ملحمة الكفاح

تتجدد ذكرى ليست بأي ذكرى.. وتاريخ لا ينسى.. تاريخ راسخ في ذهن كل مواطن سعودي ولد ونشأ على أرض هذا الوطن الطاهر النقي كقادته وشعبه ، تمر ذكرى موحد هذه الأمة والبلاد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز إنها ذكرى عطرة.. لمَّ فيها الشتات وأزال الصراعات ووحد الصفوف، وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً ثم بحنكته وحكمته طيب الله ثراه الذي جعل منهج هذه الدولة القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تحت راية (لا إله إلا الله.. محمد رسول الله)
وهكذا يظل اليوم الوطني يوماً مجيداً وعظيماً، كان وقتها النواة الأولى لأن تكون المملكة الآن في أزهى وأبهى وأجمل صورة ودولة يشار لها بالبنان في تماسكها وترابطها وتلاحم شعبها ونموها وتطورها وازدهارها. ففي اليوم الأول للميزان تحل الذكرى لتتويج ملحمة الكفاح والجهاد التي قادها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ لاستعادة ملك الآباء والأجداد والتي استمرت لأكثر من ثلاثين عاما وتوجت بإعلان قيام المملكة العربية السعودية كدولة تستظل براية التوحيد وتستمد نهجها في كل شؤونها من نبع الشريعة الإسلامية الغراء الذي لا ينضب والمرتكز على كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم. وفي السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ أصدر الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ مرسوما ملكياً يحمل الرقم 2716 يقضي بتغيير اسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية وذلك اعتباراً من يوم الخميس الأول من الميزان عام 1309هـ/ش الموافق 21 جمادى الأولى 1351هـ - الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 1932م، واعتبر هذا اليوم التاريخي المجيد موعدا للاحتفال باليوم الوطني للمملكة في كل عام تسجيلا لذكرى إقامة هذا الكيان الذي جمع شمل الأمة ووحد أركانها تحت مظلة راية التوحيد كثمرة لملحمة البطولة والجهاد التي قادهـا الملك عبدالعزيز منذ أكثر من مائة عام. ومنذ فجر التاريخ والجزيرة العربية تحظى باهتمام من قبل كافة التجمعات البشرية المحيطة بها والبعيدة عنها، وكذلك أصبحت المملكة محط أنظار كافة دول العالم نظراً لموقعها الاستراتيجي ومكانتها التاريخية والدينية، باعتبارها تضم على أرضها الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي يفد إليها المسلمون من كافة بقاع الأرض.
عبدالله سعد الاحمري