حلقة خضروات جدة تحت حصار المجاري والتلوث
صرخة إلى الأمانة وجمعية حماية المستهلك
السبت / 06 / محرم / 1430 هـ السبت 03 يناير 2009 20:34
سالم الجهني - جدة
يوم بعد آخر، تزداد الأوضاع سوءا فى حلقة خضروات حى الصفا في جدة، ويشكو روادها من تدني مستوى النظافة، والطفح المستمر لمياه المجارى داخل ممراتها وصالاتها والساحات المحيطة بها؛ مما يشكل خطورة صحية على من يشترون منها وعلى الذين يسكنون بجوارها أو يعملون فى محيطها. ويخشى كثيرون أن يؤدي الإهمال الذى يسود الحلقة حاليا إلى كارثة صحية، لا سيما فى ظل ما يتردد عن دخول خضروات وفواكه يتم ريها بمياه الصرف الصحى، وظهور بعض الحالات المرضية لأشخاص تناولوا خضروات ورقية منها. ويطالب عدد كبير من الذين التقتهم (عكاظ) بتشديد الرقابة على هذه الحلقة وإنشاء مختبر لسلامة الغذاء بها ومحاسبة المسؤولين عن وصولها إلى هذا المستوى المتدني ومعاقبة الشركة المسؤولة عن عمال النظافة الذين تركوا واجبهم وعملهم الأساسي وتفرغوا للتحميل والتنزيل وتعبئة الخضروات والفواكه فى كراتين مستخدمة من قبل، تجلب من مرادم النفايات بمساعدة سماسرة وتجار مخلفات، تؤدي فى النهاية إلى إصابة الخضروات بالتلوث والمواطن بالأمراض.
أمراض مختلفة
محمد شاكر الشريف، أصيب بآلام شديدة في معدته، وبعد عدة تحليلات، تبين أنه مصاب بالتهاب فى الأمعاء. ووفقا للأطباء اتضح أن سببب مرضه تناول خضروات ملوثة كان الشريف اشتراها -حسب قوله- من حلقة الخضار فى الصفا، مشيرا إلى أنه تمكن من تجاوز الأزمة بعد رحلة علاجية دامت ثلاث سنوات تعذب خلالها فى أكثر من مستشفى، والتهمت من دخله الشيء الكثير؛ وقرر االشريف عدم الشراء من هذه الحلقة مرة أخرى، التي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن مقر سكنه.
ويطالب أنور محمود، الجهات المعنية، بتشديد الرقابة على حلقة الخضار ومنع ما يحدث فيها من تجاوزات تتعلق بصحة الإنسان والبيئة, مشيرا إلى أنها في الفترة الأخيرة، أصبحت محاصرة بمياه الصرف الصحي وتحولت على يد بعض العمالة الوافدة إلى سوق خفية لتجارة العبوات الكرتونية الملوثة أو المضرة بصحة الإنسان.
ويصف خليل محمد ما يحدث فى حلقة الخضار من إهمال الآن بالوضع المؤسف قائلا «محيط حلقة الخضار تحول إلى ما يشبه المستودع للمرض بسبب تدني مستوى النظافة، وانتشار المخلفات والنفايات التي تجلب الميكروبات للعاملين وللخضروات والفواكه معا، فضلا عن طفح المجاري المستمر.
عمالة مهملة
ويقول عبد الرحمن الزهرانى -موظف قطاع خاص يسكن بجوار الحلقة- «يبدو أن عمال النظافة وجدوا في حلقة خضار الصفا مكانا مناسبا لزيادة دخلهم، فبدلا من التفرغ للنظافة أصبحوا يرصدون الزبائن ويركضون خلفهم للتحميل، كما يشارك بعضهم فى عمليات تنزيل الخضار وتغليفه دون أدنى التزام بالشروط الصحية الواجب توفرها فى مثل هذه الحالات، يعملون بأيد ملوثة بالقاذورات وملابس ملطخة بمخلفات حاويات النفايات».
غياب الرقابة
ويربط خليل السعدي ما بين هذه الحال المتدهورة وانتشار بعض الأمراض في أوساط السكان، غير أن أكثر ما يثير حفيظته هو الغياب شبه التام للجهات الرقابية التي يمكنها وضع حد لهذه المسألة والعناية بحلقة الخضار التي أصبحت هاجسا يؤرق مضاجع السكان في شمال المحافظة.
