غزة تحتضر والعالم يتفرج

الأهالي يصرخون: لاخبز ..لاماء.. لاكهرباء

غزة تحتضر والعالم يتفرج

ردينة فارس- غزة

قصف جوي متواصل لسبعة أيام .. قصف بري يهز أركان المدينة .. وعلى طول الشريط الحدودي .. هكذا ليل غزة ونهارها , لاصوت يعلو على صوت القصف .. غزة تحتضر والموت يزرع في كل مكان .. القصف يستهدف كل شيء .. المواقع العسكرية .. المؤسسات المدنية .. المساجد .. منازل المواطنين .. ووصل حتى إلى مقابر الموتى. حين تمشي في شوارع غزة المهجورة والمشلولة , لا تشم إلا رائحة الغبار المشبع برائحة الموت والدم يزكم الأنوف ، والشوارع خالية إلا من بعض المضطرين من المارة وبعض السائقين المغامرين.
لاكهرباء ولامياه
الظلام يلف غزة من أقصاها إلى أقصاها , فلا يكاد يرى المواطن الغزي نور الكهرباء لساعات قليلة حتى تغيب لأيام .. انقطاع الكهرباء يمثل كارثة لأصحاب البنايات العالية والأبراج , فانقطاع الكهرباء يعني انقطاع المياه التي ارتفعت أثمانها فثمن اللتر الواحد من البنزين اللازم لتشغيل " ماتور ضخ المياه " خمسة دولارات .
المنطقة الأكثر حركة وحيوية هي المنطقة المحيطة بمستشفى الشفاء، وسط غزة، حيث المواطنون الذين جاؤوا للبحث عن شهيد مجهول لم يتم التعرف عليه في ثلاجة الموتى, أو نسوة جئن لزيارة مصابين , ولا تغيب الطائرات الإسرائيلية عن سماء غزة .
السكان المجاورون للأماكن التي استهدفها القصف هجروا منازلها , ولجأوا إلى قريب أوجار للاحتماء من برد شتاء قارس.
سيدة تقطن في منزل مكون من عدة طبقات بجوار المجلس التشريعي دمر بشكل كامل، قالت نحن لا نعرف ماذا سيقصفون بعد ذلك، ما باليد حيلة لا يوجد مكان نهرب إليه، لقد قمنا بوضع الكرتون والبلاستيك على نوافذ المنزل , فليس لنا مكان آخر نذهب إليه؟
رب عائلة من منطقة حي الصبرة اضطر إلى أخذ ما تيسر من منزله ، واصطحب أطفاله الخمسة ووالدتهم، ليتوجهوا إلى منزل شقيقه في حي النصر، بعد تلقي صاحب احد الـمنازل المجاورة من أعضاء حماس تهديداً بقصف منزله.
طوابير الخبز
المواطنون في غزة منشغلون بتأمين لقمة الخبز لأطفالهم , حيث يضطر الرجال والنساء إلى الاصطفاف في طوابير طويلة تمتد لساعات طويلة أمام المخابز للحصول على ربطة خبز , فلا إمكانية أن تقوم النسوة بتحضير الخبز , حيث الكهرباء مقطوعة , والغاز مقطوع , وحتى الحطب لا يمكن توفيره.
أما المزارعون فلا يستطيعون جني محاصيلهم لتعذر الوصول إليها , ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بشكل جنوني .. أحد المزارعين في بلدة بيت لاهيا كان يتوقع موسما زراعيا جيدا بسبب هطول الأمطار إلا أن هطول الصواريخ والقذائف صادر أي حلم في الوصول إلى أرضه الزراعية خاصة بعد ان تبين وجود العديد من الألغام الأرضية والقذائف التي تطلقها طائرات ودبابات الاحتلال .
الغزيون الذين يتعرضون للموت والحصار وفقدان كل وسائل الحياة , و يستمعون ويشاهدون شاشات التلفزيون في أوقات قليلة , باتوا يصرخون لمن يظهرون من المراقبين والمحللين لاسيما أولئك الذين يتشدقون بالصمود ويتحدثون عن النصر ويدعون للتظاهرات والمسيرات قائلين لهم: كفاكم جعجعة , فنحن لا نرى سوى الموت والتدمير , فمن لم يمت بالقصف مات بغيره.