ما يحدث في أفغانستان يعنينا هنا
الأربعاء / 05 / ذو الحجة / 1429 هـ الأربعاء 03 ديسمبر 2008 20:16
ديفيد ميليباند
إن الهجمات الفظيعة التي شنت في مومباي فيها تذكير تقشعر له الأبدان للدمار الذي يمكن أن تتسبب به مجموعة منظمة من الإرهابيين عديمي الشفقة في مركز واحدة من أروع مدن العالم.
إنها مأساة تدور في أفكارنا خلال مناقشة عمليات الناتو في أفغانستان مع زملائي وزراء الخارجية، وخصوصا لأن الاستقرار في أفغانستان يعتمد على الاستقرار في باكستان، جارة الهند. حيث تعتبر باكستان لاعبا أساسيا هنا، ليس فقط في مكافحة الإرهاب، بل كذلك في السياق الأمني والاقتصادي في المنطقة.
أعتقد بأن هذه المأساة التي وقعت في الهند سوف تقوّي عزمنا على مواجهة العمليات الإرهابية من أساسها، والحؤول دون أن تصبح أفغانستان حاضنة مرة أخرى للإرهاب العالمي. وهنا يكمن الخطر الحقيقي إذا ما فشلنا في مساعدة حكومة أفغانستان المنتخبة ديموقراطيا على مواجهة جماعة طالبان وحلفائهم من تنظيم القاعدة.
عندما يلتقي أي أحد بقواتنا المرابطة على الخط الأمامي، مثلما فعلت أنا عندما التقيتهم في مقاطعة هيلماند بجنوب أفغانستان في 25 نوفمبر فإنهم لا يدعون أي مجال للشك بشأن مدى خطورة وعزم العدو الذي يواجهونه كل يوم.
كما أنهم على قناعة مماثلة بشأن الأهمية الحيوية للدور الذي يؤدونه هناك. لهذا السبب يجب أن نفتخر كل الفخر بالقوات البريطانية في أفغانستان التي قوامها 8000 جندي.
وذلك هو الرد كذلك على من يتساءلون، على نحو معقول: لماذا يستحق ما يحدث في ذلك البلد البعيد التضحية التي يقدمها أفراد قواتنا وعائلاتهم؟
ذلك لأن إبان سيطرة طالبان على أفغانستان فإنهم لم يكتفوا بقمع شعبهم فحسب، بل وفروا لتنظيم القاعدة ملاذا آمنا هناك. فمن أفغانستان جرى التخطيط لهجمات 11 سبتمبر (أيلول). والعديد من الإرهابيين تلقوا تدريبهم في المناطق الحدودية المتاخمة لباكستان.
كما أن أفغانستان هي مصدر الكثير من الهيروين المتوفر في شوارعنا، والذي هو سبب للجريمة ومدمر لحياة المواطنين.
إن ما يحدث هناك في أفغانستان أمر يعنينا نحن هنا. ولهذا السبب هناك حوالى 50.000 من القوات التابعة لبريطانيا والولايات المتحدة و40 دولة أخرى شريكة في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي يعملون مع الشعب البريطاني لأجل بناء بلد ينعم بالسلام والاكتفاء الذاتي. وقد ساعدنا حتى الآن في تدريب 60.000 من قوات الجيش الأفغاني.
يوجد في أفغانستان اليوم حكومة منتخبة ديموقراطيا. وتضاعف عدد الأطفال الملتحقين بالدراسة إلى ثلاثة أضعاف، بمن فيهم 300.000 فتاة ممن كان محظور عليهن التعليم إبان سيطرة طالبان.
ويسعدني تماما أن باراك أوباما قال إن موضوع أفغانستان يعتبر من أولوياته لدى توليه مهام رئاسة الولايات المتحدة في شهر يناير (كانون الثاني).
لدى بريطانيا ثاني أكبر وحدة عسكرية ضمن عمليات الناتو في أفغانستان تحت قيادة الولايات المتحدة. وسوف نناقش الخطط المستقبلية بشأن القوات والمساعدات والضغوط السياسية. إن ما نهدف إليه هو ضمان بذل جهود دولية مكثفة لأجل إحلال السلام والاستقرار وإحراز تقدم في أفغانستان.
إننا نفعل ذلك لأننا سوف نستفيد جميعنا في حال إيفائنا بهذه الطموحات. هذا ليس الوقت المناسب لأن ندير ظهورنا وننسحب.
* وزير الخارجية البريطاني
إنها مأساة تدور في أفكارنا خلال مناقشة عمليات الناتو في أفغانستان مع زملائي وزراء الخارجية، وخصوصا لأن الاستقرار في أفغانستان يعتمد على الاستقرار في باكستان، جارة الهند. حيث تعتبر باكستان لاعبا أساسيا هنا، ليس فقط في مكافحة الإرهاب، بل كذلك في السياق الأمني والاقتصادي في المنطقة.
أعتقد بأن هذه المأساة التي وقعت في الهند سوف تقوّي عزمنا على مواجهة العمليات الإرهابية من أساسها، والحؤول دون أن تصبح أفغانستان حاضنة مرة أخرى للإرهاب العالمي. وهنا يكمن الخطر الحقيقي إذا ما فشلنا في مساعدة حكومة أفغانستان المنتخبة ديموقراطيا على مواجهة جماعة طالبان وحلفائهم من تنظيم القاعدة.
عندما يلتقي أي أحد بقواتنا المرابطة على الخط الأمامي، مثلما فعلت أنا عندما التقيتهم في مقاطعة هيلماند بجنوب أفغانستان في 25 نوفمبر فإنهم لا يدعون أي مجال للشك بشأن مدى خطورة وعزم العدو الذي يواجهونه كل يوم.
كما أنهم على قناعة مماثلة بشأن الأهمية الحيوية للدور الذي يؤدونه هناك. لهذا السبب يجب أن نفتخر كل الفخر بالقوات البريطانية في أفغانستان التي قوامها 8000 جندي.
وذلك هو الرد كذلك على من يتساءلون، على نحو معقول: لماذا يستحق ما يحدث في ذلك البلد البعيد التضحية التي يقدمها أفراد قواتنا وعائلاتهم؟
ذلك لأن إبان سيطرة طالبان على أفغانستان فإنهم لم يكتفوا بقمع شعبهم فحسب، بل وفروا لتنظيم القاعدة ملاذا آمنا هناك. فمن أفغانستان جرى التخطيط لهجمات 11 سبتمبر (أيلول). والعديد من الإرهابيين تلقوا تدريبهم في المناطق الحدودية المتاخمة لباكستان.
كما أن أفغانستان هي مصدر الكثير من الهيروين المتوفر في شوارعنا، والذي هو سبب للجريمة ومدمر لحياة المواطنين.
إن ما يحدث هناك في أفغانستان أمر يعنينا نحن هنا. ولهذا السبب هناك حوالى 50.000 من القوات التابعة لبريطانيا والولايات المتحدة و40 دولة أخرى شريكة في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي يعملون مع الشعب البريطاني لأجل بناء بلد ينعم بالسلام والاكتفاء الذاتي. وقد ساعدنا حتى الآن في تدريب 60.000 من قوات الجيش الأفغاني.
يوجد في أفغانستان اليوم حكومة منتخبة ديموقراطيا. وتضاعف عدد الأطفال الملتحقين بالدراسة إلى ثلاثة أضعاف، بمن فيهم 300.000 فتاة ممن كان محظور عليهن التعليم إبان سيطرة طالبان.
ويسعدني تماما أن باراك أوباما قال إن موضوع أفغانستان يعتبر من أولوياته لدى توليه مهام رئاسة الولايات المتحدة في شهر يناير (كانون الثاني).
لدى بريطانيا ثاني أكبر وحدة عسكرية ضمن عمليات الناتو في أفغانستان تحت قيادة الولايات المتحدة. وسوف نناقش الخطط المستقبلية بشأن القوات والمساعدات والضغوط السياسية. إن ما نهدف إليه هو ضمان بذل جهود دولية مكثفة لأجل إحلال السلام والاستقرار وإحراز تقدم في أفغانستان.
إننا نفعل ذلك لأننا سوف نستفيد جميعنا في حال إيفائنا بهذه الطموحات. هذا ليس الوقت المناسب لأن ندير ظهورنا وننسحب.
* وزير الخارجية البريطاني