عبدالرحمن: الشرع والعقل ليسا فقط متكاملين بل متداخلان

وائل الحارثي - مكة المكرمة

دعا المفكر المغربي وأستاذ الفلسفة في جامعة محمد الخامس بالرباط الدكتور طه عبدالرحمن العلماء في السعودية، بالتواصل مع إخوتهم، ولفت إلى أنه لم يتمكن خلال خمسة وعشرين عاما -كان يتشوف فيها للحضور لبلاد الحرمين- من اللقاء بطلبة العلم والعلماء في هذا البلد، مع تلهفه ورغبته الحقيقية في التواصل معهم، حيث أظهر تقديرا كبيرا لعلماء وطلاب العلم في هذا البلد، الذي يتفق معهم في أهمية مناهضة الفكر العلماني وأطروحات التنوير الغربي التي يتبنى ترويجها في البيئة العربية وبلسان عربي بعض من المشارقة والمغاربة بتلك الأدوات البحثية الغربية التي يحكمونها أو يزعمون ذلك، ويحاولون تطبيقها على التراث الإسلامي والعربي، في محاكمة تاريخية بغير ميزان سوى القفز حول كل ما يرونه حاجزا عن العبث الحداثي والعدم الثقافي التائه!. وقد تحدث عبدالرحمن في ديوانية (الرويزن) الثقافية بمكة المكرمة الأسبوع الماضي، وسط حشد مميز من طلبة العلم والدعاة، عن نشأته في بيت علم وعبادة وزهد، وكيفية تلقيه العلم وتخصصه بعد ذلك في الفكر والفلسفة. وانتقل الى ذكر القناعات التي تكونت لديه خلال مسيرته الدينية والعلمية ثم أثرت في إنتاجه واطروحاته، ملخصا إياها في ثلاث نقاط: الأولى، (تكامل المعرفة الإنسانية). والثانية، (ضرورة تحصيل لغات متعددة). أما الثالثة، فهي (تداخل العقل والشرع) حيث يرفض التقابل الذي استمر عبر التاريخ الإسلامي القائم بين العقل والشرع. حيث ينتقد الدكتور طه مقولة: إن الشرع والعقل متكاملان، بل الأصوب في رأيه أنهما متداخلان والتعبير بالتكامل درجة أقل من التداخل، فالتكامل يعني أن العقل يؤيد ما يأت به الشرع وهذا لايكفي، بل العقل والشرع لا يتمايزان.