كتاب ومقالات

مهرجان الصقور هوية وإرث

الحق يقال

أحمد الشمراني

لطالما كانت الصقور - ولا تزال - جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والتراث والهوية السعودية، حيث تمثل هواية الصقارة رمزًا للأصالة والتاريخ، وتعكس الصلة الوثيقة بين الإنسان والطبيعة في شبه الجزيرة العربية، إذ تحرص المملكة على إبراز هذا الجانب التراثي المهم وتعريف الأجيال الجديدة بأبعاده الحضارية من خلال مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، الذي أصبح منصة عالمية تستقطب الصقّارين من جميع أنحاء العالم.

المهرجان، الذي يتضمن مسابقتي الملواح والمزاين اللتين تُظهران المهارات الاستثنائية للصقّارين وصقورهم، بات يحتل مكانة مميزة عالميًا بدخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية ثلاث مرات، تأكيدًا لريادته وحجمه الاستثنائي، فالمهرجان حقق في عامه الأول مشاركة 1723 صقرًا، وفي عامه الثاني مشاركة 2350 صقرًا، في حين وصل بعامه الثالث إلى 2654 صقرًا، ليثبت بذلك قدرة المملكة على تنظيم فعاليات تراثية على مستوى عالمي، مما يضعها في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال.

كما يشهد المهرجان نموًا ملحوظًا في المشاركات الدولية عاماً بعد عام، حيث يستقطب صقّارين دوليين، ما يعكس مكانته كوجهة عالمية لعشاق الصقور، ويوفّر فرصة للتنافس في أجواء احترافية وملتقى للتبادل الثقافي والمعرفي بين المشاركين والزوار، ولعل هذا التوسع الدولي يعكس التزام المملكة بتعزيز التراث السعودي وجعله نقطة جذب عالمية.

ومع ازدياد شعبية المهرجان دوليًا، أصبحت المملكة مركزًا عالميًا للصقور وتربيتها، وتساندها الجهود الكبيرة في الحفاظ على البيئة الطبيعية للصقور وإطلاق المبادرات العالمية لحمايتها، عبر نادي الصقور السعودي، الذي يعمل على تقديم برامج تدريبية وتوعوية تبرز أهمية الحفاظ على التراث مع مراعاة الاستدامة البيئية.

وفي مهرجان يحمل اسم المؤسس، نتطلع إلى المزيد من التألق وتحقيق المزيد من الإنجازات، ليرسخ مكانة المملكة كوجهة عالمية رائدة للصقور والصقارين.