سورية.. «مستقبل غامض»
بين استقرار هش وصراع محتمل
الجمعة / 19 / جمادى الآخرة / 1446 هـ الجمعة 20 ديسمبر 2024 02:23
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
ما زالت منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات متسارعة وعميقة تُنذر بإعادة رسم ملامحها الجيوسياسية لعقود قادمة.انهيار النظام السوري يُعدّ فصلاً جديداً في سلسلة الأزمات الإستراتيجية التي أشعلتها أحداث 7 أكتوبر 2023، إذ كشفت هذه التطورات هشاشة المحور المعروف بـ«محور المقاومة»، خصوصا في ظل التصدعات الخطيرة التي طالت بنيته الداخلية.
لقد أحدث سقوط النظام السوري فراغاً إستراتيجياً كبيراً أعاد تشكيل قواعد اللعبة الإقليمية. «فسورية الأسد»، التي كانت جبهة مباشرة مع إسرائيل وممراً حيوياً لدعم القدرات العسكرية لحزب الله، فقدت هذا الدور المحوري مع انهيار النظام. ونتيجة لذلك، وجد حزب الله نفسه أمام تحديات متزايدة، أبرزها تنامي نفوذ المعارضة السنية في سورية، ما قد يؤدي إلى إعادة خلط الأوراق في المشهد الإقليمي. في خضم ذلك، تحولت الأنظار الدولية نحو سورية، بعد أن كانت مركزة على لبنان وغزة، وسط تصاعد التساؤلات حول مستقبل البلاد.
فهل ستشهد سورية انتقالاً سياسياً يمهد لنظام جديد، أم أنها تتجه نحو فوضى شبيهة بتجربة ليبيا؟.. سيناريوهات متباينة ترسم ملامح مستقبلٍ غامض، فيما يبقى مصير سورية مفتوحاً على كل الاحتمالات.
السيناريو الأول «إيجابي»: الاستقرار النسبي ونموذج سياسي جديد: ويتمحور هذا السيناريو حول الانتقال السياسي السلس الجاري الذي قد يُفضي إلى بناء نظام سياسي شامل، يحترم التعددية ويوفّر مساحة أمان لمختلف الطوائف. ويلعب أحمد الشرع دور القائد الجديد، متبنياً خطاباً معتدلاً يُركز على الوحدة الوطنية وحماية حقوق الأقليات وضمان الحريات الفردية والدينية. وهنا يُطرح السؤال: هل يستطيع الشرع وفريقه صياغة عقد اجتماعي جديد يُعيد بناء مؤسسات الدولة ويُعزز استقرارها؟ الإيجابية في هذا المسار تكمن في أن التيارات الإسلامية المعتدلة التي تمثل القوة السياسية الأبرز اليوم، تبدو أكثر براغماتية من نماذج سابقة كـ«داعش»، حيث تسعى إلى تجنب السيناريوهات الكارثية التي عصفت بدول أخرى.
وإذا ما تحقق هذا النهج، فقد يشهد السوريون نظاماً سياسياً جديداً يُعيد هيكلة الجيش ويضمن التمثيل العادل لمكونات المجتمع: المسيحيين، الدروز، الأكراد، العلويين، وبقية الأطياف.
السيناريو الثاني «سلبي»: الفوضى والانقسام على الجانب الآخر: ويحمل هذا السيناريو صورة قاتمة، حيث قد يؤدي تفكك التحالفات الهشة إلى نزاعات داخلية بين الفصائل الحاكمة والطوائف المختلفة.
ويُخشى أن تُهيمن قوى إسلامية متطرفة، سواء مستلهمة نموذج «طالبان» أو أيديولوجيا الإخوان المسلمين على المشهد في حال انهيار السلطة المركزية.هذه الفوضى قد تُشعل نزاعات دموية وانتقامية بين الأطراف المختلفة، وتفتح المجال لتدخلات إقليمية ودولية تزيد من تعقيد المشهد. كما أن دعم بعض الدول الراعية للحركات الإسلامية المتشددة قد يُشكّل تهديداً خطيراً لاستقرار دول الجوار، ما يجعل المنطقة برمتها على حافة الانفجار. سورية ليست مجرد دولة في قلب الشرق الأوسط؛ إنها حجر الزاوية في معادلات المنطقة بأسرها. وانهيارها يعني نشوء فراغ أمني وسياسي يُهدد استقرار الدول المحيطة. ومع غياب السيطرة المركزية، قد تصبح سورية أرضاً خصبة للتدخلات الخارجية، سواء من قبل القوى الإقليمية أو الدولية، التي تسعى لاستغلال هذا الفراغ لتحقيق مصالحها.
