صناعة الرياضة

رجاء الله السلمي

مرحلة تاريخية دخلتها الرياضة السعودية وهي تسابق الزمن بقرارات ولوائح وأنظمة تقودها نحو واقع جديد . أمس الأول كان الأمير نواف بن فيصل بن فهد يعلن البداية الحقيقية للمرحلة القادمة والتي تتضمن خطة ستجنب جميع أندية المحترفين الأزمات المالية وتخرجها من معاناتها وشكواها الدائمة بل وترفع مداخيلها إلى 15 مليونا في عام 2010 م من خلال استثمار منتجات وحماية شعارات وتنظيم دخول الجماهير للملاعب، وإلى جانب ذلك قدم الأمير في مؤتمره سلة جوائز للفرق واللاعبين والحكام والصاعدين من الدرجة الأولى لدوري المحترفين .. وهذا يعني أن الأندية السعودية لم تعد بحاجة للإعانات كونها قادرة على التفاعل مع القطاع الخاص والترويج لأنشطتها وهو أمر ملموس مع الأندية الجماهيرية لكن الأقل جماهيرية هي التي عانت كثيرا في المرحلة الماضية بل إن بعضها ظهر دون أي رعاية !! في الوقت الذي ترتفع فيه قوة المنافسة ويزداد الالتزام والانضباط من قبل اللاعبين وهذه خطوة إيجابية ستظهر آثارها في الجولات المقبلة من الدوري السعودي.
الأهم من كل هذا هو الإعلان عن ابتعاث بعض منسوبي الأندية للدراسة والحصول على درجة الماجستير المعتمدة من الفيفا وهي مطلب ملح وأساسي لقيادة المرحلة فالفكر وحده قادر على التغيير والتطوير .. والقناعة بهذا التوجه في اعتقادي أنها القرار الأهم فالفكر هو من ينتصر في النهاية ويستطيع قيادة أي قطاع أو منشأة الى أفضل مراحله.
بصدق الأمير نواف بن فيصل رسم مراحل تغيير جذرية في الرياضة السعودية وقدم رؤى لعمل ضخم وكبير قد تعترضه مصاعب ومتاعب في التنفيذ أو التطبيق لذا فإن هذه القرارات والخطوات التطويرية يجب أن تجد تفاعلا مماثلا من الأندية والقطاع الخاص لتكتمل حلقة العمل وتتحقق النتائج المنتظرة..
الرياضة صناعة ورياضتنا بدأت خطواتها الأولى في هذا التوجه
*طالما نتحدث عن المستقبل فإن خروج المنتخب السعودي للشباب مطلع الأسبوع الماضي يجب ألا يمر دون محاسبة ومواجهة لمن تسبب في هذا الغياب الطويل واستمرار مسلسل الابتعاد عن النهائيات العالمية للناشئين والشباب وهذا دليل ظاهر على أخطاء في البناء أخشى أن يطول تصحيحها !!