برامج تفويج دقيقة لمنع مخاطر الكثافات الحرجة في الحج

القادة الأمنيون في منتدى «عكاظ» الإعلامي في المشاعر المقدسة :

برامج تفويج دقيقة لمنع مخاطر الكثافات الحرجة في الحج

كشف القادة الأمنيون المشاركون في الحلقة الأولى لمنتدى «عكاظ» الإعلامي في المشاعر المقدسة عن خطط تفويج دقيقة لإدارة الحشود ومنع مخاطر الكثافات الحرجة من خلال السيطرة على تدفق الحجاج مؤكدين جاهزية مختلف القطاعات الأمنية للحفاظ على أمن ضيوف الرحمن ومواجهة أية حالة طارئة .

وفيما يلي ما دار في الحلقة :

إدارة الحشود

- لا تزال قضية إدارة الحشود وعملية التنقل الهاجس والتحدي الأكبر لموسم الحج لا سيما بعد الانتهاء من القضايا المتعلقة بمكافحة الحرائق في المخيمات وبعض الجوانب الجنائية ، ما الجديد في إدارة الحشود هذا العام ؟

** اللواء التركي : ليست هذه القضية الوحيدة التي يواجهها رجل الأمن وليست كل التحديات ، هناك قضية النقل وهي في الواقع من أكبر التحديات التي يمكن مواجهتها وما يتعلق برحلة المشاعر التي تبدأ من تصعيد الحجاج من مكة إلى عرفات والتنقل بين المشاعر المقدسة (منى ، عرفات ، المزدلفة) هذا بحد ذاته يقتضي تحريك أكثر من مليوني شخص في منطقة ضيقة وفي نقاط و أوقات محددة شرعا تعتمد عليها فريضة الحج ، بمعنى لو لم يمكن تصعيد الحجاج إلى عرفات في الوقت المحدد ونفرتهم منها في الوقت الشرعي فإن لهذا الأمر انعاكاسات على التزام الحجاج بالأحكام الشرعية ذات العلاقة بالحج .

أيضا هناك الخدمات التي تقدم للحجاج ولا بد من توفير خدمات بأحجام كبيرة من إعاشة ونظافة وخدمات صحية كلها تحديات ولكن فيما يخص إدارة الحشود لا يمكن أن نجد لها أي نظير في أية مناسبة أو أي مكان آخر ، والحشود لدينا يمكن أن تصل في حال عدم تدخل رجال الأمن وتطبيق برامج التفويج الدقيقة يمكن أن تصل إلى 6 أشخاص في المتر المربع الواحد وهذا بالتالي يعني بلوغ كثافات حرجة للغاية ويترتب عليه الكثير من المخاطر ويمكن أن نلمس ذلك في الطواف أو سلم من السلالم أو في المسعى أو في أي طريق من الطرق المؤدية للحرم أو في الجمرات أو في جبل الرحمة أو مسجد نمرة .

وحقيقة أي مكان حسب طاقته الاستيعابية عاجز عن استيعاب هذا العدد الكبير ولذلك أهم نقطة في إدارة الحشود هي القدرة على السيطرة على تدفق الحجاج إلى موقع واحد في نفس الوقت دون حدوث أي مكروه وهو ما عملت عليه كافة القطاعات ذات العلاقة بموسم الحج حيث تركز على صناعة برامج تفويج دقيقة لإدارة الحشود البشرية لتلافي أية مشاكل قد تحدث و تؤثر على سلامة الحاج.



خطة أمن الحج



- فيما يتعلق بخطة أمن الحج وعدد القوات المشاركة في تنفيذها ، ماهو الجديد في خطة موسم حج هذا العام ؟ كيف تبدأ وكيف تنتهي ؟ وما هي ملامح الآلية الجديدة التي تم إدخالها لأول مرة ؟

** اللواء السهلي: سأتحدث فيما يخص الجانب الجنائي لأن أدوار كافة القطاعات مختلفة ونحن لدينا مهمة واضحة وهي تنفيذ مهام حفظ الأمن والنظام العام لمنع الجريمة قبل وقوعها وضبطها والتحقيق فيها بعد وقوعها وكذلك حفظ النظام العام فيما يتعلق بأنظمة الوزارات والمصالح الأخرى بحكم الانتشار الأمني من خلال الأجهزة التي تنفذ هذه الخطط فيما يتعلق بالجانب الجنائي وهو جزء من خطة أمن الحج ككل ، ومهمتنا هي حفظ الأمن عن طريق المنع والتحقيق وتقديم الأشخاص للقضاء الذي هو موجود معنا في مهمة الحج وفي مراكز الشرطة وظيفته هي النظر فيها شرعا ما لم تكن من القضايا الكبيرة وهي القضايا التي تتطلب أكثر من قاض وترسل للمحاكم العامة، ولكن نظرا لمراعاة الوقت والزمان لابد أن نكيف أنفسنا فيما يتعلق بالضبط والتحقيق ونظر القضية شرعا وفيما يخص إحالة الحالات للسجون .. وفيما يتعلق بإكمال نسك الحاج ما لم تكن القضية تمس بشكل كبير أمن الحاج كالقتل أو النشل.