ولا شك أن استقرار سورية هو استقرار المنطقة، سورية اليوم تقف عند نقطة تحوّل تاريخية. والمساران المحتملان يحملان فرصاً وتحديات هائلة. لكن تحقيق استقرار حقيقي ومستدام لن يكون ممكناً دون تضافر الجهود بين الداخل والخارج. فالخيار الإيجابي يتطلب حكمة سياسية وشجاعة في اتخاذ قرارات جذرية تعيد بناء العقد الاجتماعي. أما السيناريو الثاني، فإنه قد يعصف ليس فقط بسورية، بل بأمن المنطقة برمتها، ويضع الجميع أمام مستقبل شديد الضبابية.
لقد أحدث سقوط النظام السوري فراغاً إستراتيجياً كبيراً أعاد تشكيل قواعد اللعبة الإقليمية. «فسورية الأسد»، التي كانت جبهة مباشرة مع إسرائيل وممراً حيوياً لدعم القدرات العسكرية لحزب الله، فقدت هذا الدور المحوري مع انهيار النظام. ونتيجة لذلك، وجد حزب الله نفسه أمام تحديات متزايدة، أبرزها تنامي نفوذ المعارضة السنية في سورية، ما قد يؤدي إلى إعادة خلط الأوراق في المشهد الإقليمي. في خضم ذلك، تحولت الأنظار الدولية نحو سورية، بعد أن كانت مركزة على لبنان وغزة، وسط تصاعد التساؤلات حول مستقبل البلاد.
فهل ستشهد سورية انتقالاً سياسياً يمهد لنظام جديد، أم أنها تتجه نحو فوضى شبيهة بتجربة ليبيا؟.. سيناريوهات متباينة ترسم ملامح مستقبلٍ غامض، فيما يبقى مصير سورية مفتوحاً على كل الاحتمالات.
السيناريو الأول «إيجابي»: الاستقرار النسبي ونموذج سياسي جديد: ويتمحور هذا السيناريو حول الانتقال السياسي السلس الجاري الذي قد يُفضي إلى بناء نظام سياسي شامل، يحترم التعددية ويوفّر مساحة أمان لمختلف الطوائف. ويلعب أحمد الشرع دور القائد الجديد، متبنياً خطاباً معتدلاً يُركز على الوحدة الوطنية وحماية حقوق الأقليات وضمان الحريات الفردية والدينية. وهنا يُطرح السؤال: هل يستطيع الشرع وفريقه صياغة عقد اجتماعي جديد يُعيد بناء مؤسسات الدولة ويُعزز استقرارها؟ الإيجابية في هذا المسار تكمن في أن التيارات الإسلامية المعتدلة التي تمثل القوة السياسية الأبرز اليوم، تبدو أكثر براغماتية من نماذج سابقة كـ«داعش»، حيث تسعى إلى تجنب السيناريوهات الكارثية التي عصفت بدول أخرى.
وإذا ما تحقق هذا النهج، فقد يشهد السوريون نظاماً سياسياً جديداً يُعيد هيكلة الجيش ويضمن التمثيل العادل لمكونات المجتمع: المسيحيين، الدروز، الأكراد، العلويين، وبقية الأطياف.
السيناريو الثاني «سلبي»: الفوضى والانقسام على الجانب الآخر: ويحمل هذا السيناريو صورة قاتمة، حيث قد يؤدي تفكك التحالفات الهشة إلى نزاعات داخلية بين الفصائل الحاكمة والطوائف المختلفة.
ويُخشى أن تُهيمن قوى إسلامية متطرفة، سواء مستلهمة نموذج «طالبان» أو أيديولوجيا الإخوان المسلمين على المشهد في حال انهيار السلطة المركزية.هذه الفوضى قد تُشعل نزاعات دموية وانتقامية بين الأطراف المختلفة، وتفتح المجال لتدخلات إقليمية ودولية تزيد من تعقيد المشهد. كما أن دعم بعض الدول الراعية للحركات الإسلامية المتشددة قد يُشكّل تهديداً خطيراً لاستقرار دول الجوار، ما يجعل المنطقة برمتها على حافة الانفجار. سورية ليست مجرد دولة في قلب الشرق الأوسط؛ إنها حجر الزاوية في معادلات المنطقة بأسرها. وانهيارها يعني نشوء فراغ أمني وسياسي يُهدد استقرار الدول المحيطة. ومع غياب السيطرة المركزية، قد تصبح سورية أرضاً خصبة للتدخلات الخارجية، سواء من قبل القوى الإقليمية أو الدولية، التي تسعى لاستغلال هذا الفراغ لتحقيق مصالحها.
ولا شك أن استقرار سورية هو استقرار المنطقة، سورية اليوم تقف عند نقطة تحوّل تاريخية. والمساران المحتملان يحملان فرصاً وتحديات هائلة. لكن تحقيق استقرار حقيقي ومستدام لن يكون ممكناً دون تضافر الجهود بين الداخل والخارج. فالخيار الإيجابي يتطلب حكمة سياسية وشجاعة في اتخاذ قرارات جذرية تعيد بناء العقد الاجتماعي. أما السيناريو الثاني، فإنه قد يعصف ليس فقط بسورية، بل بأمن المنطقة برمتها، ويضع الجميع أمام مستقبل شديد الضبابية.