زوايا متخصصة

القيادي السوري حسن صوفان لـ «عكاظ»: جهات خارجية تسعى لتقويض السلم الأهلي

أكد أن السعودية تلعب دوراً إيجابياً ولديها قبول واسع لدى السوريين

القيادي حسن صوفان يتحدث للزميل عبدالله الغضوي في دمشق.

عبدالله الغضوي (دمشق) GhadawiAbdullah@

هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها القيادي في الإدارة السورية الجديدة حسن صوفان إلى الإعلام، فهو من القيادات الصامتة في «أحرار الشام»، والأمر كذلك في الإدارة الجديدة التي يعتبر من أبرز وجوهها.

وحين علم بأن صحيفة «عكاظ» تطلب الحوار معه كشخصية قيادية مسؤولة عن الأمن والاستقرار في الساحل السوري، تحركت لديه ذكريات عمله في المملكة ومتابعته الدائمة للصحيفة.

صوفان، القيادي البارز في «أحرار الشام» والحليف الإستراتيجي لقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، تحدث عن دوره في مناطق الساحل وإعادة الأمن والاستقرار فضلاً عن رؤية الإدارة على مستوى إعادة الاستقرار ونزع فتيل أي توتر اجتماعي. وكشف أرقامًا كبيرة في ما يتعلق بمجرمي الحرب المتورطين بدماء الشعب السوري، مشددا على أن رؤساء الأجهزة الأمنية في النظام الهارب على قائمة المطلوبين للمحاسبة لما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب.

قبول واسع لدى السوريين

• كيف تنظر القيادة الجديدة في سورية إلى دور المملكة العربية السعودية؟

•• المملكة العربية السعودية هي جهة محببة لنا شعباً وأرضاً وحكومة.. حالة التداخل العاطفي والنفسي كبيرة جداً.. حتى على مستوى مواصفات الشعب.. المملكة بكل تأكيد لها قبول واسع لدى الشعب السوري وهي دوماً لعبت دوراً إيجابياً، خصوصاً على مستوى الدعم الإنساني، وبالتالي نرى أن دور المملكة الآن في مساندة الدولة الجديدة سيكون له الأثر الإيجابي الواسع على الصعيد العربي والدولي، وهو دور مرحب به على أساس التاريخ والجغرافيا والأمن الإقليمي، فأمن السعودية من أمن سورية والعكس صحيح.

• كيف ترى الرجل الذي انتقل من الحالة الأمنية الغائبة عن الأنظار لحالة الظهور المباشر والتماس مع المجتمع؟

•• أية حالة انتقالية ستتضمن طابعاً جديداً وتحديات ناشئة وهذا يشملني ويشمل آخرين من أمثالي.. لكن عظم المسؤولية المتعلقة بحماية البلد وسلمها الأهلي وكذلك الحاجة الملحة للانتقال السريع بها من حالة عدم الاستقرار الأولي الذي رافق سقوط نظام شامل متجذر إلى حالة الأمن والاستقرار الشامل، كل ذلك قلل من تلك التحديات وجعلها لا تذكر مقارنة بالمصالح المترتبة على الظهور وتحمل المسؤوليات وإيصال الرسائل الإيجابية المتضمنة للحماية والتطمين والتهدئة على مستوى مكونات الشعب..

وحمل المرء لهذه القضية العليا والرسالة المفيدة والبناءة لبلده يجعله يقلل من تلك التحديات وأثرها.. ويجعل من حالة الانتقال من العمل في الظل إلى التعرض للأضواء أمراً سلساً وانسيابياً.

