كتبت في تاريخ 12 رجب 1429هـ - الموافق 15 يوليو 2008م، مقالاً في جريدة عكاظ تحت عنوان «على من ستقام الحجة»، وتحدثت فيه عن التدخين في الأماكن العامة بشكل عام، وتناولت فيه موضوع التدخين في مطار الملك عبدالعزيز بجدة بشكل خاص. وعبرت في المقال عن مدى الاحباط الذي أصاب كل من سخر قلمه في محاولة تحسين الوضع على مدى عقدين من الزمن، وبالرغم من وضوح الفتوى الشرعية والمرسوم الملكي بشأن منع التدخين في الأماكن العامة الا أن التطبيق بعيد كل البعد عن كل هذا …
وتلقيت مكالمة هاتفية طويلة من رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبدالله بن محمد نور رحيمي.. يحفظه الله، تبين لي المعاناة التي يعانيها المسؤولون كذلك في تطبيق قانون منع التدخين بالرغم من حرصهم على ذلك واتخاذهم اجراءات عديدة على مدى سنوات مضت، وأحد الأسباب الرئيسية لمعاناتهم هو عدم اعتماد واصدار لائحة الغرامات الخاصة بمنع التدخين داخل المطارات، وادركت بعد المكالمة الهاتفية ان القضية تؤرقه كما تؤرقني وعاهدته أن أسخر قلمي وأجنده في سبيل تحقيق غايتنا وهي جعل مطاراتنا والأماكن العامة خالية من التدخين. وانني أنشر للقارئ الكريم الخطاب الذي وصلني بعد المكالمة الهاتفية من المهندس عبدالله بن محمد نور رحيمي يشرح فيه الوضع والتحديات فكتب لي:
«إشارة إلى خطابكم ومقالكم المنشور في صحيفة عكاظ والذي تناولتم فيهما موضوع التدخين في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة نفيدكم بالتالي:
بادئ ذي بدء تؤكد الهيئة العامة للطيران المدني حرصها البالغ على تنفيذ الأمر السامي الكريم والقاضي بالتأكيد على منع التدخين في مكاتب الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة وفروعها وكافة الوحدات التابعة لها.. حيث اتخذت الهيئة العديد من الخطوات التي تهدف إلى منع التدخين في مطاراتها وجميع المرافق التابعة لها وتتمثل تلك الخطوات في الآتي:
(1) وضع لوحات إرشادية وتحذيرية في مواقع بارزة في المطارات تتضمن الإشارة إلى منع التدخين, (2) الإعلان يومياً من خلال الإذاعة الداخلية في صالات المطارات بمنع التدخين, (3) تعميد مشرفي الصالات في المطارات بالتنبيه على المخالفين من المسافرين بضرورة عدم التدخين داخل صالات المطار, ( 4) رغم أن الهيئة العامة للطيران المدني مازالت تنتظر من الجهات المعنية اعتماد وإصدار لائحة المسؤوليات والغرامات الخاصة بمنع التدخين داخل المطارات‘ إلا أنها وعملا بما نصت عليه تلك اللائحة بشأن تحديد أماكن مخصصة للمدخنين فقد شرعت في تحديد وتجهيز غرف خاصة للمدخنين حيث تتوفر الآن مثل تلك الغرف في كل من الصالتين الجنوبية والشمالية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي وكذلك الحال بصالات مطار الملك خالد الدولي في الرياض فيما يتم تخصيص ومن ثم تجهيز غرف على غرارها في مطار الملك فهد الدولي بالمنطقة الشرقية، (5) في ما يخص تطبيق عقوبات لمنع التدخين في المطارات فقد قامت الهيئة -خلال الأعوام الماضية- بالعديد من الجهود والإجراءات المتعلقة بهذا الموضوع وتمثلت تلك الجهود في الآتي:
- إعداد اللائحة الخاصة بالغرامات والجزاءات على مخالفي قرار منع التدخين وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.
- تم رفع اللائحة المذكورة إلى مقام الوزارة عام 1421هـ لإقرارها من قبل الجهة ذات الصلاحية، ورفعت بعدها إلى هيئة الخبراء ودُرست من قِبل مجلسي الوزراء والشورى.
- أوصى مجلس الشورى في عام 1423هـ بدمج اللائحة ضمن المشروع الوطني لمكافحة التدخين الذي تتبناه وزارة الصحة وهو قيد الدراسة لدى هيئة الخبراء.
- تم إعداد المخاطبة اللازمة لمتابعة ما صدر من توجيهات من قِبل مجلس الوزراء الموقر في هذا الصدد كان آخرها برقية سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام المرفق صورتها ولم يرد حتى تاريخه الرد على البرقية.
- الهيئة على أهبة الاستعداد لتطبيق اللائحة بالمطارات بمجرد الموافقة عليها وإقرارها من قِبل الجهة المختصة.
ولعلكم تتفقون معي في أن الالتزام بعدم التدخين في الأماكن العامة مراعاة لمصلحة وشعور الآخرين أمر يعود في الأساس إلى الوازع الديني والخلقي والمستوى الثقافي للفرد، وهي مبادئ يشترك في مسؤوليتها العديد من القطاعات كالتعليم والإعلام والصحة..
وإنني إذ أشكركم على طرح هذا الموضوع الهام لما له من أهمية لآمل قبول دعوتي لمقابلة المختصين في الهيئة لدينا لبحث إعادة طرحه بأسلوب نخاطب فيه الفرد مواطنا ومقيما وزائرا.. فضلا عن الجهات ذات العلاقة بغية القضاء على هذه الآفة.
والله نسأل أن يوفقنا جميعا للحد من هذه الظاهرة السلبية.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».. انتهى.
وإنني أتفق مع أخي المهندس عبدالله رحيمي بإنه بدون هذه اللوائح والغرامات الخاصة بمنع التدخين داخل المطارات تبقى الأيدي مقيدة.. فالله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن..
وقبل ثلاثة أسابيع تقريباً نشرت «الوطن» نظام مكافحة التدخين الجديد بمافيه من عقوبات مالية وحق التعويض لغير المدخنين.. والتي سيتم عرضها في مقالنا الأسبوع القادم.
فاكس: 6509659
okazreaders@imc.med.sa

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 197 مسافة ثم الرسالة