تسببت أمطار غزيرة هطلت على منطقتي جازان وعسير في إرباك حركة السير واختناقات مرورية وانهيارات صخرية وغمرت العديد من المنازل، بينما أدى سوء الأحوال الجوية إلى إغلاق مطار أبها الإقليمي، وجدد معاناة أسرة مكونة من زوجين معاقين وطفلين في محافظة الطائف. وقد استيقظ سكان منطقة جازان فجر أمس الاثنين على وقع أمطار غزيرة تواصلت على مدى خمس ساعات، وشملت كافة مدن وقرى المنطقة محدثة أضرارا جسيمة في الطرق الرملية والإسفلتية واختناق مروري كبير بداية بجسر الظبية لمسافة وصلت إلى 4كلم حتى مشارف مدينة صبيا مما أدى إلى احتجاز العديد من السيارات وجرفت سيول وادي ذهبان سيارة يستقلها أربعة مواطنين وتم إنقاذهم.
إتلاف كتب وأثاث مدرسي
وأدت مياه الأمطار المتراكمة إلى إتلاف مجموعة من الكتب والأثاث المدرسي والوسائل التعليمية الأخرى في مستودعات إدارة التربية والتعليم للبنين وإغراق بسطات سوق الخضار .
كما غمرت المياه عددا كبيرا من المنازل والمتاجر وتسببت في تعطل الإشارات الضوئية وحدوث ارتباك مروري كبير استوجب تدخل رجال المرور لتنظيم حركة السير وسط الأجواء الماطرة. كما أوقفت الأمطار قوارب الصيادين في شواطئ جازان والمسافرين إلى فرسان عن العمل بسبب سوء الأحوال الجوية واضطر المواطنون للانتظار تحت المظلات الواقية لساعات طوال أمام مكتب حجز العبارات وأمام مرسى الحافة. وصرف عدد من المدارس طلابها عن الدراسة باكرا .
وفي حزام جازان وطريق الميناء امتلأت الشوارع بمياه الأمطار واضطرت الأمانة إلى توزيع صهاريج شفط المياه إلى العمل لسحب المياه من داخل الأحياء وفي الشوارع المغمورة بالمياه ونصب مضختين ضخمتين لشفط المياه من طريق الميناء .
إغلاق مطار أبها
وفي منطقة عسير أدى سوء الأحوال الجوية إلى إغلاق مطار أبها الإقليمي منذ الساعة الثانية عشرة مساء أمس الأول حيث شهدت المنطقة هطول أمطار غزيرة مصحوبة بضباب كثيف حجب الرؤية الأفقية .
وتسبب إغلاق مطار أبها في تعليق 6 رحلات جوية. أوضح مدير الخطوط السعودية في أبها سعيد الفريح أنه تم إغلاق المطار منذ الساعة 12 مساء أمس الأول لسوء الأحوال الجوية وتدني مستوى الرؤية مما أدى إلى تأخر الرحلات ولم تتمكن 3 طائرات من الإقلاع . ولم يستقبل مطار أبها منذ صباح أمس الرحلات المجدولة موضحا أن هناك تنسيقا مع الأرصاد الجوية وهناك تواصل متى ما أمكن إقلاع الرحلات فسوف يفتح المطار أمامها ويتم استقبال الطائرات المتأخرة.
في هذه الأثناء كثفت الدوريات الأمنية تواجدها الميداني تحسبا لأي طارئ ولفرض رقابة ميدانية على المناطق التي شهدت أمطارا وضبابا كثيفا .كما انتشرت فرق الدفاع المدني في عقبة ضلع لإخلاء الأودية من العابرين تحسبا لأي طارئ .
وشهدت محافظات صبيا وبيش والدرب هطول كميات كبيرة من الأمطار وامتلأت الطرقات والشوارع وتشكلت بحيرة عملاقة وهرعت فرق مختصة مدعومة بناقلات شفط إلى المواقع المتأثرة لتخفيف وطأة المياه، وتوقفت حركة السير عن الطريق الرابط بين صبيا وبيش وتوقفت عشرات المركبات على جانبي الطريق.
وفي محافظة ضمد توقفت الحركة المرورية تماما وتم إقفال المحلات التجارية التي أغرقتها الأمطار وإغراق بعض المنازل، فيما غمرت الشوارع بالمياه التي اختلطت بمياه الصرف الصحي .
وفي محافظة أبو عريش عمدت بعض المدارس إلى صرف الطلاب إلى منازلهم خوفا من جريان السيول والأودية التي تقطع بعض الطرق المؤدية إلى المدارس .
وقد غمرت الشوارع بالمياه وتوقفت الحركة المرورية تماما في العديد من الشوارع الحيوية داخل أبو عريش خصوصا شارعي الملك عبد العزيز والملك فيصل ومدخل أبو عريش الجنوبي .
و صاحبت الأمطار رياح شديدة وزوابع رعدية مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن بعض القرى لفترات متفاوتة .
وحولت الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة بيشة ومراكزها حولت شوارع مدينة بيشة إلى بحيرات مائية يصعب السير فيها .
واستقبلت محافظة أحد رفيدة صباح أمس أمطارا هطلت بشكل متواصل مما أدى إلى غياب نسبة كثيرة من الطلاب والطالبات عن مدارسهم .
انهيارات صخرية
وأدى تساقط الأمطار التي هطلت على مدينة تنومة وضواحيها إلى انهيارات صخرية أغلقت أجزاء من الطريق مما حدا بسكان القرية البقاء في منازلهم حتى لا يتعرضوا لأذى .
وصحبت الأمطار زخات من البرد وانخفاض درجة الحرارة دون الصفر المئوي مما حدا بالسكان البقاء في منازلهم خوفاً من موجة الصقيع التي لم تشهدها المدينة منذ سنوات.
وأدت الأمطار الغزيرة والمتفرقة التي هطلت أمس الأول على محافظة المجاردة إلى جريان عدد كبير من الأودية مما أعاق حركة السير وانهيار بعض الصخور، وتمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ حياة عامل يمني احتجزت السيول سيارته في أحد الأودية .
ثلوج وبرد
واكتست جبال بللسمر في منطقة عسير حُلّةً بيضاء أمس نتيجة لتساقط الثلوج والبرد التي صاحب الأمطار الغزيرة.
واستنفرت البلدية العديد من الفرق لجرف الثلوج المتراكمة على الطرق والشوارع .
ضباب كثيف
كما هطلت أمطار غزيرة ومتوسطة على محافظة الطائف والمناطق الشرقية والشمالية منها مساء أمس الأول وسالت على إثرها الأودية والشعاب وشهد طريق « الطائف - الرياض » وطريق « ظلم - عفيف » خلال الساعات الأولى من فجر أمس ضبابا كثيفا تدنت معه مستويات الرؤية مما أدى بدوره إلى إرباك الحركة المرورية على الطريقين اضطر معها عدد من المسافرين للتوقف على جنبات الطريق تحسبا للحوادث فيما استنفرت دوريات أمن الطرق والدوريات الأمنية تحسبا للحوادث. وجددت الأمطار التي هطلت على محافظة الطائف معاناة أسرة مكونة من زوجين معوقين وطفلين في حي المنتزه بالطائف بسبب تراكم المياه في حفر عميقة أمام منزلها المستأجر، وشلت تحركاتهم كليا في الدخول أو الخروج إلى المنزل، حيث يعتمد الزوجان في تحركاتهم على عصي معدنية يتعذر استخدامها مع وجود هذه الحفر.