تطبيق المسار الإستراتيجي

• ما هو دورك في القيادة الجديدة؟•• أنا مكلف بالتأكد من صحة تطبيق المسار الإستراتيجي المتعلق بالساحل السوري لأنه متضمن لرعاية الحالة الطائفية المتعددة، وهذا موضوع حساس وأهميته توجب ضرورة المتابعة والمراقبة، ولن أغادر مسؤولياتي في الساحل السوري حتى أتأكد من استقرار هذا المسار.. هذا الأمر هو أكبر من التوصيف أو النفوذ أو المفاهيم المرتبطة بالسلطة.. هذا الأمر هو فوق السلطة.. المغزى والمعنى من شرعية الدولة الناشئة ينبثق من النجاح في هذه المهمة وتحقيق الانسجام المجتمعي وعلاقات الأخوة بين الناس ولا علاقة لها بتكليف.. هي دور وواجب.. لمجرد أنك تمتلك رصيداً شعبياً وثورياً ورصيداً في المجتمع يحتم عليك القيام بهذه المهمة.. ووجود شبكة علاقات أصدقاء قدامى في الجامعة أو جيران في المنزل أو رفاق على الدرب وغير ذلك.. يخلق حالة مساعدة للوصول إلى ذلك الهدف.

حالة تراكمية معقدة

• ما هي إستراتيجيتك ليكون المسار على السكة الصحيحة، هل في الاجتماع والاقتراب من الوجهاء وشيوخ الدين أم مزيج من استخدام القوة والتفاوض وإطلاق مسار اجتماعي؟•• بالتأكيد المشهد السوري هو حالة تراكمية معقدة.. تعقيدها يعود لعقود سابقة.. وازداد التعقيد تعقيداً خلال الـ14 سنة الأخيرة.. ما يقتضي حزمة من الإجراءات.. ولا يمكن الاكتفاء بمسار واحد.. أزعم أنه عبارة عن عدة مسارات متوازية تبدأ في وقت واحد ويوضع كل مسار في مكانه ويوجه لأهله.. وهذه المسارات لا بد أن يكون هناك أولوية لبعضها.. بحيث تتسارع أكثر من غيرها.. لكن يجب أن تبدأ مع بعضها.. وكل خط يسير بالسرعة التي تقتضيها أهميته المطلوبة لتحقيق الهدف.. مثلاً الحالة الأمنية والوصول للأمان.. هي الأولوية رقم واحد.. يجب أن يكون هذا الخط متسارعاً.. لكن داخل هذا الخط نفسه.. له إجراءات.. وهو مرتبط بمسارات.. بداية تكون هناك حالة تطمين.. له وتيرة منفصلة.. يرتبط بعودة الخدمات.. لإراحة الناس.. ويكون مرتبطاً بنوع مع العدالة الاجتماعية المتعلقة بشعور الشعب بأن الظالمين وأكابر المجرمين الذين مارسوا هذا الظلم المتراكم منذ سنوات هم قيد الملاحقة.. هذا المسار أيضاً يجب أن يكون حاضراً حتى يشعر عموم الشعب المضطهد بأن هذا الأمر مأخوذ بالحسبان عند القيادة وأن جراحاتهم ليست مهملة.. وفي الوقت نفسه يجب أن يكون التعامل مع هذا الملف دقيقاً للغاية والدائرة فيه محددة جداً.. فاتساع دائرة المحاسبة يمكن أن يقود إلى الفوضى.

اكتشاف الرؤوس المجمع عليها

• الكثير يتساءل عن معايير القيادة الجديدة في عملية ملاحقة مجرمي الحرب أو فلول النظام السابق، ما هي الأسماء المتوفرة لديكم وأولويتها؟

•• الآن دعنا نتكلم عن معايير ومواصفات أكثر من أرقام وتفاصيل.. لأن الدخول في التفاصيل في هذه اللحظة غير متاح ويقود للتشويش.. لذلك تجب مراعاة المرحلة لحين ترتيب الموضوع بالشكل القانوني والطريقة المناسبة لوضع الشعب السوري.. هو سيحتاج لإجمال.. سيعتمد على اكتشاف الرؤوس المجمع عليها.. لدى كل طوائف الشعب السوري.. أولها الطائفة العلوية نفسها.. هناك أسماء مجمع عليها أن أياديها ملطخة بالدماء.. وهي ورطت الشعب بكافة طوائفه..

