العام الجديد.. توازن دولي وتوجه نحو الدبلوماسية

فتحي عطوة -القاهرة

ساعات وينقضي عام 2008 ويطل علينا عام جديد محملا بأحداث يمكن أن تعيد رسم ملامح النظام الدولي ، ووضع المنطقة العربية فيها . ومن أهم هذه الأحداث القمة العربية الاقتصادية الأولى في الكويت يومي 19و20 من يناير ، والتي ستتزامن مع تولي الرئيس باراك أوباما رسميا مقاليد الحكم ، كما يشهد انتهاء معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية. ماحدث خلال العام المنصرم وما هو متوقع خلال العام القادم يشكل خيطا لاستشراف المستقبل ، لذا يمكن القول إن القمة الاقتصادية العربية سيتم خلالها تحويل منطقة التجارة الحرة إلى اتحاد جمركي في الفترة من عام 2015 إلى 2020 ثم تحويله بعد ذلك إلى سوق عربية مشتركة. إقليميا ستتجه الأزمة الإيرانية الأمريكية إلى الحلول الدبلوماسية بدلا من المواجهة ، كما ستتكاتف الدول العربية في مواجهة ظاهرة القرصنة من خلال حل المشكلة الصومالية أولا ، وستستمر الأزمة الحالية في دارفور لتلقي بظلالها على علاقات السودان مع الغرب. وعالميا : ستسيطر الأزمة المالية العالمية على أحداث العام ، وستزداد معاناة الفقراء مع انصراف الأغنياء عن مساعدتهم ، لكن العلاقات الدولية بين القوى الكبرى في العالم ستشهد مزيدا من التعاون خاصة بين الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي بعدما سيطرت روح جديدة على السياسة الأمريكية ، بعد انتهاء حقبة تاريخية حاولت واشنطن فرض القطبية الأحادية والسيطرة على العالم. كما أن العالم سيشهد انتهاء المواجهة بين الدولة العظمى سياسياً "أمريكا" مع الدول الكبرى الأخرى في العالم، الأمر الذي سيضطر الولايات المتحدة إلى وقف تدخلاتها غير المبررة.
سيشهد العالم مزيدا من التوازن في العلاقات بين جانبي الأطلسي ، وبين روسيا والولايات المتحدة.