خطاب أوباما هل يفتح آفاقا جديدة للعالم الإسلامي؟
الأربعاء / 02 / صفر / 1430 هـ الأربعاء 28 يناير 2009 20:14
عبد الله الداني – غازي كشميم – جدة
رحب عدد من مفكري العالم الإسلامي بخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما والذي ألقاه في حفل تنصيبه الأسبوع الماضي وتعهد خلاله بمسار جديد، نحو العالم الإسلامي، مؤكدين أن الأسلوب الخطابي الأمريكي مع العرب والدول الإسلامية سيختلف تماما عن سابقه، فيما ستبقى السياسات كسابق عهدها دون تغييرات تذكر، وشددوا على أن أي رئيس أمريكي يأتي إلى السلطة، لن يكون أسوأ من الرئيس السابق جورج بوش. ملحق (الدين والحياة) استشرف عبر نخبة من مفكرين عرب، حول الكيفية التي ينبغي علينا اتباعها، على ما قاله أوباما لتجسير الهوة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة:
تبقى السياسات
بداية أوضح المفكر القطري الدكتور جاسم سلطان بأن أسلوب الخطاب الأمريكي مع العرب والأمة الإسلامية، سيختلف مع اعتلاء باراك أوباما كرسي الرئاسة الأمريكية، لكن السياسات الكبرى ستظل كما هي عليه في السابق وأضاف: فيما يتعلق بسحب القوات الأمريكية من العراق، فإن ذلك وارد، لكن مع الإبقاء على القواعد الكبيرة، وكذلك السفارة الأمريكية التي هي في الواقع مقر ضخم لجهاز استخباراتي، كما أوضح بأنه سيتم إعادة توزيع القوات الأمريكية على العالم الإسلامي، وذلك في أفغانستان تحديدا. أما بخصوص القضية الفلسطينية فقال الدكتور جاسم إن أوباما لن يفعل شيئا ذا قيمة حيالها، لأن هناك سياسات سابقة مقررة لدى الأمريكان بشأن هذه القضية، ولن يستطيع أوباما تخطيها، بالإضافة إلى أن الطاقم الحالي الذي يسانده يؤيدون إسرائيل، لكن الخطاب بشأنها قد يخف نوعا ما ويغلب عليه طابع العطف، فقد فشل من كان قبله، وهو أكثر من شهد له التاريخ بمحاولة فعل ما يمكن لرأب هذه القضية وإصلاحها وحلها وكان متميزا بصدق النية حيالها، وهو الرئيس الأسبق جيمي كارتر، ولم يستبعد الدكتور جاسم أن الذي سيتحول في القضية، هو مجرد تغيير النظرة إليها ووجود القيم الأخلاقية في معالجتها وتحول القضية إلى إنسانية بدلا من كونها قضية سياسية. وأبان بأن الكلام في هذه القضية في المجلس الأمريكي سيكون فقط حول إعمار غزة وقضية الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى، بالإضافة إلى فتح المعابر وأما بالنسبة للمنطقة العربية عامة، فسوف تكون السياسة هي نفسها في الغالب مع اختلاف نوع الخطاب ووجود لغة أخف وأنعم، مما كانت عليه في السابق زيادة إلى بحث تعميق أطر التواصل والتعاون المشترك. وبرر الدكتور سلطان رأيه بشأن قضية فلسطين أن المشروع الإسرائيلي مرسوم منذ القدم، وكان عليه إجماع أوروبي بمبادرة أولى من بريطانيا فتحولت إسرائيل من ظاهرة لخدمة المشروع الأوروبي إلى ظاهرة فعالة ومؤثرة فيه، وخلاصة الأمر في أن أوباما لن يستطيع التقدم بهذه القضية إلى الأمام وسيظل يدور مكانه، لأن الذي سن القرارات بشأنها، هي مؤسسات أمريكية وهذه المؤسسات تملك قدرا كبيرا من السيطرة في صنع القرار هناك، ورأيها يغلب رأي فرد واحد، وهذه المؤسسات هي التي تضع مصير الحكام أمام الشعب، فقد تدعمه وترفعه، وقد تضعه وتطيح به، وإن ما سيفعله أوباما لشعبه، هو حل الاقتصاد الأمريكي والأمور العامة.