محاكمات وعملية قضائية

• بما أن هذه الأسماء متفق عليها فبالإمكان أن تزودني ببعضها كونها لا تثير جدلاً؟•• سأعطيك أوصافاً.. لأن الهيكلية المعمول بها قديماً في مناطق النظام البائد و«الداتا» غير متوفرة للجميع.. ما يجعلني أركز على مواصفات.. مثلاً رؤساء الأفرع الأمنية.. أناس شاركوا بشكل مباشر بتعذيب وقمع وقتل السوريين... كل الهيكلية العليا للأمن.. هم أناس تلطخت أيديهم بالدماء.. وكانت داخلة بكامل قوتها وزخمها مع المليشيات المعادية للشعب السوري ومع أجهزة النظام بكل ممارساته العدائية ضد الشعب.. أيضاً مديرو السجون العسكرية خاصة والمشهورة منها.. كل من ألحق الإيذاء والضرر الجسدي على نطاق واسع لدرجة أنه اشتهر به.. وتواتر عنه حتى في سياق التجارة.. البعض كان يستخدم التعذيب والقتل والاغتصاب والقمع حتى في مسار التجارة.. تستخدم الأذرع الأمنية للحد الذي استفاض.. هناك قسم آخر يوجد ما يثبت تورطه في حال انطلاق العملية القضائية وأمكن البدء بالمحاكمات.. سيخرج جزء من الشعب السوري يحدد جهات معينة ويطلب مقاضاتها وسوف يمكن إيجاد الأدلة عليها.. وستوجد جهات وأناس لا يمكن تحديد أو إثبات جرائمهم ويمكن أن يفلتوا من العقوبة لعدم وجود الأدلة الكافية.

ضبط الأمن وعودة

الحياة لطبيعتها

• البعض يخشى أن يجركم الشارع الثوري إلى مزيد من الترهل أو الاستهانة بما يجري من تجاوزات.. وفي الوقت نفسه لا تتمكن القيادة الجديدة من كبح عواطف الشارع.. كيف يتم التوازن بين الكفتين؟•• أنا أعتقد أن كل جهة أو كل طرف أو كل مكون من مكونات الشعب السوري يحتاج التعامل معه إلى خطة من قبل القيادة.. بحيث يتم الاحتراز مما يجب الاحتراز منه.. ومن ذلك النقطة التي ذكرتها.. هي أمر من الناحية العملية وارد.. ولكن من الناحية النظرية أنا متأكد أنه مأخوذ بالحسبان.. ومرتبط بمدى وسرعة انضباط الأمن وعودة الحياة إلى طبيعتها.. سوف تكون المعايير برأيي أشد.. ولكن التراكم الهائل واستمرارية اكتشاف الجرائم حتى لحظتنا الراهنة تجعل الشارع عرضة للتقلبات المنطقية والمحقة.. وبالتالي هذا سوف يرفع أو يخفض هامش المرونة والاحتواء من قبل القيادة لهذا الشارع بحسب التطورات.. فعلى سبيل المثال إذا ارتفع منسوب الأمن وانضبطت الأمور.. القيادة سوف تشدد المعايير.. لأنها أصبحت قادرة على السيطرة على الشارع وتوجيهه للمسار الصحيح.. الإرادة الجازمة لتوجيه الشارع إلى الطريق الصحيح موجودة لدى القيادة.. مدى السرعة في الوصول لهذا الأمر مرتبط بالإنجاز الأمني والخدمي.. الذي من شأنه أن يهدئ الخواطر ويساهم باستتباب الأمن.. لذلك من أراد أن يساعد الشعب السوري الآن يجب عليه أن يسارع في دعمه وإعادة الخدمات وإغلاق الثغرات الموجودة بسبب حالة الانتقال من نظام قديم إلى دولة ناشئة مع هذا التراكم والمخاطر وبالتالي هذا هو الوقت الأنسب لتقديم المساعدة في إغلاق جانب ضعف الخدمات وهو جانب قسري وخارج عن الإرادة وفوق قدرتنا.. فمن أراد أن يساعد الشعب السوري فليساعده بعودة الخدمات ويكون بذلك يساعد أيضاً القيادة الجديدة على استتباب الأمن وضبط المعايير وإيقاف ردود الأفعال.

