لو علم الرجال ما في الحمير

فاطمة بنت محمد العبودي

قرأت إحدى الصديقات غير المتزوجات ممن يولين التغذية أهمية كبيرة المقولة المعروفة «لو عرفت المرأة ما في الجرجير لزرعته تحت السرير» فداومت على أكل الجرجير يومياً حرصاً على فائدته، ولما علمت المقصود من العبارة تركته إلى غير رجعة. أما علاقة الجرجير بالحمير في عنوان المقال، فكلاهما يعالج نقصاً وينشط ضعفاً.
فقد اكتشف في الصين أنه يمكن استخلاص منشطات جنسية من جلود الحمير دون أي آثار جانبية، على الإنسان طبعاً وليس الحمير، أما الحمير فيخشى انقراضها بعد هذا الاكتشاف، لكنني أتصور أن الحمير تفضل الموت في سبيل البشرية، على الحياة بدون فائدة، فهذا الدواء سيرد للحمير اعتبارها فبعد أن رافقت الحمير الإنسان منذ الخليقة وتحملت المشاق نيابة عنه، تضاءل دورها في عصرنا الحاضر، حتى كاد أن ينعدم.
لكن هذه الدراسة سترفع من قدر الحمير خاصة في دول الخليج، حيث أثبتت الدراسات أن دول الخليج أنفقت أكثر من 15 مليار دولار على الفياجرا عام 2005م وأن هذا الرقم في ازدياد، على الرغم من آثاره الجانبية.
وتشير إحدى الدراسات إلى أن السعودية التاسعة على مستوى العالم استهلاكا للمقويات الجنسية، وأن نسبة استهلاك السعوديين تزيد عشرة أضعاف على ما يستهلك في روسيا، رغم أن عدد سكان روسيا يزيد على عدد سكان المملكة بعشرة أضعاف. ورغم أنني أعتقد أن عدم إقبال الروس سببه غلاء المنشطات وليس عدم الحاجة إليها، إلا أن الدراسة أرجعت ارتفاع استهلاك السعوديين لها إلى عدد من الأمراض العضوية، كارتفاع نسبة المصابين بمرض السكري حيث تصل إلى 15% في حين أنها لا تتجاوز 3- 5% في باقي دول العالم، وكذلك ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الضغط، وزيادة نسبة الدهون في الدم نتيجة لأنماط التغذية غير الصحية، وزيادة وزن الجسم والسمنة، وقلة ممارسة الرياضة، كما ذكرت دراسة أخرى أن التدخين بشراهة يساهم في المشكلة.
وقالت دراسة طبية حديثة إن نحو 25% من السعوديين مصابون بالضعف الجنسي نتيجة لأسباب نفسية بالإضافة إلى الأسباب العضوية، خصوصاً من فئة الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و25 عاماً، بحسب تقرير ورد في الطبعة السعودية لإحدى الصحف.
وعوداً على العنوان أقول، بانتظار مساهمة الحمير في حل المشكلة، تبقى في ذهني عدد من الأسئلة المعلقة، فكيف فكر العلماء الصينيون بفحص جلود الحمير لهذا الغرض، من المؤكد أن اكتشاف هذه المادة جاء صدفة، ثم هل تستفيد الحمير مما على جلودها أم أنها كالأسفار على ظهورها، ثم هل يتقبل الرجال دواء من جلود الحمير، أم أن كرامتهم تأبى قبول اكتساب الفحولة من الحمير، وأخيراً هل تقبل النساء على رجال فاقتهم الحمير قدرة فاستعانوا بمنتجاتها؟ تناولي لهذا الموضوع من باب الطرافة، بعد قراءتي الخبر الوارد من الصين ليس إلا.
fma34@yahoo.com

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة