توظيف الخبرات المتراكمة والدراسات العلمية في إدارة الحشــود وتنظيـــم حــركـة المشــاة
القادة الأمنيون في منتدي «عكاظ» الإعلامي في المشاعر المقدسة :
الجمعة / 07 / ذو الحجة / 1429 هـ الجمعة 05 ديسمبر 2008 20:37
تناول القادة الأمنيون على مدى أربع حلقات من منتدى (عكاظ) الإعلامي في المشاعر المقدسة عددا من الموضوعات ذات العلاقة بالحج وشؤونه وسبل تيسيره لضيوف الرحمن بما يتناسب مع عظمة المكان والزمان. وفي هذه الحلقة وهي الأخيرة من المنتدى يؤكد القادة الأمنيون أن حج هذا العام سيكون أكثر تنظيما، كما هو الحال من عام إلى آخر خاصة ما يتعلق بإدارة الحشود وتنظيم حركة المشاة، وذلك في ضوء الخبرات التراكمية لدى رجال الأمن فضلا عن الاستفادة من الأبحاث والدراسات العلمية التي تجريها مختلف الجهات ذات العلاقة. وأشاروا في هذا الصدد إلى أنه سيتم تحويل القادمين من مزدلفة ومن طريق الملك فيصل إلى طريق المشاة قبل مسافة كافية لتفادي الدوامة التي كانت تتكرر في كل عام عند مدخل طريق المشاة.
وشددوا على التأهيل والتدريب المسبق للمشاركين في الحج خاصة الطلبة الذين تتم الاستعانة بهم من مدن التدريب، وذلك على فن الاتصال والتخاطب مع الحجاج استشعارا لعظمة المناسبة.
وأشاروا إلى نقطة هامة تتعلق بالاستفادة من تجربة ساحات الجمرات في استيعاب الأعداد المتزايدة من المصلين في الحرم المكي.
فإلى تفاصيل ما دار في الحلقة الأخيرة من منتدى (عكاظ) الإعلامي :
الحملات غير النظامية
* ما مدى تجاوب وزارة الحج في الحد من الحملات غير النظامية التي تؤدي إلى التكدس والزحام في المشاعر المقدسة؟
**اللواء التركي: هناك عقوبات بالفعل توقع على الحملات المخالفة التي تغرر بالمسلمين وللأسف هي موجودة في مختلف أنحاء المملكة وكل همها الاستفادة منهم ماليا، وتحاول ترحيلهم بطرق ملتوية، وعندما يأتون إلى مكة لا يجدون خياما ولا وسائل نقل ، ودورنا مع كافة القطاعات المشتركة من الجوازات وغيرها هو الحيلولة دون ذلك ونتابع هذا الأمر في مداخل مكة وتحت كل الظروف ، وهناك لجنة مشكلة من وزارتي الحج والداخلية بموجب نظام حجاج الداخل تتولى النظر في مثل هذه المخالفات وتحدد بموجب النظام العقوبات التي يجب أن تطبق ، وأي حملة نظامية مرخصة من وزارة الحج ترصد عليها أي مخالفة أيضا هناك عقوبات وغرامات مالية تفرض عليها، وأحيانا يلغى التصريح وتمنع من الحصول عليه مرة أخرى .