ويذكر سالم البلوي أنه إلى وقت قريب، كان يشتري الخضروات الورقية، لكنه توقف بعد أن علم أن بعضها يجلب من مناطق تروى بمياه صرف صحى أو ما يسمونه مياها معالجة، ولكن ما يؤرقه الآن تحول شوارع الحلقة وممراتها إلى مستنقعات لمياه الصرف الصحي.
مختبر خاص
ويضيف البلوى «قاطعت تماما المنتجات الزراعية التي لا يمكن طهيها مثل الخس والجرجير والكراث والفجل والملوخية الخضراء، لأننى أشعر بعدم ارتياح عند تناولها، خشية أن تكون مغمورة بمياه المجاري».
ويقترح البلوي إنشاء مختبر داخل حلقة خضروات جدة على غرار ما هو موجود في حلقة خضار عنيزة، لفحص كافة ما يأتي لهذه السوق من منتجات زراعية ربما تكون ملوثة أو غير صالحة للاستخدام الآدمي، مؤكدا أن مثل هذا المختبر لا يكلف الكثير ويمكنه وضع حد للتجاوزات التي تطال صحة وحياة السكان والمترددين على الحلقة.
ويطرح سعيد الشهراني (موظف) تساؤلا مهما أليس من حق المواطن أن يطمئن على نظافة طعامه، بحيث يكون خاليا من أي تلوث عضوي أو كيميائي أو ميكروبي، وإلى متى يظل ما نتناوله من طعام وشراب بعيدا عن الرقابة؟ معتبرا المسؤولية هنا مشتركة ما بين البائع والأمانة.
كما يتساءل الشهرانى عن دور جمعيات حماية المستهلك، ولماذا لا ترسل مندوبا منها أو عضوا ليرى بنفسه ما يحدث فى حلقة الصفا، وليتم التأكد من أن المنتجات الزراعية قد زرعت ورويت وقطفت وغلفت ووزعت باستخدام التقنية النموذجية البعيدة عن أي مصدر للتلوث.
انتقال الميكروبات
وعن خطورة وضع القمامة والمخلفات إلى جانب كراتين الخضروات، تؤكد الدكتورة فاطمة الزهراء بنت محمد الأنصاري أن ذلك يؤدي إلى انتقال الميكروبات عن طريق الحشرات، مثل الذباب الذي يعتبر من أكثر نواقل الميكروبات إلى الأطعمة، وأيضا الخضروات الورقية تعتبر بيئة خصبة لنمو الطفيليات والحشرات، لذلك يجب أن تكون أماكن رمي النفايات بعيدا عن الأماكن التي تخزن فيها الخضروات.
وأوضحت الأنصاري أنه من السهل انتقال هذه الميكروبات والطفيليات إلى الإنسان عند تناوله لهذه الخضروات غير النظيفة، مشيرة إلى أن أكثر الأمراض انتشارا عن طريق الخضروات، الدوسنتاريا والتهابات الأمعاء الدقيقة والغليظة الناتجة عن الديدان. مشددة على ضرورة وأهمية تنظيف الخضار والفواكه بالماء الجاري جيدا، ولا يكتفى بغسلها بماء قليل أو شطفها.
أمراض مختلفة
محمد شاكر الشريف، أصيب بآلام شديدة في معدته، وبعد عدة تحليلات، تبين أنه مصاب بالتهاب فى الأمعاء. ووفقا للأطباء اتضح أن سببب مرضه تناول خضروات ملوثة كان الشريف اشتراها -حسب قوله- من حلقة الخضار فى الصفا، مشيرا إلى أنه تمكن من تجاوز الأزمة بعد رحلة علاجية دامت ثلاث سنوات تعذب خلالها فى أكثر من مستشفى، والتهمت من دخله الشيء الكثير؛ وقرر االشريف عدم الشراء من هذه الحلقة مرة أخرى، التي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن مقر سكنه.
ويطالب أنور محمود، الجهات المعنية، بتشديد الرقابة على حلقة الخضار ومنع ما يحدث فيها من تجاوزات تتعلق بصحة الإنسان والبيئة, مشيرا إلى أنها في الفترة الأخيرة، أصبحت محاصرة بمياه الصرف الصحي وتحولت على يد بعض العمالة الوافدة إلى سوق خفية لتجارة العبوات الكرتونية الملوثة أو المضرة بصحة الإنسان.
ويصف خليل محمد ما يحدث فى حلقة الخضار من إهمال الآن بالوضع المؤسف قائلا «محيط حلقة الخضار تحول إلى ما يشبه المستودع للمرض بسبب تدني مستوى النظافة، وانتشار المخلفات والنفايات التي تجلب الميكروبات للعاملين وللخضروات والفواكه معا، فضلا عن طفح المجاري المستمر.
عمالة مهملة
ويقول عبد الرحمن الزهرانى -موظف قطاع خاص يسكن بجوار الحلقة- «يبدو أن عمال النظافة وجدوا في حلقة خضار الصفا مكانا مناسبا لزيادة دخلهم، فبدلا من التفرغ للنظافة أصبحوا يرصدون الزبائن ويركضون خلفهم للتحميل، كما يشارك بعضهم فى عمليات تنزيل الخضار وتغليفه دون أدنى التزام بالشروط الصحية الواجب توفرها فى مثل هذه الحالات، يعملون بأيد ملوثة بالقاذورات وملابس ملطخة بمخلفات حاويات النفايات».
غياب الرقابة
ويربط خليل السعدي ما بين هذه الحال المتدهورة وانتشار بعض الأمراض في أوساط السكان، غير أن أكثر ما يثير حفيظته هو الغياب شبه التام للجهات الرقابية التي يمكنها وضع حد لهذه المسألة والعناية بحلقة الخضار التي أصبحت هاجسا يؤرق مضاجع السكان في شمال المحافظة.
ويذكر سالم البلوي أنه إلى وقت قريب، كان يشتري الخضروات الورقية، لكنه توقف بعد أن علم أن بعضها يجلب من مناطق تروى بمياه صرف صحى أو ما يسمونه مياها معالجة، ولكن ما يؤرقه الآن تحول شوارع الحلقة وممراتها إلى مستنقعات لمياه الصرف الصحي.
مختبر خاص
ويضيف البلوى «قاطعت تماما المنتجات الزراعية التي لا يمكن طهيها مثل الخس والجرجير والكراث والفجل والملوخية الخضراء، لأننى أشعر بعدم ارتياح عند تناولها، خشية أن تكون مغمورة بمياه المجاري».
ويقترح البلوي إنشاء مختبر داخل حلقة خضروات جدة على غرار ما هو موجود في حلقة خضار عنيزة، لفحص كافة ما يأتي لهذه السوق من منتجات زراعية ربما تكون ملوثة أو غير صالحة للاستخدام الآدمي، مؤكدا أن مثل هذا المختبر لا يكلف الكثير ويمكنه وضع حد للتجاوزات التي تطال صحة وحياة السكان والمترددين على الحلقة.
ويطرح سعيد الشهراني (موظف) تساؤلا مهما أليس من حق المواطن أن يطمئن على نظافة طعامه، بحيث يكون خاليا من أي تلوث عضوي أو كيميائي أو ميكروبي، وإلى متى يظل ما نتناوله من طعام وشراب بعيدا عن الرقابة؟ معتبرا المسؤولية هنا مشتركة ما بين البائع والأمانة.
كما يتساءل الشهرانى عن دور جمعيات حماية المستهلك، ولماذا لا ترسل مندوبا منها أو عضوا ليرى بنفسه ما يحدث فى حلقة الصفا، وليتم التأكد من أن المنتجات الزراعية قد زرعت ورويت وقطفت وغلفت ووزعت باستخدام التقنية النموذجية البعيدة عن أي مصدر للتلوث.
انتقال الميكروبات
وعن خطورة وضع القمامة والمخلفات إلى جانب كراتين الخضروات، تؤكد الدكتورة فاطمة الزهراء بنت محمد الأنصاري أن ذلك يؤدي إلى انتقال الميكروبات عن طريق الحشرات، مثل الذباب الذي يعتبر من أكثر نواقل الميكروبات إلى الأطعمة، وأيضا الخضروات الورقية تعتبر بيئة خصبة لنمو الطفيليات والحشرات، لذلك يجب أن تكون أماكن رمي النفايات بعيدا عن الأماكن التي تخزن فيها الخضروات.
وأوضحت الأنصاري أنه من السهل انتقال هذه الميكروبات والطفيليات إلى الإنسان عند تناوله لهذه الخضروات غير النظيفة، مشيرة إلى أن أكثر الأمراض انتشارا عن طريق الخضروات، الدوسنتاريا والتهابات الأمعاء الدقيقة والغليظة الناتجة عن الديدان. مشددة على ضرورة وأهمية تنظيف الخضار والفواكه بالماء الجاري جيدا، ولا يكتفى بغسلها بماء قليل أو شطفها.