في أي مرتبة أنتم؟
الخميس / 13 / جمادى الأولى / 1446 هـ الجمعة 15 نوفمبر 2024 00:01
ريهام زامكه
يُقال إن أول مراتب الحب (الهوى) وهو ميل القلب، ثم (العلاقة) وهي الحب الملازم للقلب، ثم (الكلف) وهو الحب الذي يشغل القلب، ثم (العشق) وهو أكثر الحب وأعذبه، ثم (الشغف) وهو أن يبلغ الحب شغاف القلب فيملكه، ثم (الجوى) وهو الهوى الباطن الذي يتغلل في النفس، ثم (التيم) وهو أن يستعبد الحب صاحبه المُتيم، ثم (التبل) وهو أن يسقم الحب صاحبه، ثم (الوله) وهو ذهاب العقل من شدة الحب، ثم (الهيام) وهو أن يهيم المُحب على وجهه كالمجنون.
يعني الخلاصة لجميع الحالات السابقة للعاشقين لخصتها السِت أم كلثوم في سطر عندما غنت وقالت:
(أهل الحب صحيح مساكين) وهم بالفعل كذلك.
أعجبتني هذه المراتب، وقرأتها على صديقاتي وقلت لهن: (العاشق يرفع إيده) فرفعت منهن من رفعت مع اختلاف مراتبهن العاطفية والعقلية بالطبع، إلا واحدة أعرف تماماً أنها غرقانة (لشُوشتها) في الحب لكنها لزمت الصمت واكتفت بالاستماع وكانت ملامح وجهها وقلبها لا تبشر بالخير، فقلت في نفسي: أكيد (في الجو غيم)!
بعدها دار نقاش عميق بين معشر العاشقات عن العلاقات والحب، وكان الحديث بين مدٍ وجزر، وعندما احتد الكلام قررت صديقتنا العاشقة الصامتة أن تنطق فحدثتنا عن مأساتها مع من تحب، وقالت إنها تعدت جميع مراحل الحب هذه إلى أن وصلت في حكايتها إلى طريق مسدود!
فلا هي قادرة على التراجع ولا هي قادرة أيضاً على الاستمرار.
وفي رأيي هذه هي أسوأ مرحلة قد يصل إليها أي مُحب.
وفي الواقع مثل تلك العلاقات لا أفهمها لكني أتفهم (جبروت الحُب) اللعين وهيمنته عندما يطغى على كل ذرة عقل ويُلغيها، ويجعل المُحب دائماً يرى بصيص أمل قد يُواسي قلبه العليل فيه، وأتفهم كيف يصيب الحب العاشق (بالشلل) الحَركي والفكري معاً، وأتفهم كيف يُفقد المرء صوابه ووقاره بمجرد أن يشعر بالغيرة أو بالخوف وعدم الأمان في علاقته العاطفية.
إن كيمياء الحب هذه غريبة بالفعل وتحتاج لقلب لا يؤمن بأي منطق ولا أي حدود ولا أي عقلانية، لأن للحب قدسية موحدة، وأن تُحب يعني أن يرزقك الله بمن تشعر أنه يُكمّلك، ويُجمّلك، ويحتويك، ويحبك، ويشعرك بالأمان، والسعادة ومعنى الحياة، وهو أن يحفظك في وجودك وحتى في غيابك لأنك دائماً في قلبه.
لن أطيل عليكم أكثر، فأنا وبرغم أن الحب شيء عظيم لا أحب (الدراما) بشتى أنواعها، فباقي تفاصيل الحكاية لا تهمكم أو تهمني في شيء، ما يهمني فقط هو حال العشاق (المساكين) وحال صديقتي العليلة وقلبها وما تبقى لها من عقلها.
خصوصاً بعدما تدخلت العظيمة «أم كلثوم» حينها في الموضوع، وقطعت أحاديثنا وكأنها جاءت لتكحلها (فعَمتها)، فصوتها كان يملأ أرجاء المكان وهي تُصر وتقول: (كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله...)، لم أملك بعدها إلا أن أقول عظمة على عظمة يا سِتّ! ثم أعدتها مرةً أخرى بصوتٍ منخفض خوفاً من رد فعل صديقتي المجنونة، فقد رمقتني بنظرة غير ودية، ولمحت بجانبها مزهرية ولم يكن فيها ولا حتى وردة (بلاستيك).
