أخبار

هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟

صواريخ أمريكا تؤجج حرب أوكرانيا..

صورايخ «أتاكمز» الأمريكية التي بدأت تستخدمها القوات الأوكرانية.

عبدالله الغضوي (إسطنبول) GhadawiAbdullah@

يصب منح أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى (أتاكمز) لاستهداف العمق الروسي في تغذية الصراع المتنامي بين الطرفين ومنحه أبعاداً إستراتيجية وانعكاسات سياسية مهمة، تنعكس بالدرجة الأولى على الرد الروسي المحتمل في حال تم استخدام هذه الصواريخ في استهداف مواقع إستراتيجية أو عبر توسيع نطاق العمليات العسكرية. ومن المتوقع أن تتخذ روسيا من استخدام هذه الصواريخ ذريعةً للتصعيد المحتمل من جانبها، أو استهداف الدعم الغربي لأوكرانيا بشكل مباشر.

وفي السياق، قد ينعكس هذا الإجراء الذي اتخذته إدارة الرئيس جو بايدن على التوتر بين روسيا والغرب، ويكون سبباً إضافياً في تصاعده، إذ قد تعتبر موسكو استخدام الصواريخ الأمريكية ضدها ضلوعاً مباشراً من واشنطن في الحرب ضدها، ما يهدد الدبلوماسية بين البلدين، ويلوح بإجراءات انتقامية من شأنها أن تزيد المشهد تعقيداً. ومن الانعكاسات التي تظهر إثر استخدام هذه الصواريخ، احتمالية تغيير قواعد اللعبة، إذ قد تمكن هذه الصواريخ أوكرانيا من استهداف مراكز قيادة أو بنية تحتية عسكرية داخل روسيا، ما يشكل ضغطاً إضافياً على موسكو، قد يؤدي إلى إعادة تموضع القوات الروسية أو تعزيز الدفاعات الجوية بشكل مكثف.

وعلى صعيد الانعكاسات، من المتوقع أن تواجه الدول الداعمة لأوكرانيا انتقادات وضغوطات داخلية وخارجية إثر التصعيد من جهة، وقد يتسبب تعزيز الدعم الغربي لكييف، في تقوية موقفها التفاوضي مستقبلاً من جهة أخرى.

ومع تصاعد الخسائر وتفاقم ضغوط الحرب، تزداد احتمالية التوصل لتسوية سياسية عبر المفاوضات والوساطات الدولية لتجنب المزيد من التدهور والحد من الخسائر على كافة الأصعدة ولكافة الأطراف.

ويفتح هذا التطور في مسار الحرب بين الطرفين الباب أمام مرحلة أكثر خطورة في الصراع الروسي-الأوكراني، قد تمتد تداعياتها إلى النظام الدولي ككل، إذ ستكون القرارات القادمة سواء من موسكو أو كييف أو العواصم الغربية، حاسمة في تحديد مسار الصراع.

ولا تزال ملامح الحرب الروسية في أوكرانيا تتسم بالتعقيد والغموض، ولكن هناك عدة سيناريوهات محتملة لمستقبل هذا الصراع، بناءً على التطورات الأخيرة والمواقف الدولية، إذ يتمثل أحد السيناريوهات المتوقعة في استمرار الحرب لفترة طويلة، من خلال اعتماد كل طرف على استنزاف الطرف الآخر عسكريًا واقتصاديًا، إلا أن هذا السيناريو يعتمد على استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا، مقابل استمرار قدرة روسيا على تحمل العقوبات الاقتصادية والتحديات العسكرية، وبالتالي ينتج عنه دمار أكبر، وتراجع في الاقتصادات، وارتفاع التوتر العالمي.

وعلى صعيد محتمل، قد يتجه الصراع نحو التصعيد واستخدام الأسلحة المتطورة كالصواريخ بعيدة المدى أو الأسلحة غير التقليدية، أو توسيع نطاق الحرب لتشمل دولاً ومناطق جديدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف الناتو، وهو ما يزيد من مخاطر نزاع عالمي.

وقد يبدو تجميد الصراع بين الطرفين أحد السيناريوهات المطروحة، في حال وصول الطرفين إلى حالة من الجمود العسكري؛ بمعنى أنه لا حرب ولا سلام، فيما لا تبنى على هذه الفرضية نتائج وتحولات في مركزية الصراع ومساره.