا تُوجِد القيمة وإنما تنقلها فقط داخل الاقتصاد، وقد تقضي عليها في بعض الأحيان».
الدعاية الغربية وحقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من أدوات الحرب الذي يشنها على الدول الأخرى، وذلك ما يصرح به المسؤولون، كما قال «كولن باول» حقوق الإنسان جزء من الفريق القتالي ومضاعفة القوة. لهذا تستخدم واشنطن منظمات المجتمع المدني لخدمة مصالحها الاستعمارية وتوظيف الخونة في الدول الأخرى بل ولا تتوانى عن البحث عن الخونة بواسطة المنصات الاجتماعية. يقول الفيلسوف تود «بالأرقام كيف تقدمت روسيا وتخلفت الولايات المتحدة الأمريكية؛ فقد صارت الولايات المتحدة تنتج من السيارات ومن القمح أقل مما كانت تنتجه في ثمانينيات القرن الماضي، بل إنها أصبحت تُكوّن مهندسين أقل ممن تُكوّنهم روسيا، وهذا ليس قياساً بعدد السكان فحسب، بل وفق الأرقام المطلقة، هذا فضلاً عن النقص الحاد في شهادات الدكتوراه التي حصل عليها الأمريكيون في مجال الهندسة في العقود الأخيرة».
بريكس العالم القادم بقوة إلى عالم الصناعة والموارد الأولية وسلسلة التوريدات والقادر على الوقوف أمام النظام المالي العالمي الذي تمتلك الولايات المتحدة تأثيراً كبيراً فيه، حيث إنها البلد الوحيد الذي لديه ما يكفي من الحصص في صندوق النقد الدّولي (IMF) لمنع تمرير بعض القرارات الهامة التي تحتاج إلى أغلبية خاصة لتُوافق. وكذلك في البنك الدولي التي تمتلك فيه الولايات المتحدة أيضاً القوة التصويتية الأكبر.
- من الناحية العملية، تحتاج قرارات البنك الدّولي إلى توافق واسع بين الدول الأعضاء الكبرى.
بريكس فرصة للتجمع والاستثمار والتعاون الاقتصادي والتجاري والتكامل المالي بما في ذلك تعزيز نظم الدفع البديلة والتنوع الجغرافي والسياسي وتعزيز التنوع في العلاقات الخارجية وتقليل الاعتماد على التحالفات التقليدية، الصوت الموحد في الساحة الدولية بالإجماع واتخاذ مواقف موحدة، يمكن لدول بريكس أن تلعب دوراً أكبر في التأثير على القضايا العالمية مثل التجارة، وحوكمة الإنترنت، والتغير المناخي، والإصلاحات في المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، التنمية المستدامة، التمويل والتنمية. مرحباً ألف بريكس.
الغرب كان مقتنعاً بأن الاقتصاد الروسي ضعيف، وسينهار ولن يصمد أمام العقوبات الاقتصادية بعد الحرب على أوكرانيا. وقد ثبت أن علم الاقتصاد السياسي الغربي الزائف قد انكشف في تلك الحرب وأن مفهوم الناتج المحلي الإجمالي لم يعد قادراً على تفسير الحقيقة، نظراً لأن الغرب يقيمونه على أساس الناتج المحلي بسعر صرف متدنٍ للروبل دون النظر إلى الناتج المحلي الإجمالي (القوة الشرائية) والصناعة وقدراتها التي تزداد وغير ذلك من أسباب موضوعية.
إن النيوليبرالية والعولمة والسياسات الاقتصادية التي تعمّق التفاوت الطبقي، والفقاعة الكبيرة للقطاع المالي الغربي كل ذلك لا يمكّن الغرب من أكل القروض ولا أكل الديون، ثم إن التقنيات الغربية المتقدمة لا يمكن تطويرها في غياب وجود سلسلة التوريد المتوفرة عند دول بريكس.
