إذا بني الجسر اليمني الجديد فنصف أفريقيا سيكونون في السعودية
الأربعاء / 09 / صفر / 1430 هـ الأربعاء 04 فبراير 2009 21:01
تطرقت المكاشفة مع الأستاذ عبد الله أبو السمح إلى عضويته بجمعية حقوق الإنسان ورؤيته للجسر المزمع إقامته بين اليمن والقارة الأفريقية، فكان هذا الحوار:
سآتي إلى محور حقوق الإنسان، الذي تعجب كثيرون بانضمامك إليهم، بودي معرفة الكيفية والأسس التي جعلتك تنضم إليهم.
- صحيح، كان ذلك مفاجأة لي، فقد اتصل بي الدكتور عبد الله العبيد وأنا في مكتبي في البنك وطلب مني الانضمام إلى جمعية لحقوق الإنسان، فسألته: أمتأكد أنك تريدني أنا عبد الله أبو السمح، فأخشى أن تكون مخطئا. فقال نعم نريدك أنت عبد الله أبو السمح الذي يكتب في جريدة عكاظ ويعمل في البنك الفرنسي، وعندما تبين لي أنهم جادون في اختياري، وافقت.
هل انضمامك لجمعية حقوق الإنسان، كبلك حيال موضوعات كنت تكتب فيها، بمعنى هل حددت لك مسارات ووجهتك إلى اتجاهات جديدة؟
- لم تكبلني أبدا، بل على العكس زادتني حماسا وجعلتني ألتزم أكثر بالمنهج الذي أنا عليه، والكتابة حيال الموضوعات الساخنة مثل قضايا المرأة والخلوة والنقاب وقضايا عديدة.
هل من الحماس الذي تقول إنه تلبسك، يجعلك تتهم مديرة مدرسة، وقتما عاقبت طالباتها لأنهن رقصن في الباص، ويجعلك تنعتها بالإرهابية، هل هذا يليق بعضو حقوق إنسان، وأتذكر أن الأستاذ خالد السليمان أيضا علق عليك.
- لم أر ذلك التعليق، فأنا لا أقرأ كل ما يكتب، لأن هناك من الكتابات ما ينبغي تجاوزها فهي لجاجة وهناك ما يستحق الوقوف عنده ومناقشته، فمثلا أخونا صالح كامل عندما كان يتحدث في الثلوثية عن البنوك الإسلامية، وأن الغرب بدأ يفلس ويتخبط، فرددت عليه معترضا، غير أنه أجابني بإجابة جميلة، جعلتني أتوقف تماما، حيث قال لي: أنا وأنت منذ زمن مختلفان في هذا الموضوع ولن تقبل مني ولن أقبل منك، فسكت، إلا أن ذلك لا يجعلني أتردد في أن أوضح وجهة نظري، أما المديرة فكانت على خطأ وقاسية ويجب زجرها.
زجرتها باتهامها بالإرهاب!! ها أنا أنتقل لجزئية أخرى، أيعقل أستاذ عبد الله أنك داعية حقوق إنسان، ثم تقوم بوصف إخوتنا الأفارقة بالتخلف، وتصف الجسر المجمع إقامته بين اليمن والقارة الأفريقية بأنه جسر التخلف والجهل وهاجمته هجوما كبيرا.
- هذا الجسر القصد منه إيذاء المملكة العربية السعودية؛ فأفريقيا عبارة عن بؤرة تخلف مع الأسف لأن الاستعمار خرج منها قبل الأوان، فهي منطقة صراع قبلي وفقر شديد وجهل، والأفارقة يأتون بمجموعات كبيرة بحجة العمرة للعمل والترزق، وأخيرا أصبحوا يأتون عن طريق اليمن، فأنت عندما تبني لهم جسرا فنصف أفريقيا ستكون في السعودية، والذي كان يمنعهم كحاجز طبيعي هو البحر، ولكن مع هذا الجسر سيأتي القرن الأفريقي لليمن ثم يدخل إلى السعودية، وأنا أنادي بأكثر من هذا، فقد طالبت ببناء سور بيننا وبين اليمن، ونمنع هذه الهجرة اليمنية اليومية، لأن التشكيلة السكانية في السعودية ستتغير.
ليست مسألتي معك حيال الآثار الديموغرافية والسياسية، بقدر توظيف كلمات التخلف والجهل من داعية حقوق إنسان، عموما رد عليك بعض الكتاب من ذوي الأصول الأفريقية، كيف تلقيت ذلك؟
- قرأته وضحكت، واشتكوني لصديقي محمد سعيد الطيب، أنا أستخدم كلمة (الأفارقة)، أما أولئك (التكارنة) القدامى الذين كانوا لنا زملاء وأخوة، هؤلاء جاءوا بأعداد قليلة بقصد ديني، وفتحت لهم المدارس وتعلم أولادهم، وصار منهم المبتعثون، لكن إشكاليتي مع هؤلاء الأفارقة القادمين للعمل في السنوات الأخيرة، ولم يجدوا عملا فتحولوا إلى لصوص وإلى مخربين وناشري أمراض.
نترك معك جسر أفريقيا، لآتي لمطالبتك بوضع شبك في المشاعر المقدسة لحجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن، لا ويكون محاطا بأسلاك شائكة تمنع من يريد الخروج والتسلل، يا داعية حقوق الإنسان؛ كيف يستقيم ما تطلب وهؤلاء أناس لهم حقوق، فضلا على أنهم ضيوف الرحمن، وتريد منا أن نضعهم هكذا بصورة أقرب -عفوا- إلى زرائب وحظائر أو معتقلات؟
- أنا كتبت هذا الموضوع، وما زلت مصرا عليه إلى الآن، هم يريدون تنظيم الحج الداخلي ومنع حكاية الافتراش التي هي سبب الإعاقات الكثيرة في الحج والمشاكل، وهذا الافتراش يأتي من جميع الناس سواء من الأفارقة أو حتى من العمال العاملين في المملكة. فعدد العمال يقارب الخمسة إلى الستة ملايين عامل في المملكة، على الأقل ثلاثة أرباعهم مسلمون يريدون الحج. فلا بد من منع هذا العدد الهائل من الحج، وأن نلتزم بالعدد المحدد والكافي بهذه المساحة، وإذا ما أتت هذه الأعداد الكبيرة فسيكثر الافتراش. أنا طالبت بأكثر من هذا، بأن تمنع الرفادة والصدقات من أكل ومواد غذائية وماء وغيره، لأن هذا يشجع على الحج غير المرخص والعشوائي، والدولة وضعت هذه السنة مئة ألف عسكري، جيش كامل، لتنظيم عملية الحج، وسمو الأمير خالد الفيصل اعترف بأننا نجحنا نجاحا جزئيا فقط، ومع ذلك تسلل الناس، فما المانع يا أخي من تسوير هذه المنطقة.
اسمح لي أن أعبر عن انطباعي بأنك نموذج مثالي تماما لداعية حقوق إنسان (عربي)، يارجل، هل تراها طريقة حضارية لائقة أن نقيم سورا بأسلاك شائكة ومكهربة، كأننا في ثكنة عسكرية أو جوانتانامو آخر، وأين؟ في مشعر له خصوصية دينية يتعبد فيه الله.
- لو كان هذا المشعر مفتوحا يعبد فيه الله دون تنظيم لما لزم الأمر من هذه النسب التي تحدد، وأنا ما زلت على هذا الرأي، بأن نضع ما يشبه الأسوار ولم أقل مكهربة وأظنك تريد ذلك، فحقوق الإنسان أيضا لا بد أن تحترم فيها حق غيرك، فإن قمت بحج عشوائي مخالف للأنظمة فأنت منتهك لحقوق غيرك أيضا، وأخذ مكانه اعتداء.
سآتي إلى محور حقوق الإنسان، الذي تعجب كثيرون بانضمامك إليهم، بودي معرفة الكيفية والأسس التي جعلتك تنضم إليهم.
- صحيح، كان ذلك مفاجأة لي، فقد اتصل بي الدكتور عبد الله العبيد وأنا في مكتبي في البنك وطلب مني الانضمام إلى جمعية لحقوق الإنسان، فسألته: أمتأكد أنك تريدني أنا عبد الله أبو السمح، فأخشى أن تكون مخطئا. فقال نعم نريدك أنت عبد الله أبو السمح الذي يكتب في جريدة عكاظ ويعمل في البنك الفرنسي، وعندما تبين لي أنهم جادون في اختياري، وافقت.
هل انضمامك لجمعية حقوق الإنسان، كبلك حيال موضوعات كنت تكتب فيها، بمعنى هل حددت لك مسارات ووجهتك إلى اتجاهات جديدة؟
- لم تكبلني أبدا، بل على العكس زادتني حماسا وجعلتني ألتزم أكثر بالمنهج الذي أنا عليه، والكتابة حيال الموضوعات الساخنة مثل قضايا المرأة والخلوة والنقاب وقضايا عديدة.
هل من الحماس الذي تقول إنه تلبسك، يجعلك تتهم مديرة مدرسة، وقتما عاقبت طالباتها لأنهن رقصن في الباص، ويجعلك تنعتها بالإرهابية، هل هذا يليق بعضو حقوق إنسان، وأتذكر أن الأستاذ خالد السليمان أيضا علق عليك.
- لم أر ذلك التعليق، فأنا لا أقرأ كل ما يكتب، لأن هناك من الكتابات ما ينبغي تجاوزها فهي لجاجة وهناك ما يستحق الوقوف عنده ومناقشته، فمثلا أخونا صالح كامل عندما كان يتحدث في الثلوثية عن البنوك الإسلامية، وأن الغرب بدأ يفلس ويتخبط، فرددت عليه معترضا، غير أنه أجابني بإجابة جميلة، جعلتني أتوقف تماما، حيث قال لي: أنا وأنت منذ زمن مختلفان في هذا الموضوع ولن تقبل مني ولن أقبل منك، فسكت، إلا أن ذلك لا يجعلني أتردد في أن أوضح وجهة نظري، أما المديرة فكانت على خطأ وقاسية ويجب زجرها.
زجرتها باتهامها بالإرهاب!! ها أنا أنتقل لجزئية أخرى، أيعقل أستاذ عبد الله أنك داعية حقوق إنسان، ثم تقوم بوصف إخوتنا الأفارقة بالتخلف، وتصف الجسر المجمع إقامته بين اليمن والقارة الأفريقية بأنه جسر التخلف والجهل وهاجمته هجوما كبيرا.
- هذا الجسر القصد منه إيذاء المملكة العربية السعودية؛ فأفريقيا عبارة عن بؤرة تخلف مع الأسف لأن الاستعمار خرج منها قبل الأوان، فهي منطقة صراع قبلي وفقر شديد وجهل، والأفارقة يأتون بمجموعات كبيرة بحجة العمرة للعمل والترزق، وأخيرا أصبحوا يأتون عن طريق اليمن، فأنت عندما تبني لهم جسرا فنصف أفريقيا ستكون في السعودية، والذي كان يمنعهم كحاجز طبيعي هو البحر، ولكن مع هذا الجسر سيأتي القرن الأفريقي لليمن ثم يدخل إلى السعودية، وأنا أنادي بأكثر من هذا، فقد طالبت ببناء سور بيننا وبين اليمن، ونمنع هذه الهجرة اليمنية اليومية، لأن التشكيلة السكانية في السعودية ستتغير.
ليست مسألتي معك حيال الآثار الديموغرافية والسياسية، بقدر توظيف كلمات التخلف والجهل من داعية حقوق إنسان، عموما رد عليك بعض الكتاب من ذوي الأصول الأفريقية، كيف تلقيت ذلك؟
- قرأته وضحكت، واشتكوني لصديقي محمد سعيد الطيب، أنا أستخدم كلمة (الأفارقة)، أما أولئك (التكارنة) القدامى الذين كانوا لنا زملاء وأخوة، هؤلاء جاءوا بأعداد قليلة بقصد ديني، وفتحت لهم المدارس وتعلم أولادهم، وصار منهم المبتعثون، لكن إشكاليتي مع هؤلاء الأفارقة القادمين للعمل في السنوات الأخيرة، ولم يجدوا عملا فتحولوا إلى لصوص وإلى مخربين وناشري أمراض.
نترك معك جسر أفريقيا، لآتي لمطالبتك بوضع شبك في المشاعر المقدسة لحجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن، لا ويكون محاطا بأسلاك شائكة تمنع من يريد الخروج والتسلل، يا داعية حقوق الإنسان؛ كيف يستقيم ما تطلب وهؤلاء أناس لهم حقوق، فضلا على أنهم ضيوف الرحمن، وتريد منا أن نضعهم هكذا بصورة أقرب -عفوا- إلى زرائب وحظائر أو معتقلات؟
- أنا كتبت هذا الموضوع، وما زلت مصرا عليه إلى الآن، هم يريدون تنظيم الحج الداخلي ومنع حكاية الافتراش التي هي سبب الإعاقات الكثيرة في الحج والمشاكل، وهذا الافتراش يأتي من جميع الناس سواء من الأفارقة أو حتى من العمال العاملين في المملكة. فعدد العمال يقارب الخمسة إلى الستة ملايين عامل في المملكة، على الأقل ثلاثة أرباعهم مسلمون يريدون الحج. فلا بد من منع هذا العدد الهائل من الحج، وأن نلتزم بالعدد المحدد والكافي بهذه المساحة، وإذا ما أتت هذه الأعداد الكبيرة فسيكثر الافتراش. أنا طالبت بأكثر من هذا، بأن تمنع الرفادة والصدقات من أكل ومواد غذائية وماء وغيره، لأن هذا يشجع على الحج غير المرخص والعشوائي، والدولة وضعت هذه السنة مئة ألف عسكري، جيش كامل، لتنظيم عملية الحج، وسمو الأمير خالد الفيصل اعترف بأننا نجحنا نجاحا جزئيا فقط، ومع ذلك تسلل الناس، فما المانع يا أخي من تسوير هذه المنطقة.
اسمح لي أن أعبر عن انطباعي بأنك نموذج مثالي تماما لداعية حقوق إنسان (عربي)، يارجل، هل تراها طريقة حضارية لائقة أن نقيم سورا بأسلاك شائكة ومكهربة، كأننا في ثكنة عسكرية أو جوانتانامو آخر، وأين؟ في مشعر له خصوصية دينية يتعبد فيه الله.
- لو كان هذا المشعر مفتوحا يعبد فيه الله دون تنظيم لما لزم الأمر من هذه النسب التي تحدد، وأنا ما زلت على هذا الرأي، بأن نضع ما يشبه الأسوار ولم أقل مكهربة وأظنك تريد ذلك، فحقوق الإنسان أيضا لا بد أن تحترم فيها حق غيرك، فإن قمت بحج عشوائي مخالف للأنظمة فأنت منتهك لحقوق غيرك أيضا، وأخذ مكانه اعتداء.