حسن ومرقص

نجم الدين أحمد ظافر

قرأت كغيري الهجوم على عادل امام نتيجة تمثيله لشخصية واعظ مسيحي في فيلم حسن ومرقص، فقررت مشاهدة الفيلم من هذه الزاوية لأرى هل فعلا هناك تهجم على الإسلام كما ادعى البعض أم هو تطرف زائد عن حده. الفيلم درامي ممزوج بالكوميديا يناقش مشاكل المجتمعات التي تتشكل من أكثر من دين. لكنني لم أجد فيه ما يدعو للسخط بل دخلته مرة أخرى لعل شيئا فاتني في المرة الأولى. ورغم ان للفيلم فكرة ورسالة واضحة ويلامس وتراً حساساً بتلك المجتمعات إلا انه وللأسف لم يستطع ان يخرج بحل جذري للمشاكل التي طرحها. وقد يكون للمخرج يد في ذلك أو لأن الفيلم ناقش قضية فيها تحريم عندما تطرق لزواج المسيحي من المسلمة عن غير قصد لأن الأحداث هي من أوجدت هذه القضية. فقد جابه الفيلم العقيدة لكل دين والموروثات الاجتماعية التي تظهر فجأة على وجوه الممثلين. لقد أتقن عادل إمام دور الواعظ المسيحي كما أتقن عمر الشريف دور الشيخ المسلم، ومع هذا فقد راعت الشركة المنتجة الديانة الأصلية لكل من الممثلين فتنكر الواعظ المسيحي بشخصية رجل مسلم وتنكر الشيخ المسلم بشخصية رجل مسيحي وفي هذا إرضاء للجميع. أعود للتنكر الذي تم من قبل الدولة فهي أرادت حمايتهما من الاغتيال كونهما شخصيتين معتدلتين وهناك مجموعات متطرفة من كل طائفة تريد قتلهما. الفيلم يمر بأحداث طريفة كوميدية جيدة ودرامية نشاهد من خلالها كيف تتكون العلاقات الاجتماعية والتجارية على أساس مظهر الشخصية دون جوهرها شاهدناها في تصرفات الشخصيتين وعائلاتهما لجهلهم بعادات وتقاليد الدين الذي نسبوا اليه. إلا أن النهاية الدرامية والاشتباك بين ابناء الطائفتين يذكر بأن الصراع قد ينفجر لكن لم تكن هناك اسباب قوية ولا أحداث حصلت تدعو لمثل هذا الاشتباك. أما التكاتف الذي ظهر بين العائلتين المسلمة والمسيحية في نهاية العرض ووسط الاشتباك فهو افتراض أراد المخرج إنهاء الفيلم به ليخرج عادل امام ويصرح بعد العرض الاول بأنه ضد المتطرفين من الطرفين في اشارة واضحة بأنه رمز قومي وطني للطائفتين كونه مثل شخصية المسلم والمسيحي في فيلم واحد يستطيع ان يفرض التعايش بتشابك الأيدي في اشارة للوحدة الوطنية.
najmzafer@hotmail.com

للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548
تبدأ بالرمز 102 مسافة ثم الرسالة