بريكس تمثل فرصة للتجمع والاستثمار والبنية التحتية ورفع مستوى الدخل وتحسين معيشة سكانها وخلق أبدال أكثر بعيداً عن نظام مالي غربي يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أولاً ومعسكرها الغربي ثانياً. فدولة مثل الهند يمينية تميل إلى الغرب لكنها تنظر لمصالحها، لذا فقد وجدت في بريكس مصلحة لاقتصادها، علما أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد كل حليف أن يخضع مصالحه الاقتصادية لمصالح واشنطن مثل الدول الأوروبية التي انتحرت لمصلحة اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية. وكما قال أحد الرؤساء الأفارقة: واشنطن تعطي محاضرات في حين أن الصين تبني مستشفى أو جسراً أو طريقاً.
الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم حقوق الإنسان كقوة ناعمة ضد كل من يبحث عن مصالحه. الولايات المتحدة الأمريكية أبعد ما تكون عن حقوق الإنسان، فالشرطة الأمريكية تقتل سنوياً ١٠٠٠ ألف شخص ولا سيما من السود. وسوء التغذية وعدم المساواة والفقر والفساد المستشري، «فبينما تُظهِر تلك الإشارات الغربية أن الغرب متفوق بفارق كبير على خصومه، يُظهِر الفرق بين عدد وَفِيَّات الأطفال الرضع في روسيا والولايات المتحدة الأمريكية أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر فساداً من روسيا، وبينما يتجه الروس إلى الوظائف التي تتقدم بها الأمم يتجه الأمريكيون أكثر فأكثر إلى وظائف قطاع الخدمات والقانون والتمويل، وهي الوظائف التي لا تُوجِد القيمة وإنما تنقلها فقط داخل الاقتصاد، وقد تقضي عليها في بعض الأحيان».
الدعاية الغربية وحقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من أدوات الحرب الذي يشنها على الدول الأخرى، وذلك ما يصرح به المسؤولون، كما قال «كولن باول» حقوق الإنسان جزء من الفريق القتالي ومضاعفة القوة. لهذا تستخدم واشنطن منظمات المجتمع المدني لخدمة مصالحها الاستعمارية وتوظيف الخونة في الدول الأخرى بل ولا تتوانى عن البحث عن الخونة بواسطة المنصات الاجتماعية. يقول الفيلسوف تود «بالأرقام كيف تقدمت روسيا وتخلفت الولايات المتحدة الأمريكية؛ فقد صارت الولايات المتحدة تنتج من السيارات ومن القمح أقل مما كانت تنتجه في ثمانينيات القرن الماضي، بل إنها أصبحت تُكوّن مهندسين أقل ممن تُكوّنهم روسيا، وهذا ليس قياساً بعدد السكان فحسب، بل وفق الأرقام المطلقة، هذا فضلاً عن النقص الحاد في شهادات الدكتوراه التي حصل عليها الأمريكيون في مجال الهندسة في العقود الأخيرة».
بريكس العالم القادم بقوة إلى عالم الصناعة والموارد الأولية وسلسلة التوريدات والقادر على الوقوف أمام النظام المالي العالمي الذي تمتلك الولايات المتحدة تأثيراً كبيراً فيه، حيث إنها البلد الوحيد الذي لديه ما يكفي من الحصص في صندوق النقد الدّولي (IMF) لمنع تمرير بعض القرارات الهامة التي تحتاج إلى أغلبية خاصة لتُوافق. وكذلك في البنك الدولي التي تمتلك فيه الولايات المتحدة أيضاً القوة التصويتية الأكبر.
- من الناحية العملية، تحتاج قرارات البنك الدّولي إلى توافق واسع بين الدول الأعضاء الكبرى.
بريكس فرصة للتجمع والاستثمار والتعاون الاقتصادي والتجاري والتكامل المالي بما في ذلك تعزيز نظم الدفع البديلة والتنوع الجغرافي والسياسي وتعزيز التنوع في العلاقات الخارجية وتقليل الاعتماد على التحالفات التقليدية، الصوت الموحد في الساحة الدولية بالإجماع واتخاذ مواقف موحدة، يمكن لدول بريكس أن تلعب دوراً أكبر في التأثير على القضايا العالمية مثل التجارة، وحوكمة الإنترنت، والتغير المناخي، والإصلاحات في المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، التنمية المستدامة، التمويل والتنمية. مرحباً ألف بريكس.