المصالح والمنافع
ويرى الدكتور خالص جلبي أن ما سيحرك أوباما هو مصلحة بلده، معتبرا أن ما يتوقعه البعض ويفرط فيه من الرئيس الأمريكي الجديد هو مجرد أوهام، معللا ذلك بأن ما يحكم علاقات الدول والحضارات هي المصالح والمنافع وتدافع القوى، بمعنى أن أوباما إذا رأى أن مصلحة أمريكا هي حرب المسلمين حاربهم، وإذا رأى مصلحة أمريكا في التودد إليهم والاقتراب منهم فعل.
موقف العقلاء
أما الدكتور محمد الأحمري، فاعتبر توجه أوباما جزءا من خطابه فيما يخص العلاقة مع العالم الإسلامي،كما اعتبره نتيجة حقيقية لموقف كثير من العقلاء في أمريكا لإنهاء العداء الحاد بين المسلمين وأمريكا الذي صنعه التطرف الديني لبوش، ومجموعة اليهود المتطرفين والمسيحيين المحيطين به، وهذا ينطلق من مفاهيم ليبرالية للإدارة الجديدة، وطريقة ترتيب للمصالح، لا تقوم على قاعدة العداء الديني السابق، ثم إن مصالح أمريكا تقتضي العلاقات الدولية السلسة، لمصلحة أمريكا لا لمصلحة غيرها. وفيما يخص سحب القوات من العراق علق الدكتور الأحمري أن صورته ستكون في تقليل العدد والتكاليف «وإلا فالعراق مستعمرة لا يمكن أن تسلم مجانا ولا وديا لأي حكومة عراقية أو غيرها كما يتخيل الواهمون، إن شرط العلاقة بقاء الملكية الأمريكية للثروة والمصير السياسي، وما دون ذلك يمكن أن يتم نقاشه».
ترحيب حار
من جانبه رحب الدكتور محسن العواجي الداعية المعروف بمقدم أوباما لرئاسة امريكا قائلا: «أي أحد مهما كان سوؤه يأتي خلفا لجورج بوش لرحب به العالم ولأملوا فيه ما لم يأملوه في سلفه ليس بالضرورة لما يـأملونه منه بقدر ما كانوا مستائين من سلفه». مشيرا إلى انه «من غير الإنصاف أن لا نستشعر شيئا من الأمل من تصريحات الرئيس أوباما، لأننا نعلم أنه قادم من طبقة دنيا مسحوقة ومن عرق كان ينظر إليه فيما مضى بالدونية، وبالتالي فحري بشخص هذا تاريخه وهذه أصوله أن يتبنى ولو بعض القضايا العادلة في العالم" وعبر العواجي عن أنه لا يلوم من يعلق بعض آماله عليه مضيفاً «أن أمريكا مرحليا تحتاج وجها جديدا بعد أن عانت ثماني سنوات من أسوأ رئيس عرف في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية حسب استطلاعات الرأي العام الأمريكية». وفي رده على سؤال الدين والحياة حول اللوبي الصهيوني المحيط به قال العواجي: «كل لوبي سيبذل قصارى جهده ونحن من جهتنا كتبنا خطابا وقعه مجموعة من العلماء والمفكرين وأرسل إلى باراك أوباما وسلم له عن طريق بعض أعضاء الكونجرس المخلصين وأبدى تجاوبا إيجابيا تجاهه».
المصالح المشتركة
أما الدكتور محمد الهرفي الكاتب الإعلامي فقال: «أنا أرى أن أوباما لن يختلف كثيرا عن أي رئيس أمريكي سابق في تعامله مع قضايا العالم الإسلامي، لأن الذين اختاروه هم الأمريكان ومن أجل أن يحقق المصالح الأمريكية بالدرجة الأولى وليس مصالح أي بلد آخر». وفي تعقيبه على تصريح الرئيس أوباما والذي أشار فيه إلى وجود «مصالح مشتركة» مع العالم الإسلامي، أضاف د.الهرفي أن قضية «المصالح المشتركة» بأنواعها وأسبابها المختلفة، إذا استطاع العالم الإسلامي أن يستفيد منها بشكل صحيح ودقيق فسيجبر الرئيس أوباما أو أي رئيس أمريكي على أن يعامله معاملة الند وليس معاملة التابع للمتبوع، لكنه استدرك أن الناس بشكل عام يشعرون بشيء من التفاؤل مقارنة بالرئيس السابق، لكن هذا لا يعني أن العالم الإسلامي سيجد ترحيبا من الرئيس الأمريكي الجديد، بل ربما لن يجد إنصافا وهذا بدا واضحا من تصريحاته الأخيرة حول غزة وعن حماس؛ فهو في السياسات العامة شأنه شأن بوش» وركز د. الهرفي على طريقة تعاملنا مع أمريكا لأن "العالم لا يحترم إلا الناس الجادين والأقوياء، فالعالم الإسلامي ينبغي أن يستفيد من هذه الفرصة ويتعامل بندية، أما أن ننتظر من أوباما أن يحسن إلينا لأننا مسلمون أو من العالم الإسلامي، فهذه غير واردة على الإطلاق». على حد تعبيره.
تبقى السياسات
بداية أوضح المفكر القطري الدكتور جاسم سلطان بأن أسلوب الخطاب الأمريكي مع العرب والأمة الإسلامية، سيختلف مع اعتلاء باراك أوباما كرسي الرئاسة الأمريكية، لكن السياسات الكبرى ستظل كما هي عليه في السابق وأضاف: فيما يتعلق بسحب القوات الأمريكية من العراق، فإن ذلك وارد، لكن مع الإبقاء على القواعد الكبيرة، وكذلك السفارة الأمريكية التي هي في الواقع مقر ضخم لجهاز استخباراتي، كما أوضح بأنه سيتم إعادة توزيع القوات الأمريكية على العالم الإسلامي، وذلك في أفغانستان تحديدا. أما بخصوص القضية الفلسطينية فقال الدكتور جاسم إن أوباما لن يفعل شيئا ذا قيمة حيالها، لأن هناك سياسات سابقة مقررة لدى الأمريكان بشأن هذه القضية، ولن يستطيع أوباما تخطيها، بالإضافة إلى أن الطاقم الحالي الذي يسانده يؤيدون إسرائيل، لكن الخطاب بشأنها قد يخف نوعا ما ويغلب عليه طابع العطف، فقد فشل من كان قبله، وهو أكثر من شهد له التاريخ بمحاولة فعل ما يمكن لرأب هذه القضية وإصلاحها وحلها وكان متميزا بصدق النية حيالها، وهو الرئيس الأسبق جيمي كارتر، ولم يستبعد الدكتور جاسم أن الذي سيتحول في القضية، هو مجرد تغيير النظرة إليها ووجود القيم الأخلاقية في معالجتها وتحول القضية إلى إنسانية بدلا من كونها قضية سياسية. وأبان بأن الكلام في هذه القضية في المجلس الأمريكي سيكون فقط حول إعمار غزة وقضية الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى، بالإضافة إلى فتح المعابر وأما بالنسبة للمنطقة العربية عامة، فسوف تكون السياسة هي نفسها في الغالب مع اختلاف نوع الخطاب ووجود لغة أخف وأنعم، مما كانت عليه في السابق زيادة إلى بحث تعميق أطر التواصل والتعاون المشترك. وبرر الدكتور سلطان رأيه بشأن قضية فلسطين أن المشروع الإسرائيلي مرسوم منذ القدم، وكان عليه إجماع أوروبي بمبادرة أولى من بريطانيا فتحولت إسرائيل من ظاهرة لخدمة المشروع الأوروبي إلى ظاهرة فعالة ومؤثرة فيه، وخلاصة الأمر في أن أوباما لن يستطيع التقدم بهذه القضية إلى الأمام وسيظل يدور مكانه، لأن الذي سن القرارات بشأنها، هي مؤسسات أمريكية وهذه المؤسسات تملك قدرا كبيرا من السيطرة في صنع القرار هناك، ورأيها يغلب رأي فرد واحد، وهذه المؤسسات هي التي تضع مصير الحكام أمام الشعب، فقد تدعمه وترفعه، وقد تضعه وتطيح به، وإن ما سيفعله أوباما لشعبه، هو حل الاقتصاد الأمريكي والأمور العامة.
المصالح والمنافع
ويرى الدكتور خالص جلبي أن ما سيحرك أوباما هو مصلحة بلده، معتبرا أن ما يتوقعه البعض ويفرط فيه من الرئيس الأمريكي الجديد هو مجرد أوهام، معللا ذلك بأن ما يحكم علاقات الدول والحضارات هي المصالح والمنافع وتدافع القوى، بمعنى أن أوباما إذا رأى أن مصلحة أمريكا هي حرب المسلمين حاربهم، وإذا رأى مصلحة أمريكا في التودد إليهم والاقتراب منهم فعل.
موقف العقلاء
أما الدكتور محمد الأحمري، فاعتبر توجه أوباما جزءا من خطابه فيما يخص العلاقة مع العالم الإسلامي،كما اعتبره نتيجة حقيقية لموقف كثير من العقلاء في أمريكا لإنهاء العداء الحاد بين المسلمين وأمريكا الذي صنعه التطرف الديني لبوش، ومجموعة اليهود المتطرفين والمسيحيين المحيطين به، وهذا ينطلق من مفاهيم ليبرالية للإدارة الجديدة، وطريقة ترتيب للمصالح، لا تقوم على قاعدة العداء الديني السابق، ثم إن مصالح أمريكا تقتضي العلاقات الدولية السلسة، لمصلحة أمريكا لا لمصلحة غيرها. وفيما يخص سحب القوات من العراق علق الدكتور الأحمري أن صورته ستكون في تقليل العدد والتكاليف «وإلا فالعراق مستعمرة لا يمكن أن تسلم مجانا ولا وديا لأي حكومة عراقية أو غيرها كما يتخيل الواهمون، إن شرط العلاقة بقاء الملكية الأمريكية للثروة والمصير السياسي، وما دون ذلك يمكن أن يتم نقاشه».
ترحيب حار
من جانبه رحب الدكتور محسن العواجي الداعية المعروف بمقدم أوباما لرئاسة امريكا قائلا: «أي أحد مهما كان سوؤه يأتي خلفا لجورج بوش لرحب به العالم ولأملوا فيه ما لم يأملوه في سلفه ليس بالضرورة لما يـأملونه منه بقدر ما كانوا مستائين من سلفه». مشيرا إلى انه «من غير الإنصاف أن لا نستشعر شيئا من الأمل من تصريحات الرئيس أوباما، لأننا نعلم أنه قادم من طبقة دنيا مسحوقة ومن عرق كان ينظر إليه فيما مضى بالدونية، وبالتالي فحري بشخص هذا تاريخه وهذه أصوله أن يتبنى ولو بعض القضايا العادلة في العالم" وعبر العواجي عن أنه لا يلوم من يعلق بعض آماله عليه مضيفاً «أن أمريكا مرحليا تحتاج وجها جديدا بعد أن عانت ثماني سنوات من أسوأ رئيس عرف في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية حسب استطلاعات الرأي العام الأمريكية». وفي رده على سؤال الدين والحياة حول اللوبي الصهيوني المحيط به قال العواجي: «كل لوبي سيبذل قصارى جهده ونحن من جهتنا كتبنا خطابا وقعه مجموعة من العلماء والمفكرين وأرسل إلى باراك أوباما وسلم له عن طريق بعض أعضاء الكونجرس المخلصين وأبدى تجاوبا إيجابيا تجاهه».
المصالح المشتركة
أما الدكتور محمد الهرفي الكاتب الإعلامي فقال: «أنا أرى أن أوباما لن يختلف كثيرا عن أي رئيس أمريكي سابق في تعامله مع قضايا العالم الإسلامي، لأن الذين اختاروه هم الأمريكان ومن أجل أن يحقق المصالح الأمريكية بالدرجة الأولى وليس مصالح أي بلد آخر». وفي تعقيبه على تصريح الرئيس أوباما والذي أشار فيه إلى وجود «مصالح مشتركة» مع العالم الإسلامي، أضاف د.الهرفي أن قضية «المصالح المشتركة» بأنواعها وأسبابها المختلفة، إذا استطاع العالم الإسلامي أن يستفيد منها بشكل صحيح ودقيق فسيجبر الرئيس أوباما أو أي رئيس أمريكي على أن يعامله معاملة الند وليس معاملة التابع للمتبوع، لكنه استدرك أن الناس بشكل عام يشعرون بشيء من التفاؤل مقارنة بالرئيس السابق، لكن هذا لا يعني أن العالم الإسلامي سيجد ترحيبا من الرئيس الأمريكي الجديد، بل ربما لن يجد إنصافا وهذا بدا واضحا من تصريحاته الأخيرة حول غزة وعن حماس؛ فهو في السياسات العامة شأنه شأن بوش» وركز د. الهرفي على طريقة تعاملنا مع أمريكا لأن "العالم لا يحترم إلا الناس الجادين والأقوياء، فالعالم الإسلامي ينبغي أن يستفيد من هذه الفرصة ويتعامل بندية، أما أن ننتظر من أوباما أن يحسن إلينا لأننا مسلمون أو من العالم الإسلامي، فهذه غير واردة على الإطلاق». على حد تعبيره.