خيام ورقية وبلاستيكية
* ظاهرة الخيام الورقية والبلاستيكية بدأت في الانتشار وهي تستخدم في منى من قبل رجال الأمن ؟
**اللواء التركي : كل رجال الأمن توفر لهم مخيمات ومعسكرات ومواقع مهيأة، وهناك إدارة مختصة في المشاريع والشؤون الهندسية وعدد كبير من المهندسين موجودون سنويا في مكة والمشاعر ومهمتهم إنشاء مثل هذه المواقع إلا أن المواقع التي نحصل عليها في مشعر منى محدودة ولا تكفي حتى رجال الأمن المكلفين بالعمل في المشعر، لذلك نستفيد أيضا من بعض المواقع التي خصصت لرجال الأمن في ساحات الجمرات، وهناك معسكرات أخرى في المعيصم ولا أعلم شيئا عن ما حدث لكن ربما هو تصرف فردي من رجل أمن، وإن كنت أشك فعلا في ذلك لأن رجال الأمن غير مصرح لهم بمثل هذا المسلك ، ولكن لدينا بعض المواقع نضطر لإقامة خيام بلاستيكية عليها أو تقليدية لأن المكلفين بالعمل لا يمكن تحريكهم بسهولة في أوقات الذروة لكن هذا لا يعني أنهم يقيمون في خيام بلاستيكية أو معرضة للحرائق لأننا لا بد أن نأخذ جميعا بعين الاعتبار التوجيهات السامية بهذا الخصوص ويشرف عليها الدفاع المدني ، ومواقعنا نظامية جدا ولدينا تنسيق مع أمانة العاصمة المقدسة لكنها ترى أن بعض المواقع تخص مكة وأهاليها ولا تريد أن تخصصها لأي جهة كانت، ونحن على استعداد لإنشاء مبان على هذه المواقع خارج المشاعر المقدسة ، وفي ما يتعلق بالمباني والخيام العشوائية على سفوح الجبال هناك لجنة تختص بذلك وهي لجنة إزالة التعديات التي تشرف عليها إمارة المنطقة، وتعنى بإزالة كل الخيام التي تنشأ بطريقة مخالفة أو غير مقاومة للحريق .
سرعة التعامل مع الطوارئ
* تحتل الجهات الحكومية والخدمية العاملة في الحج 17 % من مساحة مشعر منى ، ألا يتسبب ذلك في تضييق الطاقة الاستيعابية للحجاج في منى؟
** اللواء التركي : لا شك بأنه من الضروري في مشعر منى أن تستقطع مساحات للطرق، وأخرى للمستشفيات، وأخرى للمساحات التجارية المختلفة، وأيضا لدورات المياه فلو حولت كلها إلى سكن للحجاج فلن تكون الحركة سهلة، ولدينا مواقع في منى، ومنها مواقع تباشر المهام منها وكل ما تم التقليل من المواقع الأمنية ستجد أن زمن الاستجابة للحدث أطول، فمثلا الدفاع المدني إذا لم تكن الإدارة في كامل جاهزيتها وسط منى وفي الساعات الحرجة قد يحدث ما لا يحمد عقباه ، إذن لا بد من ضمان وجود رجل الأمن قريبا دائما من الحدث لضمان سرعة المعالجة وهذا يساعدنا على تحقيق المستوى المنشود من الخدمة .
قطاعات الداخلية الأقل مساحة
** اللواء الخليوي : من الغرابة إنشاء منشأة بهذه الضخامة ولا يفكر بمشغلين ولو لشخص واحد، وهذا ما أكدته في عدد من ورش العمل أنه من الخطأ إنشاء مشروع كمنشأة الجمرات دون إيجاد موقع للمشغلين . من السهل إيجاد منشأة، ولكن من الأهم إيجاد موقع للمشغلين والصيانة وبالنسبة للأمن العام كإدارة لتنظيم المشاه كان لدينا 10 آلاف تقريبا من ضباط وأفراد وطلبة منتشرين، وكانت المساحة التي شغلناها 40 ألف متر مربع، وهذا العام بعد الانتهاء من المرحلة الرابعة وصلت المساحة المخصصة لنا إلى 20 ألف مترمربع فقط، واستطعنا أن نضغط أنفسنا من أجل تشغيل الطرق المؤدية إلى منشأة الجمرات، ويمكن أن تصل في المرحلة الخامسة إلى مساحات أقل فلذلك المشغل هو آخر من يفكر في إيجاد موقع له والانطلاق منه . واعتقد أن عملا كتنظيم المشاة وهو الأمر ذو العلاقة المباشرة مع الظروف الطارئة من المهم أن يكون قريبا من منطقة الحدث ، الجانب الثاني هو أن قطاعات وزارة الداخلية الأقل مساحة بين القطاعات الأخرى.
الخفض تدريجي
** اللواء التركي : الخفض تدريجي مستمر لأن ذلك غير ممكن دون الأخذ بعين الاعتبار قضية البدائل ومراعاة الشكل ومستوى الأداء للمهمات، والحج هو موسم واحد ولمدة أسبوع واحد فقط والدورة بطيئة وليس من الممكن زيادة سرعتها .
