سراج عمر لـ «عكاظ»: لم أتخلص من أرشيفي وأحتفظ به إلكترونيا
نفى ما نشر في مواقع الإنترنت والصحف
الجمعة / 04 / صفر / 1430 هـ الجمعة 30 يناير 2009 21:12
علي فقندش- جدة
نشرت وسائل إعلام إلكترونية ومقروءة أن «الموسيقار سراج عمر تخلص من تاريخه الفني وأرشيفه المرتبط بإبداع استمر لأربعة عقود من عمره المديد». لكن كانت المفاجأة التي كشفها سراج نفسه في لقائه مع «عكاظ» أنه لم يتخل عن تاريخه الفني، وأن كل ما في الأمر أنه دخل عصر «الميكنة» وحول أرشيفه كله إلى النظام الإلكتروني. وقد زارت «عكاظ» سراج الذي يلتزم بيته في حي الرويس في إجازة لثلاثة أشهر من عمله كمشرف على فروع جمعية الثقافة والفنون في المنطقة الغربية. وكانت هذه التفاصيل:
- هل من السهولة أن يتخلص الفنان من أرشيفه وتاريخه الفني ويرميه في حاوية البلدية؟
من قال إنني أستطيع ذلك، أو إنني تخلصت من تاريخي الفني. أنا رجل كل حياتي كانت للفن، رغم أن الفن والموسيقى لم يعطياني ما أعطيته وبذلته.. لكن دعني أصحح، لم يعطني الفن المادة الضرورية للحياة الكريمة مثل ما أعطاني من حب ومكانة فنية واجتماعية وحب جمهور. لكن أنا كسراج عمر الإنسان والموظف والمسؤول في جهة ثقافية لم أكن لأستطيع أن أحصل على المرتبة المادية التي تمكنني من رعاية الأبناء والصرف عليهم وما شابه، وبوضوح ظلمت طويلا رغم كوني عضوا مؤسسا في جمعية الثقافة والفنون.
الذاكرة الإلكترونية
- دعني أبحث معك حول ما نشر من تخلصك لهذا الإرث الكبير؟
نحن نعيش اليوم حياة «الميكنة» الإلكترونية، وكل شيء في حياتي اليوم يتجه إلى ذلك، خاصة بعدما ضاقت بنا مساحات بيوتنا «الله لا يضيق على قلوبنا»، وساعد على ذلك توفر المساحات الإلكترونية بحجم كبير في الذاكرة، فأصبح بإمكانك أن تشتري ذاكرة «ميموري»، «هاردسك» سعة ألف جيجا (ون تيرا) وعلمت في الطريق (تو تيرا) الذي يطرح قريبا. وهذا يعني أنك وبكل بساطة، من الممكن أن تحفظ معلومات وأعمالا فنية للأوبرا المصرية كلها في (ذاكرة واحدة)، فما بالي وأنا أترك أرشيفي الكلاسيكي أوراقا ونوتات وأشرطة (ريل) وأشرطة (تيب كاسيت) واسطوانات تتعامل مع الأتربة والغبار، كذلك الأرشيف المكتوب والصحف والمجلات وغيرها وأخصص وقتا دائما لتنظيفها مما يعلق بها نتيجة العوامل الطبيعية. فوجدت أن حفظ كل تاريخي أو كل تاريخ الفن السعودي المرتبط به أنا بعلاقة بشكل أو بآخر. لذا قمت بمساعدة بناتي بحفظ هذا الأرشيف بدءا من أعمالي الموسيقية المكتوبة والمسموعة وأرشيف تعاملاتي مع الإعلام والزملاء، كذلك الإنجاز الفني وكل ما لي علاقة به في عوالم الفن المختلفة. كل ذلك حفظ بـ «ذاكرة كمبيوتر»، لذا كان علي أن أرمي معظم الأصول مع احتفاظي ببعضها مثل الوثائق... هذا ما حدث تحديدا، ولم أستغن عن معلومة أو ورقة واحدة أو صورة دون أن أحفظها في أرشيفي، فحالة «القرف» التي أعيشها من نتائج علاقتنا غير السليمة في الوسط الفني لا تعني أنني أتخلص من أرشيفي وتاريخي.
حالة «قرف»
- هل نتعرف على هذه الحالة تحديدا؟
لو كنت فنانا كبيرا وصاحب تاريخ حافل.. وكان من إنجازاتك أن كلفت بإعادة تسجيل موسيقي السلام الملكي وتثبيت نص جديد «الذي كتبه أستاذنا الخفاجي» على الموسيقى التي لم تكن قد هيئت ليشملها نص، ولو كلفت بتحلين واحد من أهم أوبريتات الجنادرية «أوبريت التوحيد» لسمو الأمير الشاعر خالد الفيصل، ولو كنت في قلب الحدث وقدمت ما قدمت في دنيا الفن ووجدت نفسك فجأة وحيدا وبعيدا حتى عن الحياة الاجتماعية والفنية.. كنت ستعرف إلى أي مدى أعيش اليوم حالة «قرف». وهناك عامل آخر محبط، فعندما كرمتني دار الأوبرا في مصر مؤخرا في مهرجان الموسيقى العربية، أجد التكريم من كل مكان من زملائي العرب ولا أجد أحدا من زملائي السعوديين غير «غازي علي» لأن يهنئني برفع سماعة الهاتف ويقول لي «مبروك» ويثلج قلبي نيابة عن كل الزملاء، واعتبرهم عزوة لي أمام الزملاء في مصر الذي جمعني معهم شارع الإبداع والفن، كنت حزينا لأن بعضهم كان متواجدا في القاهرة، كل الذي كنت أتمناه أن يكونوا معي ويكرموني ولو بصورة تذكارية.
محمد عبده
- ماذا عن محمد عبده.. دائما ما يدخل اسمه في أي نشر لك، وأنه لا يهمك عدم تواصله معك ما القصة؟
أولاً محمد عبده صديقي الذي لا أسامحه إذا جافاني، لسبب هو يعلم أنني أحبه أكثر من أي أحد في الدنيا، ونحن «بحسبة» أخوة إذ كنت أنا «ومحمد عبده» في البلد وعند ماما سلمى «والدة محمد عبده» رحمها الله تحديدا عندما طال سفره في أول عمل له في إذاعة الكويت في ستينيات القرن الماضي، ويعلم تماما أنني أحبه حتى أكثر من نفسه، أما أن نكون بعيدين عن بعضنا بسبب كلام بعض الأغبياء أو على الأقل غير المحبين فمسألة فيها نظر.
12 مقطوعة
- ماذا عن وضعك المالي وعدم الاهتمام بك كما تقول؟
لا أريد أن أمد يدي لأحد، فقط أريد مقابل أعمال في تعاملاتي مع الثقافة والإعلام .. ومما استغرب له أن يعمد معالي الوزير بصرف حقوقي عن 12 مقطوعة موسيقية لي وقد شرح عليها.. وبعد أن رفعت بشكل عاجل، يتعطل صرفها... أشياء كثيرة تحدث لا أعرف لها معنى رغم ما نحظى به من دعم. تصور في يوم ما ذهبت لاستاذنا في الإعلام معتوق شلبي شافاه الله لمراجعة مستحقاتي، فأرسلني إلى (الزكاة والدخل) لاستخلاص ما لهم فقالوا لي ليس عليكم أنتم الفنانون كأفراد مستحقات أو مجتزءات إلا إذا كان عملكم من خلال مسمى شركات أو مؤسسات جماعية، فكان الموضوع بمثابة فتح باب للعمل بشكل أكثر جدية مع الإعلام.
أحب تارخي وأرشيفي
- هل نتوقع أن تغضب وتقرر شيئا ما تجاه أرشـــــــيـفـك الإلكتروني يوما ما؟
قلت لك أنني أحب تاريخي وأرشيفي الفني، فمؤخرا طلبت من الفضائية المصرية حفل تكريمي وها هو بين يدي، وسأقوم بنسخه وتوزيعه لأصدقاء ومحبين. أيضا قبل فترة طلبت موعدا مع معالي وزير الثقافة والإعلام لأخذ صورة تذكارية معه وتقديم (C.D) عن حفل تكريمي في مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة.. أنا فنان لا ينسلخ عن تاريخه. أما ما نشر في عدد من الصحف لا أعلم عددها، إضافة إلى ما نشرته الإعلامية إيمان القحطاني في صحيفة إلكترونية، فقد جعلني أصدق أنني تخلصت من أرشيفي، وهذا لم يحدث قط.
- هل من السهولة أن يتخلص الفنان من أرشيفه وتاريخه الفني ويرميه في حاوية البلدية؟
من قال إنني أستطيع ذلك، أو إنني تخلصت من تاريخي الفني. أنا رجل كل حياتي كانت للفن، رغم أن الفن والموسيقى لم يعطياني ما أعطيته وبذلته.. لكن دعني أصحح، لم يعطني الفن المادة الضرورية للحياة الكريمة مثل ما أعطاني من حب ومكانة فنية واجتماعية وحب جمهور. لكن أنا كسراج عمر الإنسان والموظف والمسؤول في جهة ثقافية لم أكن لأستطيع أن أحصل على المرتبة المادية التي تمكنني من رعاية الأبناء والصرف عليهم وما شابه، وبوضوح ظلمت طويلا رغم كوني عضوا مؤسسا في جمعية الثقافة والفنون.
الذاكرة الإلكترونية
- دعني أبحث معك حول ما نشر من تخلصك لهذا الإرث الكبير؟
نحن نعيش اليوم حياة «الميكنة» الإلكترونية، وكل شيء في حياتي اليوم يتجه إلى ذلك، خاصة بعدما ضاقت بنا مساحات بيوتنا «الله لا يضيق على قلوبنا»، وساعد على ذلك توفر المساحات الإلكترونية بحجم كبير في الذاكرة، فأصبح بإمكانك أن تشتري ذاكرة «ميموري»، «هاردسك» سعة ألف جيجا (ون تيرا) وعلمت في الطريق (تو تيرا) الذي يطرح قريبا. وهذا يعني أنك وبكل بساطة، من الممكن أن تحفظ معلومات وأعمالا فنية للأوبرا المصرية كلها في (ذاكرة واحدة)، فما بالي وأنا أترك أرشيفي الكلاسيكي أوراقا ونوتات وأشرطة (ريل) وأشرطة (تيب كاسيت) واسطوانات تتعامل مع الأتربة والغبار، كذلك الأرشيف المكتوب والصحف والمجلات وغيرها وأخصص وقتا دائما لتنظيفها مما يعلق بها نتيجة العوامل الطبيعية. فوجدت أن حفظ كل تاريخي أو كل تاريخ الفن السعودي المرتبط به أنا بعلاقة بشكل أو بآخر. لذا قمت بمساعدة بناتي بحفظ هذا الأرشيف بدءا من أعمالي الموسيقية المكتوبة والمسموعة وأرشيف تعاملاتي مع الإعلام والزملاء، كذلك الإنجاز الفني وكل ما لي علاقة به في عوالم الفن المختلفة. كل ذلك حفظ بـ «ذاكرة كمبيوتر»، لذا كان علي أن أرمي معظم الأصول مع احتفاظي ببعضها مثل الوثائق... هذا ما حدث تحديدا، ولم أستغن عن معلومة أو ورقة واحدة أو صورة دون أن أحفظها في أرشيفي، فحالة «القرف» التي أعيشها من نتائج علاقتنا غير السليمة في الوسط الفني لا تعني أنني أتخلص من أرشيفي وتاريخي.
حالة «قرف»
- هل نتعرف على هذه الحالة تحديدا؟
لو كنت فنانا كبيرا وصاحب تاريخ حافل.. وكان من إنجازاتك أن كلفت بإعادة تسجيل موسيقي السلام الملكي وتثبيت نص جديد «الذي كتبه أستاذنا الخفاجي» على الموسيقى التي لم تكن قد هيئت ليشملها نص، ولو كلفت بتحلين واحد من أهم أوبريتات الجنادرية «أوبريت التوحيد» لسمو الأمير الشاعر خالد الفيصل، ولو كنت في قلب الحدث وقدمت ما قدمت في دنيا الفن ووجدت نفسك فجأة وحيدا وبعيدا حتى عن الحياة الاجتماعية والفنية.. كنت ستعرف إلى أي مدى أعيش اليوم حالة «قرف». وهناك عامل آخر محبط، فعندما كرمتني دار الأوبرا في مصر مؤخرا في مهرجان الموسيقى العربية، أجد التكريم من كل مكان من زملائي العرب ولا أجد أحدا من زملائي السعوديين غير «غازي علي» لأن يهنئني برفع سماعة الهاتف ويقول لي «مبروك» ويثلج قلبي نيابة عن كل الزملاء، واعتبرهم عزوة لي أمام الزملاء في مصر الذي جمعني معهم شارع الإبداع والفن، كنت حزينا لأن بعضهم كان متواجدا في القاهرة، كل الذي كنت أتمناه أن يكونوا معي ويكرموني ولو بصورة تذكارية.
محمد عبده
- ماذا عن محمد عبده.. دائما ما يدخل اسمه في أي نشر لك، وأنه لا يهمك عدم تواصله معك ما القصة؟
أولاً محمد عبده صديقي الذي لا أسامحه إذا جافاني، لسبب هو يعلم أنني أحبه أكثر من أي أحد في الدنيا، ونحن «بحسبة» أخوة إذ كنت أنا «ومحمد عبده» في البلد وعند ماما سلمى «والدة محمد عبده» رحمها الله تحديدا عندما طال سفره في أول عمل له في إذاعة الكويت في ستينيات القرن الماضي، ويعلم تماما أنني أحبه حتى أكثر من نفسه، أما أن نكون بعيدين عن بعضنا بسبب كلام بعض الأغبياء أو على الأقل غير المحبين فمسألة فيها نظر.
12 مقطوعة
- ماذا عن وضعك المالي وعدم الاهتمام بك كما تقول؟
لا أريد أن أمد يدي لأحد، فقط أريد مقابل أعمال في تعاملاتي مع الثقافة والإعلام .. ومما استغرب له أن يعمد معالي الوزير بصرف حقوقي عن 12 مقطوعة موسيقية لي وقد شرح عليها.. وبعد أن رفعت بشكل عاجل، يتعطل صرفها... أشياء كثيرة تحدث لا أعرف لها معنى رغم ما نحظى به من دعم. تصور في يوم ما ذهبت لاستاذنا في الإعلام معتوق شلبي شافاه الله لمراجعة مستحقاتي، فأرسلني إلى (الزكاة والدخل) لاستخلاص ما لهم فقالوا لي ليس عليكم أنتم الفنانون كأفراد مستحقات أو مجتزءات إلا إذا كان عملكم من خلال مسمى شركات أو مؤسسات جماعية، فكان الموضوع بمثابة فتح باب للعمل بشكل أكثر جدية مع الإعلام.
أحب تارخي وأرشيفي
- هل نتوقع أن تغضب وتقرر شيئا ما تجاه أرشـــــــيـفـك الإلكتروني يوما ما؟
قلت لك أنني أحب تاريخي وأرشيفي الفني، فمؤخرا طلبت من الفضائية المصرية حفل تكريمي وها هو بين يدي، وسأقوم بنسخه وتوزيعه لأصدقاء ومحبين. أيضا قبل فترة طلبت موعدا مع معالي وزير الثقافة والإعلام لأخذ صورة تذكارية معه وتقديم (C.D) عن حفل تكريمي في مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة.. أنا فنان لا ينسلخ عن تاريخه. أما ما نشر في عدد من الصحف لا أعلم عددها، إضافة إلى ما نشرته الإعلامية إيمان القحطاني في صحيفة إلكترونية، فقد جعلني أصدق أنني تخلصت من أرشيفي، وهذا لم يحدث قط.