أرقام المجرمين كبيرة

• برأيك.. كم يبلغ عدد المطلوبين المرتكبين جرائم بحق الشعب السوري؟•• أنا أتوقع من حيث الواقع أرقاماً كبيرة ولكن لا أتوقع من حيث إمكانية الثبوت أن تكون كبيرة جداً.. حالة الإجرام الممنهج التي مارسها النظام.. ولا أتكلم هنا عن مسار أو معطيات.. ولكن أتوقع أن يشكّل هؤلاء عدداً كبيراً.. تبعاً لماكينة السلطة التي استخدمها النظام البائد في القمع والتي كانت كبيرة جداً.. وورط قيادات بالانتهاكات ما جعلهم يدافعون عن النظام لآخر لحظة.. فأتوقع أن الأرقام كبيرة لكن على مستوى الثبوت سوف تقل الأرقام وفقاً للمعايير المعمول بها، وكل هذا مرتبط بوجود آلية قضاء عادلة تبدأ بالعمل بعيدا عن ردود الأفعال وضغط الشارع.

• ما هو أكثر ما تعاني منه ويشغل تفكيرك وتواجه فيه تحديات؟

•• كوني ابن مدينة اللاذقية عروس الساحل السوري فإن أكثر ما أرغب به هو سرعة الوصول لحالة الاستقرار الأمني والخدمي والمجتمعي للساحل السوري خصوصاً ولجميع أرجاء سورية عموماً كي يبدأ قطار النهضة والبناء.

• وما أكثر الأشياء التي ترهق تفكيرك وتشغل ذهنك في متابعة هذا المسار؟•• جهات خارجية خطرة تعمل على تقويض السلم الأهلي بسبب عدم الوصول للحالة المرضية من الأمن والاستقرار، هذا أكثر ما أخشاه سواء كانت جهات داخلية أو خارجية، ونحن نعلم أن جماعة «داعش» موجودة داخلياً، وفي مناطق إقليمية أخرى لها أذرع متمثلة في فلول النظام التي تعرف وعلى يقين أن حالة الاستقرار ستؤدي لسرعة محاكمتها، ولذلك تسعى بكل ما أوتيت من قوة لخلط الأوراق لعرقلة حالة الاستقرار التي تؤدي لسرعة محاكمتها.

إرادة حازمة وآليات للتسريع

• البعض يقول إن القيادة الجديدة جيدة لكنها لا تقوم باللازم وليس لديها الكفاءات ولا يمكنها ملء الفراغ؟•• المسألة لها شقان: الأول هو السياق التاريخي الذي يجب أخذه بالحسبان.. سقوط نظام شمولي كان يقوم لحدٍ ما بذر الرماد بالعيون بموضوع الخدمات.. ولكن حتى الخدمات التي كان يقدمها كانت بالحد الأدنى من النوعية والكمية والانتظام.. وإذا ما قورنت بالخدمات في مناطق الثورة سابقاً فلن تجد أي مجال للمقارنة.. بالتالي سقوط نظام شمولي بشكل مفاجئ يجب أخذه بالحسبان.. حين تسقط الأنظمة فجأة ذلك له تبعات خاصة مع وجود ردود أفعال وإحراق للمباني الحكومية والسرقات، ولا تنسى أن النظام كان يشكّل خطراً على جميع دول المنطقة من حيث نشر الكبتاغون والمخدرات وأول ما نشرها داخل سورية.. نحن الآن أمام أحياء بالكامل منتشر فيها الكبتاغون.. نشره النظام وربى عليه أجيالاً.. وبمجرد سقوطه انتشرت حالة من الفوضى وتوقفت الخدمات قسريا بسبب تخريب الممتلكات ولا يمكن تجاهل هذا السياق.

والشق الثاني: السياق الواقعي والربط بين الأسباب والمسببات.. هل يوجد تقصير.. يوجد تقصير وقصور.. ولكن الإرادة الحازمة لدى القيادة الجديدة موجودة لتتجاوز هذا الأمر، وقد وضعت الآليات التي تسرع في الخروج من هذا الوضع.

تخفيف الإجراءات البيروقراطية

• وما هي الآليات في كل هذا العمل وما تقولونه؟•• مثلاً.. موضوع طلبات التجنيد والانتساب بدأت في عدة محافظات على صعيد الشرطة والأمن وتم تخفيف المعايير والإجراءات البيروقراطية لسرعة تأمين العدد الكافي لضبط الأمن، وتم تبني هذا المسار وسيظهر قريباً على أرض الواقع..