إدارة تنظيم المشاة
* يشتكي بعض الحجاج من معاملة الطلاب والمتدربين في إدارة تنظيم المشاة ربما لحداثة التجرية وصغر السن، هل هناك تدريب خاص لهذه الكوادر ، وهل قوات تنظيم المشاة مستمرة أم أنها لمعالجة حالات خاصة؟
** اللواء الخليوي : إدارة تنظيم المشاة بدأت مع بناء المنشأة الجديدة، وهي قوة فرضها الواقع الجديد للتعامل مع حشود هائلة داخل مسارات ومداخل ومخارج جميعها محددة ومنع الافتراش وحمل الأمتعة ، وعندما صدر قرار وزير الداخلية بإنشاء هذه الإدارة وبدء انطلاقتها عام 1427 هـ مع انتهاء ما نسبته 25 % من مشروع جسر الجمرات حيث كان لزاما على الأمن العام إيجاد قوة تعنى بالتعامل مع هذه الحشود الهائلة داخل الجمرات، وهناك دعم وتوجيه من مدير الأمن العام، واستفدنا من ثلاثة أشياء رئيسة وبدأنا بإعداد خطة تواكب أرض الواقع ومتغيراته، واستفدنا من الخبرات المتراكمة لإدارة أمن الحج والعمرة ، كما استفدنا من الدراسات التي يعدها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة فيما يتعلق بالتعامل مع الحشود بعد أن أصبح فن إدارة الحشود علما متخصصا بذاته، وعلينا أن ندرك تماما أنه في المملكة فقط يتحرك ثلاثة ملايين حاج في أوقات محددة وأزمنة معلومة وضيقة أحيانا، ونحن انطلقنا من هذه الدراسات ووضعنا الخطة بعد تحديد كثافة كل طريق وبدأنا من المعيصم، وبناء على المعطيات والدراسات التي استخدمناها وورش العمل التي عقدت منذ حج عامي 1426 - 1427 ، خرجنا بتصور للخطة وبدأنا التنفيذ ووجدنا أن القوة تحتاج إلى 10 آلاف فرد، وكان الجميع هم من يعملون في التدريب من ضباط وأفراد وطلبة من مدن التدريب في الرياض ، مكة المكرمة ، الشرقية ، وعسير وبدأنا في برنامج يعتمد في مضمونه على تدريب العنصر البشري بمعنى خضوع الطالب قبل مهمة الحج بحوالى 5 أشهر لتدريب خاص يتم فيه عمل برامج بالتعاون مع الجامعات وما يتعلق بفن الاتصال والتخاطب وبرامجه واستشعاره للمهمة التي أوكلت إليه وشرح الخطة. وهذه العملية تستمر من شعبان تقريبا وحتى الانتقال إلى الحج وقبل أسبوعين يتم إعداد برنامج تطبيقي يخص الطلبة، ويتضمن التدريب الصباحي رفع المستوى اللياقي والتعرف على المواقع المختلفة والتطبيق على أرض الميدان، ونركز على المحاضرات اللامنهجية بالتعاون مع إدارة العلاقات العامة ونهدف بذلك إلى تهيئة الطالب لمهمته . وبحكم مسؤوليتي عن هذه الإدارة من عام 1427 كل ما وجدناه هو الرضا عن هذه القوة والشكر من الحجاج، وأؤكد أن هناك خططا افتراضية طبقت للطلبة وما يتعلق بتقديم كل الخدمات، وهذه القوة تتسم بالمرونة ومع وجود المستوى الرابع في الجسر هذا العام سنخفف من العائدين عبر طريق الملك فيصل المتجهين إلى شرق منى وسيكون درج ربوة الحضارم منطقة صعود وليست منطقة نزول كما كانت العام الماضي .