وعلى كل حال؛ أصدقوني القول يا أعزائي:
في أي مرتبة من مراتب الحُب أنتم الآن؟ عن نفسي جالسة ومتربعة على (مرتبة) سريري يالله من فضلك.
يعني الخلاصة لجميع الحالات السابقة للعاشقين لخصتها السِت أم كلثوم في سطر عندما غنت وقالت:
(أهل الحب صحيح مساكين) وهم بالفعل كذلك.
أعجبتني هذه المراتب، وقرأتها على صديقاتي وقلت لهن: (العاشق يرفع إيده) فرفعت منهن من رفعت مع اختلاف مراتبهن العاطفية والعقلية بالطبع، إلا واحدة أعرف تماماً أنها غرقانة (لشُوشتها) في الحب لكنها لزمت الصمت واكتفت بالاستماع وكانت ملامح وجهها وقلبها لا تبشر بالخير، فقلت في نفسي: أكيد (في الجو غيم)!
بعدها دار نقاش عميق بين معشر العاشقات عن العلاقات والحب، وكان الحديث بين مدٍ وجزر، وعندما احتد الكلام قررت صديقتنا العاشقة الصامتة أن تنطق فحدثتنا عن مأساتها مع من تحب، وقالت إنها تعدت جميع مراحل الحب هذه إلى أن وصلت في حكايتها إلى طريق مسدود!
فلا هي قادرة على التراجع ولا هي قادرة أيضاً على الاستمرار.
وفي رأيي هذه هي أسوأ مرحلة قد يصل إليها أي مُحب.
وفي الواقع مثل تلك العلاقات لا أفهمها لكني أتفهم (جبروت الحُب) اللعين وهيمنته عندما يطغى على كل ذرة عقل ويُلغيها، ويجعل المُحب دائماً يرى بصيص أمل قد يُواسي قلبه العليل فيه، وأتفهم كيف يصيب الحب العاشق (بالشلل) الحَركي والفكري معاً، وأتفهم كيف يُفقد المرء صوابه ووقاره بمجرد أن يشعر بالغيرة أو بالخوف وعدم الأمان في علاقته العاطفية.
إن كيمياء الحب هذه غريبة بالفعل وتحتاج لقلب لا يؤمن بأي منطق ولا أي حدود ولا أي عقلانية، لأن للحب قدسية موحدة، وأن تُحب يعني أن يرزقك الله بمن تشعر أنه يُكمّلك، ويُجمّلك، ويحتويك، ويحبك، ويشعرك بالأمان، والسعادة ومعنى الحياة، وهو أن يحفظك في وجودك وحتى في غيابك لأنك دائماً في قلبه.
لن أطيل عليكم أكثر، فأنا وبرغم أن الحب شيء عظيم لا أحب (الدراما) بشتى أنواعها، فباقي تفاصيل الحكاية لا تهمكم أو تهمني في شيء، ما يهمني فقط هو حال العشاق (المساكين) وحال صديقتي العليلة وقلبها وما تبقى لها من عقلها.
خصوصاً بعدما تدخلت العظيمة «أم كلثوم» حينها في الموضوع، وقطعت أحاديثنا وكأنها جاءت لتكحلها (فعَمتها)، فصوتها كان يملأ أرجاء المكان وهي تُصر وتقول: (كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله...)، لم أملك بعدها إلا أن أقول عظمة على عظمة يا سِتّ! ثم أعدتها مرةً أخرى بصوتٍ منخفض خوفاً من رد فعل صديقتي المجنونة، فقد رمقتني بنظرة غير ودية، ولمحت بجانبها مزهرية ولم يكن فيها ولا حتى وردة (بلاستيك).
وعلى كل حال؛ أصدقوني القول يا أعزائي:
في أي مرتبة من مراتب الحُب أنتم الآن؟ عن نفسي جالسة ومتربعة على (مرتبة) سريري يالله من فضلك.