الحكاك يكشف الوجه الآخر لحكاوي المعلمين

بعيداً عن صرامة الدوام المدرسي

عبدالله الصقير (جدة)

بعيداً عن حسابات (نصاب الحصص) ومتاعب التحضير يكشف المعلمون وجهاً آخر لصرامة المربين وجديتهم المخيفة أحياناً للطلاب المستجدين ممن لم يألفوا تقطيبات الجبين غير الإرادية، ربما حيث يتخلون عن كل هذه المستلزمات اللازمة أحياناً لغرس القيم وتهذيب الناشئة.. لتتبدى شخصيات غاية في الظرف واللياقة تنطلق مع قفشاتها المرحة تعليقات تعكس نفوسهم المهمومة بهواجس الوطن.. يقول أحدهم ساخراً من نفسه بشكل لاذع.. أمضيت العام الماضي مهووسا لإنجاح طلاب الصف الذي أشرف عليه وكنت فخوراً بما حققوه من نجاحات وتفوق بينما رسب ابنائي الذين تركت متابعة دروسهم ومراجعتها لزوجتي المعلمة التي تفانت هي الأخرى لإنجاح طالباتها.
ويضيف ممعنا في سخريته لا أدري ماذا يقول أقاربنا الذين أجتهد حاليا لتفادي مقابلتهم هربا من الحرج الذي سيستمر حتى ظهور نتائج الدور الثاني .
الرحلة البرية التي شارك فيها عدد من المعلمين وسط منطقة الحكاك الرائعة بأجوائها الربيعية وخضرتها وينابيعها المترقرقة.. أخرجت الكثير من المخبأ لاسيما أن المدرسين درجوا في مثل هذه الرحلات على رفع الكلفة والانطلاق بلا حدود نتيجة لحميمية التواصل بين الربع بعيدا عن لقاءات اليوم الدراسي .
يقول التربوي المتقاعد راجح الحارثي أمضيت في مجال التعليم 33 عاماً وما يثلج صدري انني أرى غرسي يزهر ويثمر فمئات من طلابي يعملون في مختلف المواقع ولهذا فأنا فخور بهذا الإنجاز الذي يتفاعل مع الحياة يومياً.
الحارثي رغم تقاعده في العام الماضي إلا أنه ظل لصيقا بزملائه حريصا على التواصل معهم خصوصا في الرحلات البرية.
أجواء الحكاك فتحت شهية المعلمين للحديث عن السياحة التي يرون أنها جديرة بالتدريس كمادة وثيقة الارتباط بالاقتصاد والتاريخ مما يتطلب كما يقول عدد من هؤلاء المعلمين في مناهج التعليم العام كما كشفت الرحلة عن مواهب دفينة لدى البعض حيث تفتقت قرائحهم بأشعار رقيقة وخيال فوتوغرافي صورته قصائدهم .