ففي الموسم الماضي ظهرت لنا نقطة تلاق في اليوم العاشر من الساعة الخامسة والنصف صباحا وحتى الثانية عشرة والنصف ظهرا بين القادمين من طريق الملك فيصل وطريق الملك عبد العزيز والعائدين من الطريق نفسه، حيث يلتقون عند مدخل طريق المشاة ويحصل ما يسمى بالدوامة أو البقعة السوداء، وتمت معالجة هذا الأمر بحيث يتم هذا العام تحويل القادمين من مزدلفة أو من طريق الملك فيصل قبل هذه النقطة إلى طريق المشاه ، كما تم الاتفاق هذا العام مع الزملاء في قيادة المرور على جعل حركة المشاه على طريق نفق المشاه المظلل قبل بداية الذروة، وذلك لتمكين أكبر عدد من الحافلات من الدخول إلى بطن وادي منى وهذا سيخفف بالتأكيد من الارتداد الحاصل في عرفة ومزدلفة . كذلك لاحظنا في أعوام سابقة أن بعض الحجاج يصر على الذهاب إلى طريق المشاه المظلل لاعتقادهم بأنه الطريق الوحيد إلى الجمرات فقمنا بمعالجة الأمر من خلال تقسيم القادمين من مزدلفة على طريق المشاه بحيث نفصل الكتلة الهائلة على جزءين أحدهما يدخل إلى طريق المشاه المظلل، والآخر إلى سوق العرب والجوهرة .
** اللواء الخليوي : نحن بالفعل نواجه تحديا كبيرا ، فالمكلفون بالعمل هذا العام لا يعملون في العام القادم وعلى نفس الشاكلة في الأمن العام ، وبشكل عام حجاج هذا العام يختلفون عن حجاج العام الذي يليه إلا بنسبة بسيطة ، وهذه أعطت رجل الأمن خبرة قوية في إدارة الحشود، وهذا يدل على عقلية رجل الأمن وجودة تعامله بكل اقتدار.
** اللواء التركي : تعمد الأمن العام أن يكلف الطلبة بقيادة هذه الحشود والخروج بهم إلى بر الأمان، وتنفيذ خطط المشاه وتهيئتهم ممكنة عن طريق التدريب ، وفي المملكة غالبا لا توجد مشكلة مشاه ولا نلمسها أي أن فرص اكتساب الخبرة عن طريق ذلك ضئيلة، وحتى لو جمعت إدارة تنظيم المشاه كل القوة المحددة لها فلن يتم ضمان استيعاب الخطة وتنفيذها على عكس العمل المروري الذي يسهل تنفيذه من خلال تكليف نسبة من رجال المرور ، ونسبة من رجال الأمن في مهام مماثلة لرجال المرور كقوات أمن الطرق وبالتالي نحن استفدنا من الطلبة في إدارة تنظيم المشاه ولدينا الفرصة لتهيئتهم وتدريبهم من خلال اعتماد مناهج ضمن منهج تأهيل رجل الأمن في ما يخص إدارة تنظيم المشاه والحشود أيضا كل رجال الأمن والمشاركين الجدد في هذه المهمات نضمن لهم وجود عامل الخبرة وبالإمكان الاستعانة بهم مستقبلا .
المنطقة المركزية
* هناك سباق محموم في الطريق إلى المنطقة المركزية رغم محدوديتها وضيقها ما هي مهام الأمن العام في ضبط ذلك؟
** اللواء التركي: هناك تنسيق قائم مع الجهات المكلفة بتطوير مكة المكرمة بشكل عام سواء كانت أمانة العاصمة المقدسة أو هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وتؤخذ وجهة النظر الأمنية فيما يتعلق بمتطلبات المحافظة على الأمن والسلامة، ومتطلبات إدارة حركة المرور والنقل، وبالتأكيد وجهة النظر الأمنية ألا تقوم مثل هذه المباني لكن نحن في زمن التطور الهندسي والتقنيات الحديثة ، فعلى سبيل المثال الساحات الشمالية التي أمر بتوسعتها خادم الحرمين الشريفين خضعت لكثير من الدراسات بمشاركة الجهات الأمنية، وكلفت مختلف الجهات بالجلوس مع الجهات الأمنية ومحاولة مناقشة التصاميم وبالذات فيما يتعلق بسلامة النقل والحركة والمشاه، وهناك الكثير من الأمور التي روعيت في تصاميم الساحات الشمالية التي نأمل من خلالها أن تكون إضافة جديدة . وهناك مقترحات بتعميم نفس المبدأ الذي تم به تنفيذ مشروع الساحات الشمالية على مختلف المشاريع التطويرية القادمة كطريق الملك عبد العزيز الموازي وجبل عمر وجبل خندمة وكل هذه المشاريع يؤخذ فيها بعين الاعتبار مسألة السلامة، ولكن نتمنى أن يتم التخفيف من المناطق السكنية داخل حدود الدائري الأول وبحسب خبرات رجال الأمن في مواسم الحج والعمرة فإن هذه المناطق لا تكفي لاستيعاب المصلين بالذات في شهر رمضان وأيام الجمع، ونسعى لمعالجة ذلك بالتنسيق مع هيئة تطوير مكة والمدينة والمشاعر المقدسة للاستفادة من التجربة التي نفذت ساحات الجمرات .
وشددوا على التأهيل والتدريب المسبق للمشاركين في الحج خاصة الطلبة الذين تتم الاستعانة بهم من مدن التدريب، وذلك على فن الاتصال والتخاطب مع الحجاج استشعارا لعظمة المناسبة.
وأشاروا إلى نقطة هامة تتعلق بالاستفادة من تجربة ساحات الجمرات في استيعاب الأعداد المتزايدة من المصلين في الحرم المكي.
فإلى تفاصيل ما دار في الحلقة الأخيرة من منتدى (عكاظ) الإعلامي :
الحملات غير النظامية
* ما مدى تجاوب وزارة الحج في الحد من الحملات غير النظامية التي تؤدي إلى التكدس والزحام في المشاعر المقدسة؟
**اللواء التركي: هناك عقوبات بالفعل توقع على الحملات المخالفة التي تغرر بالمسلمين وللأسف هي موجودة في مختلف أنحاء المملكة وكل همها الاستفادة منهم ماليا، وتحاول ترحيلهم بطرق ملتوية، وعندما يأتون إلى مكة لا يجدون خياما ولا وسائل نقل ، ودورنا مع كافة القطاعات المشتركة من الجوازات وغيرها هو الحيلولة دون ذلك ونتابع هذا الأمر في مداخل مكة وتحت كل الظروف ، وهناك لجنة مشكلة من وزارتي الحج والداخلية بموجب نظام حجاج الداخل تتولى النظر في مثل هذه المخالفات وتحدد بموجب النظام العقوبات التي يجب أن تطبق ، وأي حملة نظامية مرخصة من وزارة الحج ترصد عليها أي مخالفة أيضا هناك عقوبات وغرامات مالية تفرض عليها، وأحيانا يلغى التصريح وتمنع من الحصول عليه مرة أخرى .
خيام ورقية وبلاستيكية
* ظاهرة الخيام الورقية والبلاستيكية بدأت في الانتشار وهي تستخدم في منى من قبل رجال الأمن ؟
**اللواء التركي : كل رجال الأمن توفر لهم مخيمات ومعسكرات ومواقع مهيأة، وهناك إدارة مختصة في المشاريع والشؤون الهندسية وعدد كبير من المهندسين موجودون سنويا في مكة والمشاعر ومهمتهم إنشاء مثل هذه المواقع إلا أن المواقع التي نحصل عليها في مشعر منى محدودة ولا تكفي حتى رجال الأمن المكلفين بالعمل في المشعر، لذلك نستفيد أيضا من بعض المواقع التي خصصت لرجال الأمن في ساحات الجمرات، وهناك معسكرات أخرى في المعيصم ولا أعلم شيئا عن ما حدث لكن ربما هو تصرف فردي من رجل أمن، وإن كنت أشك فعلا في ذلك لأن رجال الأمن غير مصرح لهم بمثل هذا المسلك ، ولكن لدينا بعض المواقع نضطر لإقامة خيام بلاستيكية عليها أو تقليدية لأن المكلفين بالعمل لا يمكن تحريكهم بسهولة في أوقات الذروة لكن هذا لا يعني أنهم يقيمون في خيام بلاستيكية أو معرضة للحرائق لأننا لا بد أن نأخذ جميعا بعين الاعتبار التوجيهات السامية بهذا الخصوص ويشرف عليها الدفاع المدني ، ومواقعنا نظامية جدا ولدينا تنسيق مع أمانة العاصمة المقدسة لكنها ترى أن بعض المواقع تخص مكة وأهاليها ولا تريد أن تخصصها لأي جهة كانت، ونحن على استعداد لإنشاء مبان على هذه المواقع خارج المشاعر المقدسة ، وفي ما يتعلق بالمباني والخيام العشوائية على سفوح الجبال هناك لجنة تختص بذلك وهي لجنة إزالة التعديات التي تشرف عليها إمارة المنطقة، وتعنى بإزالة كل الخيام التي تنشأ بطريقة مخالفة أو غير مقاومة للحريق .
سرعة التعامل مع الطوارئ
* تحتل الجهات الحكومية والخدمية العاملة في الحج 17 % من مساحة مشعر منى ، ألا يتسبب ذلك في تضييق الطاقة الاستيعابية للحجاج في منى؟
** اللواء التركي : لا شك بأنه من الضروري في مشعر منى أن تستقطع مساحات للطرق، وأخرى للمستشفيات، وأخرى للمساحات التجارية المختلفة، وأيضا لدورات المياه فلو حولت كلها إلى سكن للحجاج فلن تكون الحركة سهلة، ولدينا مواقع في منى، ومنها مواقع تباشر المهام منها وكل ما تم التقليل من المواقع الأمنية ستجد أن زمن الاستجابة للحدث أطول، فمثلا الدفاع المدني إذا لم تكن الإدارة في كامل جاهزيتها وسط منى وفي الساعات الحرجة قد يحدث ما لا يحمد عقباه ، إذن لا بد من ضمان وجود رجل الأمن قريبا دائما من الحدث لضمان سرعة المعالجة وهذا يساعدنا على تحقيق المستوى المنشود من الخدمة .
قطاعات الداخلية الأقل مساحة
** اللواء الخليوي : من الغرابة إنشاء منشأة بهذه الضخامة ولا يفكر بمشغلين ولو لشخص واحد، وهذا ما أكدته في عدد من ورش العمل أنه من الخطأ إنشاء مشروع كمنشأة الجمرات دون إيجاد موقع للمشغلين . من السهل إيجاد منشأة، ولكن من الأهم إيجاد موقع للمشغلين والصيانة وبالنسبة للأمن العام كإدارة لتنظيم المشاه كان لدينا 10 آلاف تقريبا من ضباط وأفراد وطلبة منتشرين، وكانت المساحة التي شغلناها 40 ألف متر مربع، وهذا العام بعد الانتهاء من المرحلة الرابعة وصلت المساحة المخصصة لنا إلى 20 ألف مترمربع فقط، واستطعنا أن نضغط أنفسنا من أجل تشغيل الطرق المؤدية إلى منشأة الجمرات، ويمكن أن تصل في المرحلة الخامسة إلى مساحات أقل فلذلك المشغل هو آخر من يفكر في إيجاد موقع له والانطلاق منه . واعتقد أن عملا كتنظيم المشاة وهو الأمر ذو العلاقة المباشرة مع الظروف الطارئة من المهم أن يكون قريبا من منطقة الحدث ، الجانب الثاني هو أن قطاعات وزارة الداخلية الأقل مساحة بين القطاعات الأخرى.
الخفض تدريجي
** اللواء التركي : الخفض تدريجي مستمر لأن ذلك غير ممكن دون الأخذ بعين الاعتبار قضية البدائل ومراعاة الشكل ومستوى الأداء للمهمات، والحج هو موسم واحد ولمدة أسبوع واحد فقط والدورة بطيئة وليس من الممكن زيادة سرعتها .
إدارة تنظيم المشاة
* يشتكي بعض الحجاج من معاملة الطلاب والمتدربين في إدارة تنظيم المشاة ربما لحداثة التجرية وصغر السن، هل هناك تدريب خاص لهذه الكوادر ، وهل قوات تنظيم المشاة مستمرة أم أنها لمعالجة حالات خاصة؟
** اللواء الخليوي : إدارة تنظيم المشاة بدأت مع بناء المنشأة الجديدة، وهي قوة فرضها الواقع الجديد للتعامل مع حشود هائلة داخل مسارات ومداخل ومخارج جميعها محددة ومنع الافتراش وحمل الأمتعة ، وعندما صدر قرار وزير الداخلية بإنشاء هذه الإدارة وبدء انطلاقتها عام 1427 هـ مع انتهاء ما نسبته 25 % من مشروع جسر الجمرات حيث كان لزاما على الأمن العام إيجاد قوة تعنى بالتعامل مع هذه الحشود الهائلة داخل الجمرات، وهناك دعم وتوجيه من مدير الأمن العام، واستفدنا من ثلاثة أشياء رئيسة وبدأنا بإعداد خطة تواكب أرض الواقع ومتغيراته، واستفدنا من الخبرات المتراكمة لإدارة أمن الحج والعمرة ، كما استفدنا من الدراسات التي يعدها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة فيما يتعلق بالتعامل مع الحشود بعد أن أصبح فن إدارة الحشود علما متخصصا بذاته، وعلينا أن ندرك تماما أنه في المملكة فقط يتحرك ثلاثة ملايين حاج في أوقات محددة وأزمنة معلومة وضيقة أحيانا، ونحن انطلقنا من هذه الدراسات ووضعنا الخطة بعد تحديد كثافة كل طريق وبدأنا من المعيصم، وبناء على المعطيات والدراسات التي استخدمناها وورش العمل التي عقدت منذ حج عامي 1426 - 1427 ، خرجنا بتصور للخطة وبدأنا التنفيذ ووجدنا أن القوة تحتاج إلى 10 آلاف فرد، وكان الجميع هم من يعملون في التدريب من ضباط وأفراد وطلبة من مدن التدريب في الرياض ، مكة المكرمة ، الشرقية ، وعسير وبدأنا في برنامج يعتمد في مضمونه على تدريب العنصر البشري بمعنى خضوع الطالب قبل مهمة الحج بحوالى 5 أشهر لتدريب خاص يتم فيه عمل برامج بالتعاون مع الجامعات وما يتعلق بفن الاتصال والتخاطب وبرامجه واستشعاره للمهمة التي أوكلت إليه وشرح الخطة. وهذه العملية تستمر من شعبان تقريبا وحتى الانتقال إلى الحج وقبل أسبوعين يتم إعداد برنامج تطبيقي يخص الطلبة، ويتضمن التدريب الصباحي رفع المستوى اللياقي والتعرف على المواقع المختلفة والتطبيق على أرض الميدان، ونركز على المحاضرات اللامنهجية بالتعاون مع إدارة العلاقات العامة ونهدف بذلك إلى تهيئة الطالب لمهمته . وبحكم مسؤوليتي عن هذه الإدارة من عام 1427 كل ما وجدناه هو الرضا عن هذه القوة والشكر من الحجاج، وأؤكد أن هناك خططا افتراضية طبقت للطلبة وما يتعلق بتقديم كل الخدمات، وهذه القوة تتسم بالمرونة ومع وجود المستوى الرابع في الجسر هذا العام سنخفف من العائدين عبر طريق الملك فيصل المتجهين إلى شرق منى وسيكون درج ربوة الحضارم منطقة صعود وليست منطقة نزول كما كانت العام الماضي .
ففي الموسم الماضي ظهرت لنا نقطة تلاق في اليوم العاشر من الساعة الخامسة والنصف صباحا وحتى الثانية عشرة والنصف ظهرا بين القادمين من طريق الملك فيصل وطريق الملك عبد العزيز والعائدين من الطريق نفسه، حيث يلتقون عند مدخل طريق المشاة ويحصل ما يسمى بالدوامة أو البقعة السوداء، وتمت معالجة هذا الأمر بحيث يتم هذا العام تحويل القادمين من مزدلفة أو من طريق الملك فيصل قبل هذه النقطة إلى طريق المشاه ، كما تم الاتفاق هذا العام مع الزملاء في قيادة المرور على جعل حركة المشاه على طريق نفق المشاه المظلل قبل بداية الذروة، وذلك لتمكين أكبر عدد من الحافلات من الدخول إلى بطن وادي منى وهذا سيخفف بالتأكيد من الارتداد الحاصل في عرفة ومزدلفة . كذلك لاحظنا في أعوام سابقة أن بعض الحجاج يصر على الذهاب إلى طريق المشاه المظلل لاعتقادهم بأنه الطريق الوحيد إلى الجمرات فقمنا بمعالجة الأمر من خلال تقسيم القادمين من مزدلفة على طريق المشاه بحيث نفصل الكتلة الهائلة على جزءين أحدهما يدخل إلى طريق المشاه المظلل، والآخر إلى سوق العرب والجوهرة .