كما تساندنا في تنفيذ أدوارنا المتعددة قيادات ميدانية وقيادات تنفذية تتعلق بمباشرة المهام في إبطال وإزالة المتفجرات و المباشرة في حال وجود ذلك وهذا جزء كبير مما بنيت عليه الخطط وهو أن نكون مستعدين لكل شيء حتى أسوأ الاحتمالات ، لدينا قيادة الأسلحة والمتفجرات وهي تعنى بهذه الأشياء وما يتعلق بالإبطال والإزالة ومتابعة أماكن الاحتفالات وأماكن ضيوف الدولة وبما يكفل سلامة المواقع من كل عابث.

هناك دوريات مهمتها الضبط الإداري وتشمل دوريات الأمن بالمشاعر المقدسة وقد باشرت هذه الدوريات مهامها وتعمل فيما يتعلق بمباشرة الحالات ومساعدة حجاج بيت الله الحرام ولها خططها التنفيذية المعدة والمعتمدة ، أيضا هناك قيادة تعنى بأمن المساجد أو الموقع كمسجد نمرة أو الخيف وهي تحفظ الأمن فيما يتعلق بأمن المسجد والإمام وتنظيم المداخل والمخارج ، وكما هو معروف المشاعر تشهد كثافة حشود لأداء الصلاة وهذا يعني تواجدنا في كل مكان لفرض الأمن في كل منشأة ، هناك قيادة أخرى تعنى بأمن الهدي والأضاحي وهي المعنية بفرض الأمن وتنظيم هذا المكان الذي يقصده الحجاج في اليوم العاشر إضافة إلى دور أساسي للبحث والتحري في مكة والمدينة وجدة في جمع المعلومات عن أرباب السوابق والمجموعات التي تأتي بغرض الحج لتنال من الحجاج فيما يتعلق بالنشل ويتواجد منسوبو هذه القيادة في المشاعر المقدسة باعتبار مسؤوليتنا عن المشاعر المقدسة في أماكن تواجد الحاج ويكثر الزحام للحد من قضايا النشل والسرقات.



القضايا الفكرية

- و ماذا عن الجانب الفكري والسياسي؟

** اللواء السهلي : هناك جهات أخرى لكن واجبنا هو حفظ الأمن أولا قد نضبط أشياء فيما يتعلق بهذا الجانب لكنها تحال للجهات المختصة لتعالجها وتباشر قضاياها .. أيضا هناك إدارة للتحقيقات الجنائية وهذه تعنى بالتحقيق في الجرائم التي تقع والحوادث وبالتالي تتولى استكمال إجراءاتها وفق الأنظمة المرعية مثل نظام الإجراءات الجزائية وتقيم الادعاء العام عليها أمام المحاكم ويحكم على الغالبية من المتورطين خلال موسم الحج ، ما عدا القضايا الكبيرة والتي تتطلب أن ينظرها أكثر من قاض وهذه تؤجل لما بعد الحج .

- الجهاز الأمني أصبح أكثر الأجهزة شفافية بعد وجود متحدث أمني له ، هل هناك معلومات و مؤشرات تم التوصل لها لنطمئن بها حجاج بيت الله ؟

** اللواء التركي : يجب أن نفرق بين الجانب الأمني والجانب الجنائي؛ الجانب الأمني له مختصون ولكن دورنا هو مساند لدور الجانب الأمني ، نحن كجهاز أمن يجب أن نكون مستعدين لكل شيء هناك استعداد على أرض الواقع .. هناك خطط للمنع والحد من الفرص التي يمكن أن تستغل في أعمال قد تضر بالحج والحجاج لكن يجب أن لا ننسى أن مكة والمشاعر والمدينة المنورة امتداد للجهد الامني في المملكة ويشمل العاصمة المقدسة كما يشمل بقية المناطق ، ولذلك استطاعت المنظومة الأمنية إلى اليوم أن تضع حدا للعمل الإرهابي لكن كما أوضح مسبقا سمو وزير الداخلية .وطالما أنه لم يتم اجتثاث الفكر فالفرص موجودة ولذلك نحن في الحج نحاول أن لا نسمح بأية فرصة كانت ، لذلك كل الإجراءات التي يجب أن تتخذ للحد من كافة الفرص هي فعلا تتخذ والقوات مستعدة لتنفيذ أية مهمة قد يستدعيها في أي ظرف طارىء في أي مكان سواء في مناطق الحج أو في أي مكان في المملكة .

