أين نذهب..؟

عبده خال

يبدو أن الحديث عن الصحة ومايعترض الناس من أمراض هي كتابة مهيجة للنفوس، ففي الاسبوع الماضي صادف وكانت الكتابة عن موضوعين أو ثلاثة لها علاقة بالخدمات الصحية وبحث الناس عن علاج لأمراضهم، لأجد عدداً كبيراً من الرسائل تتحدث عن ضرورة تفعيل التأمين الصحي للمواطنين والإسراع بذلك لكون الغالبية العظمى لم تعد قادرة على دفع فواتير المستشفيات الخاصة وعجز المستشفيات الحكومية عن مد يد العون.
وثمة رسائل أخرى يتباكى أصحابها بعد حصولهم على أمر علاج في مستشفيات مختلفة لم يتم تنفيذ تلك الأوامر، فبعد وصولهم إلى المستشفيات التي تم توجيههم إليها وجدوا الصد من قبل مديري المستشفيات، في حين أن هذا المدير أو ذاك يصرح إعلاميا بأن الحالة الفلانية او العلانية تم قبولها والمباشرة في علاجها بينما واقع الحال أن هذا القول كان للتسويق الإعلامي.
فكثير من الحالات أوامر مختلفة يتم إهمالها أو مماطلتها، ومن تلك الحالات: حالتان إحداهما في حائل يقول صاحبها إن حياته كانت هانئة ومستقرة ومع انهيار سوق الأسهم فقد كل أمواله ومدخراته، ويبدو أن هذا الرجل تفاعل تفاعلا غير طبيعي مع انهيار سوق الأسهم لدرجة انهيار أسنانه أو تساقطها جميعا (وهذا الاستنباط من قبلي في محاولة للاستظراف والتضاحك على ما أحدثه انهيار سوق الأسهم من كوارث)، المهم أن هذا الرجل تساقطت جميع أسنانه (لكبر سن أو بسبب أمراض الأسنان) ولم يعد بإمكانه زراعتها بسبب التكلفة الباهضة، وحصل على توجيه بالعلاج، لتتصل به اللجنة الطبية بحائل مبدية إمكانية زراعة أسنان لهذا المواطن، وأخذوا كامل الفحوصات وتم تحويله لمجمع الملك سعود لطب الأسنان بالرياض برقم 260/ج فى30/5/1429وأعطي موعد من المجمع في 16/6/1429وعند مقابلة الطبيب (وهو من جنسية عربية) طلب منه تدوين اسمه وعنوانه، وقال له سوف نتصل بك بعد عشرة أيام. ومضت عشرات الأيام وأخونا ينتظر وأمل أن يأكل بأسنانه يراوده في الأحلام، وعندما طالت أحلامه ولم يتصل به أحد راجع اللجنة الطبية بحائل فلم يجد حتى معاملته.ويبدو أن هذه المعاملة سقطت مع تساقط أسنانه أو مع تساقط أسهم السوق.. وغداً نكمل الحكاية.


وثمة حالة أخرى لرجل نشرت وسائل الإعلام حالة بناته اللاتي يعانين من صرع وعجز عن معالجتهن مجتمعات، ولكون حالتهن تشير إلى حالة طبية قد تكون نادرة أو لها علاقة بالجينات أو أي سبب طبي آخر، كان وضعهن ملفتا ومحرجا ومكلفا أيضا، هذه الحالة حصلت على أمر علاج ومع ذلك لم يتم علاجهن.
لنعود ونؤكد أن قضية التأمين الصحي مسألة غير قابلة للتأجيل وغير قابلة لانتظار ماسوف تسفر عنه الدراسات وغير قابلة أيضا أن تطبق بصورة شكلية.
وكنت أستغرب من قرار وزارة الصحة بتطبيق التأمين الصحي أولاً على غير السعوديين ثم الذي يليهم ثم الذي يليهم وفي آخر المطاف تطبيقه على المواطن.
استغرابي في تقديم من يخدمنا ويشارك معنا في تنمية البلد ليس تقليلاً من شأنهم وتفضيلا للمواطن لكن مبعث الاستغراب أن الكثافة العددية هي المواطنون فإذا فرغت من الأعداد الكبيرة كان التعامل مع الأعداد الأقل الأيسر والأسهل لكن وزارة الصحة هي من تنظم الدور (وياويله اللي يخرج عن السرا).
abdookhal@yahoo.com



abdookhal@yahoo.com


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة