البطة السوداء
الاثنين / 29 / محرم / 1430 هـ الاثنين 26 يناير 2009 20:36
فاطمة بنت محمد العبودي
قد تتساءل عزيزي القارئ عن ماهية البطة السوداء وما قصتها، البطة السوداء مصطلح يطلق في الثقافة الغربية على الشخص المختلف عن المجموعة، ولا أدري ما يقابله في ثقافتنا العربية وإلا لكنت استخدمت المصطلح العربي، والبطة السوداء في هذا المقال هي أنا، واختلافي نابع من عودتي للدراسة في قاعة دراسية ضمن 20 طالبة، جميعهن في عمر بناتي وهذا أول اختلاف.
عدت للدراسة بعد انقطاع دام 29 عاماً أي منذ تخرجي من الجامعة، صحيح أنني مستمرة في التعلم والبحث وتطوير الذات طوال تلك المدة، لكن دراستي هذه المرة ضمن مجموعة مختلفة عني في كل شيء تقريباً.
وعلى الرغم من أنني البطة السوداء إلا أنني الوحيدة الملونة بين 20 طالبة يلبسن العباءة السوداء حتى داخل قاعة الدراسة. عدت للدراسة في أكاديمية خاصة للحصول على رخصة قيادة الحاسب الآلي في دورة مدتها ستة أسابيع، ضمن اتفاقية وقعتها مشكورة جامعتي (جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن) وبين هذه الأكاديمية، لتأهيل منسوباتها في مجال الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، وكنت الوحيدة في قاعة الدراسة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، أما بقية الطالبات فأغلبهن يحملن الشهادة الثانوية والبقية جامعيات، ويشتركن جميعاً في أنهن من غير العاملات.
وعلى هذا فدراستي كانت مجانية أما بقية الطالبات فكانت دراستهن على حسابهن الخاص، وهو أمر يحسب لهن، ومما يثلج الصدر تنامي الوعي لدى الشابات لتطوير أنفسهن ودفع مبالغ كبيرة في سبيل ذلك.
ومن المثير أن تكون زميلات الدراسة في عمر بناتي فقد اعتدت على تدريس الشابات لكن الدراسة معهن أمر مختلف، ويبدو الاختلاف واضحاً في فترة الاستراحة عندما أذهب مع بعض زميلات الدراسة إلى مطعم الأكاديمية، فتجدني مستمتعة بملاحظة روح الشباب الوثابة فيهن وجوانب الاختلاف في الاهتمامات وفي طريقة الحديث، وما استغربته أو لم أتقبله، هو تقليعات الشعر والحواجب النافرة لدى البعض.
أصبحت معرفة تقنيات الحاسب من مستلزمات الحياة العصرية، فبات من الضروري أن نجد لأنفسنا وقتاً نتعلم فيه خفايا وأسرار الحاسب الآلي، وقد كنت أعتقد في البداية أن لدي قدراً لا بأس به من المعرفة بهذه التقنية، لكنني وجدت بعد الدراسة أن الكثير ينقصني، وكلما تعلمت شيئاً قلت في نفسي «حسافة عمري اللي راح» فقد كنت أضيع الكثير من الوقت الثمين في تنسيقات كان من الممكن اختصارها بقليل من المعرفة.
وعلى الرغم من أنني تضايقت في البداية لعدم موافقة الأكاديمية على إعفائي من بعض البرامج السبعة للتأهيل لقيادة الحاسب الآلي، إلا أنني استفدت كثيراً من دراستها، وهذا ما أنصح به كل متقدم للحصول على هذه الرخصة.
إن الإقبال الكبير على دراسة الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية من الشباب دليل وعي بحاجة سوق العمل لهذه المهارات، ويبقى السؤال عن قدرة الشباب على دفع تكاليف الدورات، وعن إمكانية وزارة التربية والتعليم أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب تحمل هذه التكلفة، أو المساهمة بجزء منها.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة
عدت للدراسة بعد انقطاع دام 29 عاماً أي منذ تخرجي من الجامعة، صحيح أنني مستمرة في التعلم والبحث وتطوير الذات طوال تلك المدة، لكن دراستي هذه المرة ضمن مجموعة مختلفة عني في كل شيء تقريباً.
وعلى الرغم من أنني البطة السوداء إلا أنني الوحيدة الملونة بين 20 طالبة يلبسن العباءة السوداء حتى داخل قاعة الدراسة. عدت للدراسة في أكاديمية خاصة للحصول على رخصة قيادة الحاسب الآلي في دورة مدتها ستة أسابيع، ضمن اتفاقية وقعتها مشكورة جامعتي (جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن) وبين هذه الأكاديمية، لتأهيل منسوباتها في مجال الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، وكنت الوحيدة في قاعة الدراسة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، أما بقية الطالبات فأغلبهن يحملن الشهادة الثانوية والبقية جامعيات، ويشتركن جميعاً في أنهن من غير العاملات.
وعلى هذا فدراستي كانت مجانية أما بقية الطالبات فكانت دراستهن على حسابهن الخاص، وهو أمر يحسب لهن، ومما يثلج الصدر تنامي الوعي لدى الشابات لتطوير أنفسهن ودفع مبالغ كبيرة في سبيل ذلك.
ومن المثير أن تكون زميلات الدراسة في عمر بناتي فقد اعتدت على تدريس الشابات لكن الدراسة معهن أمر مختلف، ويبدو الاختلاف واضحاً في فترة الاستراحة عندما أذهب مع بعض زميلات الدراسة إلى مطعم الأكاديمية، فتجدني مستمتعة بملاحظة روح الشباب الوثابة فيهن وجوانب الاختلاف في الاهتمامات وفي طريقة الحديث، وما استغربته أو لم أتقبله، هو تقليعات الشعر والحواجب النافرة لدى البعض.
أصبحت معرفة تقنيات الحاسب من مستلزمات الحياة العصرية، فبات من الضروري أن نجد لأنفسنا وقتاً نتعلم فيه خفايا وأسرار الحاسب الآلي، وقد كنت أعتقد في البداية أن لدي قدراً لا بأس به من المعرفة بهذه التقنية، لكنني وجدت بعد الدراسة أن الكثير ينقصني، وكلما تعلمت شيئاً قلت في نفسي «حسافة عمري اللي راح» فقد كنت أضيع الكثير من الوقت الثمين في تنسيقات كان من الممكن اختصارها بقليل من المعرفة.
وعلى الرغم من أنني تضايقت في البداية لعدم موافقة الأكاديمية على إعفائي من بعض البرامج السبعة للتأهيل لقيادة الحاسب الآلي، إلا أنني استفدت كثيراً من دراستها، وهذا ما أنصح به كل متقدم للحصول على هذه الرخصة.
إن الإقبال الكبير على دراسة الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية من الشباب دليل وعي بحاجة سوق العمل لهذه المهارات، ويبقى السؤال عن قدرة الشباب على دفع تكاليف الدورات، وعن إمكانية وزارة التربية والتعليم أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب تحمل هذه التكلفة، أو المساهمة بجزء منها.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة