ياليت عقلاء فلسطين يعلمون..؟

فهيم الحامد

لو كان الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون يعلمون أن الوثيقة التي طرحوها بهدف تحقيق الوفاق الوطني يؤدي لما آلت إليه الأوضاع المأساوية في الأراضي الفلسطينية لما كانوا طرحوها أصلاً.
ولو كان المعتقلون الذين ضّحوا بمستقبلهم من اجل قضيتهم أن الوثيقة أصبحت عامل انقسام حاد بين مؤسستى الرئاسة والحكومة والمجلس التشريعي لما فكّروا في التوقيع عليها أصلا.
وفي نفس الوقت لو تحملت الحكومة الفلسطينية مسئولياتها ولم تستمر في تعنّتها وقدّمت مبادرات توفيقية من اجل الوصول إلى صيغة مشتركة مع مؤسسة الرئاسة لنزع فتيل الأزمة التي عصفت بمستقبل القضية الفلسطينية لما وصلت الأوضاع إلى هذا المنحدر الخطير.
ولو قامت مؤسّسة الرئاسة بوضع مصالح الشعب الفلسطيني العليا في المقام الأول وتلمست ما يجري من قتل وتدمير من قبل قوى الاحتلال لما أصّرت في الاستمرار في تنظيم الاستفتاء الشعبي على الوثيقة التي أصبحت تمثل أسرى فتح فقط.
ولو أحسّت قيادات الفصائل والعقلاء في الأراضي الفلسطينية حجم المأساة وحساسية المرحلة التي تشهدها قضيتهم لما تركوا الأمور تسير إلى هذا النفق المظلم.
ولو كان للمجتمع الدولي ضمير حيّ لما أوقف المساعدات المالية عن الفلسطينيين ولما سكت عن المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ومنها مجزرة شاطئ غزة، ولسمعوا صراخ وعويل النساء على فقد ازواجهن وآبائهن، ولكن للأسف لم يحّرك للمجتمع الدولي ساكنا. ولو كانت هذه الصرخات لنساء إسرائيليات، لكان العالم أقام الدنيا ولم يقعدها واستصدر القرارات الاستنكارية من الأمم المتحدة، لان الدم الإسرائيلي غالي ودم النساء والأطفال الفلسطينيين رخيص؟.
وما نقوله للفلسطينيين في هذه المرحلة المفصلية أن الاسرائيليين نجحوا في تحقيق مآربهم ضدكم, وليس امامكم إلا حل واحد لاثاني له لإغلاق الطريق امام اولمرت وهو العودة إلى تكريس الوحدة الوطنية وتحصين الجبهة الداخلية وإلا فان صرخات نساء وأطفال فلسطين ستصم آذانهم والتاريخ لن يغفر لكم، لان الحل بأيديكم. ولاتضيّعوا قضية جميع العرب والمسلمين من اجل مصالح ذاتية ضيقة.وأخيرا نقول لقيادات وعقلاء ورجال فلسطين: حكاوي هدى غالية ومحمد الدرة وآلاف من الأطفال والنساء الفلسطينيات تفرض عليكم أن تتفقوا وتضعوا خلافاتكم جانبا ونناشدكم أن تحافظوا على الحقوق والمكتسبات المشروعة للفلسطينيين وان لاتضيّعوا هذه الحقوق من اجل كرسي السلطة وأخيرا نقول: ياليت عقلاء فلسطين يعلمون ويعون خطورة المرحلة؟
Alhamid_faheem@yahoo.com