- هل هناك تقنية جديدة أو زيادة في أعداد القوات ؟

** التركي : لا يمكن أن نتكلم عن التقنية فالتقنية لا تتغير كل يوم ولا تتجدد كل يوم نحن في المملكة نأخذ كل ما توفره التقنية من وسائل يمكن أن تساعد لكن لا نعتمد على التقنية في كل شيء ، وكما يعلم الجميع التقنية شيء مساعد فقط ولكن نعتمد على الأسلوب الأمني المعمول به في كافة أنحاء المملكة لضمان وتحقيق الأمن والحفاظ عليه في مكة المكرمة والمشاعرالمقدسة وهذه الإجراءات لها استعدادات عديدة وهناك خطط جاهزة غير قابلة للتنفيذ .. ولكن تكون قابلة للتنفيذ فيما لو حصل أمر لا سمح الله ، ولكن أؤكد أننا جاهزون لكل طارئ وأخذنا بعين الاعتبار كل الاحتمالات.

- من المؤكد أن المؤسسة الأمنية حققت نجاحا كبيرا ونجحت في المواسم الماضية في حفظ أمن الحج وأداء الحجاج لمناسكهم بكل يسر وسهولة ، فما هي الأعداد المشاركة المعنية بحفظ أمن الحجاج في المشاعر أو في مكةالمكرمة في حج هذا العام؟

** التركي : نحن نوفر القوات الكافية لتنفيذ كافة الخطط دون تحميل أية قوة أكثر من مهمة لضمان أن تكون القوة جاهزة ومتفرغة لعملها ، من الصعب حاليا أن يتم تحديد العدد الآن لأننا نتحدث عن قوات متعددة من الأمن العام و من الدفاع المدني ومنالجوازات ومن حرس الحدود ومن كل الجهات الأمنية ، وكلها لها أمتداد فيما يتعلق بمسؤولياتها ومهامها وما يتعلق بأمن الحجاج لكن أعتقد أن مسألة الإفصاح عن أعداد الحجاج يمكن أن يعلن عند إكتمال الصورة النهائية وربما يعلن في جولة وزير الداخلية التفقدية على المشاعر المقدسة .

- تم الإنتهاء حاليا من جسر الجمرات ، فهذا المشروع العملاق يحد من المخاطر على الجسر وأصبحت احتمالية وجود اختناقات أو تدافع ضئيلة جدا بفضل التصميم الهندسي الكبير ، ولكن هناك مخاوف من انتقال هذه الازدحام إلى صحن الطواف أو المسعى في الحرم المكي الشريف ؟

** التركي : لا يمكن أن تكون الحلول الهندسية عالجت المشكلة و لا يمكن أن نقول ذلك مطلقا فالقوات الأمنية شاركت في صنع التصور وتصميمه وكان لها دور كبير في توجيه التصميم بناء على أفكار القوة التي كانت لها مهمة تشغيل الجسر القديم ، وإنطلاقا من تلك التجارب كانت الخطوة الأولى لوضع تصميم الجسر الجديد ، لكن تصميم الساحات يعتبر أحد الأسس التي ساعدت في تطوير الإدارة والتشغيل لكن كل هذا لا يكفي قضية الحشد والتي يمكن تصورها بتواجد 6 أو 7 أو 5 أشخاص في المتر الواحد فهذا يعني وجود مشكلة وبالتالي رجال الأمن موجودون على الطرق وفي مداخل جسر الجمرات وحول أحواض الرجم وفي الممرات هذا بالاضافة إلى خطة تفويج تتولاها وزارة الحج ، إذا نحن أمام 3 أبعاد هي الجسر ويمثل البنية الأساسية التي توفر الفرصة لمثل هذه الحلول والخطوة الثانية هي التفويج وهو التحكم في تدفق الحجاج إلى رمي الجمرات بمعدلات ثابتة ومحددة سلفا بما يضمن أن لا نشهد في أي طريق أو حوض من أحواض الجمرات وجود عدد أكبر مما يمكن استيعابه والأمر الثالث هو وجود رجال الأمن ودورهم الفعال ، والعميد محمد الشهراني قائد قوات الطوارئ هو وأفراده المسؤولون عن إدارة الحشود في مكة والمشاعر المقدسة وإدارة الجسر وإدارة الحشود في جبل الرحمة وإدارة الحشود ايضا في جبل نمرة لكن دورنا يأتي إذا اخفقت الخطط الأخرى تأتي خطتنا وبالتالي هذه الخطط تكمل بعضها وتساند بعضها أيضا ، هناك أهمية لقوات الأمن في نقل الأمتعة والتحفظ عليها ومنع حمل أي مواد صلبة يمكن أن يتأثر بها الحجاج و تؤثر على سلامتهم.