** اللواء الخليوي : نحن بالفعل نواجه تحديا كبيرا ، فالمكلفون بالعمل هذا العام لا يعملون في العام القادم وعلى نفس الشاكلة في الأمن العام ، وبشكل عام حجاج هذا العام يختلفون عن حجاج العام الذي يليه إلا بنسبة بسيطة ، وهذه أعطت رجل الأمن خبرة قوية في إدارة الحشود، وهذا يدل على عقلية رجل الأمن وجودة تعامله بكل اقتدار.
** اللواء التركي : تعمد الأمن العام أن يكلف الطلبة بقيادة هذه الحشود والخروج بهم إلى بر الأمان، وتنفيذ خطط المشاه وتهيئتهم ممكنة عن طريق التدريب ، وفي المملكة غالبا لا توجد مشكلة مشاه ولا نلمسها أي أن فرص اكتساب الخبرة عن طريق ذلك ضئيلة، وحتى لو جمعت إدارة تنظيم المشاه كل القوة المحددة لها فلن يتم ضمان استيعاب الخطة وتنفيذها على عكس العمل المروري الذي يسهل تنفيذه من خلال تكليف نسبة من رجال المرور ، ونسبة من رجال الأمن في مهام مماثلة لرجال المرور كقوات أمن الطرق وبالتالي نحن استفدنا من الطلبة في إدارة تنظيم المشاه ولدينا الفرصة لتهيئتهم وتدريبهم من خلال اعتماد مناهج ضمن منهج تأهيل رجل الأمن في ما يخص إدارة تنظيم المشاه والحشود أيضا كل رجال الأمن والمشاركين الجدد في هذه المهمات نضمن لهم وجود عامل الخبرة وبالإمكان الاستعانة بهم مستقبلا .
المنطقة المركزية
* هناك سباق محموم في الطريق إلى المنطقة المركزية رغم محدوديتها وضيقها ما هي مهام الأمن العام في ضبط ذلك؟
** اللواء التركي: هناك تنسيق قائم مع الجهات المكلفة بتطوير مكة المكرمة بشكل عام سواء كانت أمانة العاصمة المقدسة أو هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وتؤخذ وجهة النظر الأمنية فيما يتعلق بمتطلبات المحافظة على الأمن والسلامة، ومتطلبات إدارة حركة المرور والنقل، وبالتأكيد وجهة النظر الأمنية ألا تقوم مثل هذه المباني لكن نحن في زمن التطور الهندسي والتقنيات الحديثة ، فعلى سبيل المثال الساحات الشمالية التي أمر بتوسعتها خادم الحرمين الشريفين خضعت لكثير من الدراسات بمشاركة الجهات الأمنية، وكلفت مختلف الجهات بالجلوس مع الجهات الأمنية ومحاولة مناقشة التصاميم وبالذات فيما يتعلق بسلامة النقل والحركة والمشاه، وهناك الكثير من الأمور التي روعيت في تصاميم الساحات الشمالية التي نأمل من خلالها أن تكون إضافة جديدة . وهناك مقترحات بتعميم نفس المبدأ الذي تم به تنفيذ مشروع الساحات الشمالية على مختلف المشاريع التطويرية القادمة كطريق الملك عبد العزيز الموازي وجبل عمر وجبل خندمة وكل هذه المشاريع يؤخذ فيها بعين الاعتبار مسألة السلامة، ولكن نتمنى أن يتم التخفيف من المناطق السكنية داخل حدود الدائري الأول وبحسب خبرات رجال الأمن في مواسم الحج والعمرة فإن هذه المناطق لا تكفي لاستيعاب المصلين بالذات في شهر رمضان وأيام الجمع، ونسعى لمعالجة ذلك بالتنسيق مع هيئة تطوير مكة والمدينة والمشاعر المقدسة للاستفادة من التجربة التي نفذت ساحات الجمرات .