ثانياً: في ما يتعلق بالأموال والمخصصات سرق بشار الأسد وأعوانه مقدرات الشعب وهربوا.. وسحبت أرصدة هائلة من الأموال بشكل مخطط له مسبقاً، وهذه أموال الشعب ويفترض أن تكون متاحة للقيادة الجديدة.. وبدأت القيادة بتخصيص ما هو تحت يدها من موارد وهي قليلة ولكن بدأت حالة التوزيع والاعتماد على الخطط السابقة المعتمدة في حكومة الإنقاذ بهياكلها وبالأموال المتاحة، ووضعت الحكومة الجديدة يدها عليها وسيترتب على ذلك تحسن سريع بالنسبة المتاحة، وبدء عمليات الرقابة لحد ما، ورفع تقارير عن الحالة الأمنية والعسكرية لسد الثغرات. وبالتأكيد خلال الأيام الأولى كان من الصعب وجود حالة رقابية ومن المتوقع خلال فترة وجيزة أن تمضي الأمور في مسارها المناسب وتكون الرقابة من الدولة حافزاً ومشجعاً لماكينات الدولة للمضي قدماً.

• ما هي الرسالة التي توجهها لفلول النظام وللمجتمع العلوي في سورية؟•• أقول لهم: في ما يخص الفلول لقد بلغت معاناة الشعب السوري أرقاماً قياسية في هذا القرن بسببكم وستدفعون ثمن ما فعلتموه والشعب بجميع مكوناته كشف جرائمكم ولن يسمح بالعودة إلى الوراء، ويجب أن تكفوا أيديكم وتتوقفوا عن التحريض فأي تدخل منكم لم يعد مجدياً، والدولة الجديدة أخذت بالحسبان مساعيكم الخبيثة وسوف تواجهها بكل حزم مع تجنب الوقوع في الفخ الذي تريدونه جراء محاولات ضرب الأمن والاستقرار، لذلك سيكون العلاج موضعياً بأعمال جراحية دقيقة، ولن تبلغوا مرادكم وسوف يحال بينكم وبين ما تشتهون بينهم.

بالنسبة للطائفة العلوية أنا أقول: إنكم مكون أصيل من مكونات الشعب السوري، ونظام الأب الهالك والابن الهارب أحرق الطائفة وزج بها في متاهات سحيقة وأراد وضع مصيرها في مهب الريح، ولكن الدولة الجديدة ملتزمة بأمنكم وأمانكم ومستقبلكم، لذلك أن يكون هناك قرار واع بالتبرؤ الحقيقي من النظام وفلوله والاصطفاف مع الدولة الجديدة وبالصبر على حالات تجاوز فردية والتي هي قيد المعالجة الفورية من القيادة، وبعد مدة قصيرة ستهدأ النفوس وتزول الهواجس ويشعر الجميع بالأمن والأمان ويدرك الجميع أن البلد مقبل على مسارات ستؤدي إلى التطور والازدهار لجميع أفراد الشعب بطرق متنوعة بديعة تحقق المقصود.

هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها القيادي في الإدارة السورية الجديدة حسن صوفان إلى الإعلام، فهو من القيادات الصامتة في «أحرار الشام»، والأمر كذلك في الإدارة الجديدة التي يعتبر من أبرز وجوهها. وحين علم بأن صحيفة «عكاظ» تطلب الحوار معه كشخصية قيادية مسؤولة عن الأمن والاستقرار في الساحل السوري، تحركت لديه ذكريات عمله في المملكة ومتابعته الدائمة للصحيفة.

صوفان، القيادي البارز في «أحرار الشام» والحليف الإستراتيجي لقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، تحدث عن دوره في مناطق الساحل وإعادة الأمن والاستقرار، فضلاً عن رؤية الإدارة على مستوى إعادة الاستقرار ونزع فتيل أي توتر اجتماعي.

وكشف أرقاماً كبيرة في ما يتعلق بمجرمي الحرب المتورطين بدماء الشعب السوري، مشدداً على أن رؤساء الأجهزة الأمنية في النظام الهارب على قائمة المطلوبين للمحاسبة لما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب.